|
بشكل عفوي تدحرج هاشتاغ #الهوية_اليمنية ككرة ثلج تحول معها الفضاء الأزرق معرضاً مكتطاً بأزهى وأجمل الأزياء؛ في تظاهرة تلقائية عكست جانباً من ثراء اليمن الجميل وأصالته. يعود الفضل في إطلاق الحملة لناشطات من بنات اليمن أردن التعبير عن رفض العربدة الحوثية التي تستهدف المرأة اليمنية بفرض أزياء ذات صبغة دينية مذهبية وافدة.
هذا الالتفاف الكرنفالي الجميل يثير الإعجاب ويدعوا للفخر لكنه في ذات السياق يدعو للتساؤل عن ماهية وحقيقة الهوية التي يفترض أن تعبر عنا كيمنيين.
هل هي الزي والملبوسات والإكسسوارات المرافقة أم أنها أوسع من ذلك وأعمق؟؟ تأتي الإجابة تلقائياً بأن الهوية اسم جامع لمفهوم أغزر وأعمق وأوسع بكثير من أن تحصر في رمز تاريخي أو نمط معين من الملبوسات. الهوية في تقديري هي فعل إنساني تراكمي؛ يتشكل مع الإنسان ويتطور معه؛ ويتعدد في أنماطه ليشمل كل ما يتصل بالتاريخ والثقافة حتى يصبح هوية وطنية يمكن التعبير عنها بأي من التفاصيل التي ارتبطت بالشكل أو السلوك العام للناس.
الهوية باختصار هي منظومة ثقافية من صناعة الإنسان وتتجاوز الشكل إلى العادات والقيم الجمعية. أريد القول أننا في خضم معركتنا المفصلية مع المليشيا السلالية الطارئة بحاجة إلى التعامل مع مدلولات هويتنا الوطنية بكل أبعادها وليس الاقتصار على الشكليات منها.
لأن الشكليات مشترك قد تلتقي فيه مع خصمك الذي ينازعك هويتك بل إنه يزعم ويزايد أنه يحميها بينما تقوم عقيدته السلالية على طمس هوينك وتشويه تاريخك لحساب تاريخه الملوث.
نحن معنيون في كل الأحوال والظروف وفي كل زمان ومكان بتعزيز هويتنا باعتبارنا أصحاب الحق وأبناء الأرض وبالتوازي مطالبون أيضاً بإحياء كل القيم التي للأسف تأثرت سلباً وانجرفت بعض مظاهرها مع تداعيات الحرب خصوصاً تلك المتصلة بالمروءة والشهامة ونحوها.
وبشكل أوضح نحن بحاجة لإعادة الاعتبار لكل القيم اليمنية العربية النبيلة التي سلبتنا إياها الحرب.
مطالبون بحماية القيم التي كانت إلى وقت قريب تعد من لوازم الأخلاق اليمنية وكان تجاوزها أو حتى المساس بها يعتبر ( عيباً أسود ).
إننا بذلك فقط نكون حراس الهوية اليمنية وحماة قيمها الأصيلة النبيلة وهي مسؤولية أخلاقية ووطنية بل وتاريخية سنتحمل المسؤولية عنها أمام الله والأجيال.
في الأربعاء 18 يناير-كانون الثاني 2023 09:12:26 م