فرنسا تسقط البرتغال بركلات الترجيح وتبلغ نصف نهائي كأس أوروبا حزب الله يشعل الحرب و يهاجم بالمسيرات موقعا للاحتلال.. الجيش الإسرائيلي يعلن الرد على بلدات بجنوب لبنان السعودية تعلن منح الجنسية لعدد من أصحاب هذه التخصصات ومن بلدان عدة حماس تعلن موقفها النهائي من مقترح أميركي لإجراء محادثات إطلاق الرهائن الإسرائيليين في يومه الأول من انتصاره التاريخي .. رئيس حكومة بريطانيا يوقف خطة ترحيل اللاجئين من هو مسعود بزشكيان رئيس إيران الجديد؟ الكشف عن التفاصيل الكاملة لاقتراح إنهاء الحرب في غزة منها وقف نار وانسحاب وإطلاق أسرى فوز الإصلاحي مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية الإيرانية في الجولة الثانية بمباركة القصر الملكي..بريطانيا تخالف أوروبا وتنعطف إلى اليسار شابة يمنية تحقق انجازا تاريخيا في بريطانيا ومن معقل المهاجرين اليمنيين وتفوز بعضوية البرلمان البريطاني
الولاء الوطني إحساس واعٍ بالانتماء الى الارض والانسان، وشعور وجداني يمثل أرقي درجات الحب والايمان بروابط الثقافة والتاريخ.. هو إخلاص بلا شروط، وتضحية بلا ثمن، حيث الوطن يكون أولا، وحيث القيمة المقدسة التي لا تمس.
حينما يكون الوطن جزءا من تكوين الفرد تسقط اعتبارات المصالح وتصفو المعاني وتزول الشكوك حول جدلية الانتماء بين الانسان والهوية؛ تبرز أهمية هذه المعايير عبر جملة من الافعال الحيوية، التي تتشارك فيها الدولة والمجتمع من خلال:
• الحفاظ على سيادة الوطن ومقدراته الحيوية وعدم تعريضه للخطر.
• حمايته من التدخلات الخارجية، ومنع الاعتداء عليه.
• رفض كل أشكال العلاقات المشبوهة فردية أو جماعية تهدد أمنه واستقراره.
• محاربة رموز الخيانة وادوات البيع والشراء بقضايا الوطن ومكتسباته.
ذلك هو المفهوم المثالي للولاء الوطني، الذي يشعر به أي مواطن سَويٌ يرتبط بهوية ووطن؛ لكن وعي الأفراد يتشكل عادة تبعا للثقافة السائدة في مجتمعاتهم وبيئاتهم الصغيرة، فينشؤون فيها على ولاءات متعددة في إطار الأسرة والعائلة والقبيلة ثم الوطن.
بين العصبية.. والولاء:
في اليمن كما في كثير من البلدان العربية والإسلامية، تتوارث الأجيال قيما وعادات وتقاليد تنطوي في كثير منها على عصبية، يأخذونها عن الآباء والأجداد بالتلقين والممارسة اليومية؛ ثم إن المجتمعات الشرقية هي في الغالب مجتمعات استبدادية، ومن السهل ان تتشكل فيها الأجيال تبعا لبيئاتها وابجديات معارفها الأولى، حتى وان درس البعض في أرقي الجامعات، لكنه يعود لطبيعة التنشئة البدائية (قبلية، وطائفية، ومذهبية، وجهوية)، والأمثلة كثيرة في المجتمعات العربية، التي عبثت بها الأحداث مؤخرا، وتغيرت فهيا القواعد من نظام الى نظام ومن عصبة الى أخرى.
الأحداث التي عصفت ببعض دول المنطقة منذ حرب الخليج الثانية (أغسطس 1990) ومرورا بأحداث "الربيع العربي"، التي تتفاعل سيناريوهاتها منذ 2011 مرورا بانهيار الدولة في أكثر من بلد عربي وحتى اليوم، كلها أحداث خلقت شرخا كبيرا في البنية الوطنية، والنسيج الاجتماعي؛ ذلك لأن الأحداث التي تنطوي على أعمال عنف، واستلاب للحقوق والحريات، هي أحداث تثير نوازع الحقد والكراهية، وتبدأ بإعادة انتاج العصبيات العرقية، والقبلية، والمناطقية، والجهوية؛ الامر الذي يساعد على خلق ولاءات ضيقة تخصم بالضرورة من الرصيد الوطني.
شعبنا اليمني كما كل الشعوب العربية ممتلئة انتماء ووطنية وولاء، لكنها بسيطة وسهلة التلقين.. بمعني انها سريعة التأثر بخطابات وتوجهات النخب السياسية، والحزبية، والجماعات الدينية، والزعامات الاجتماعية؛ وإذا ما قرأنا خارطة القوى السياسية اليمنية المعاصرة (مثلا).. أعنى القوى الممسكة بخناق الوطن اليوم سنجد ان أغلبها يلعب على المسرح السياسي بأجندات طائفية ومذهبية، وقبلية وعرقية أو جهوية – مناطقية وبمرجعيات خارجية، وهي لا تثير العصبية وتمجد الولاءات الضيقة فقط، وإنما هي تروج لولاءاتها الخارجية بمبرر إن حل المشكلة اليمنية بيد الخارج، مع انه ليس بيده سوى مشكلة هذه النحب المنفلتة، ومصالحها، واعتماداتها، وميزانياتها.
ولهذا، لم تتمكن النخب الحاكمة اليوم من استيعاب وهضم الفكرة الوطنية الجامعة، ولم تتمكن خلال تسع سنوات من الحرب حتى من فتح الطريق أو صرف المرتب، ولم تتمكن من تجاوز عقد النقص وحالة التقوقع التي تعيشها حول القرية أو الجهة، والقبيلة أو السلالة والعائلة.