مكافئة للاعبي المنتخب اليمني وهذا ما قاله المدرب بعد الفوز على البحرين تعديل في موعد مباراة نهائي كأس الخليج في الكويت إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024 الكويت تعلن سحب الجنسية من 2087 امرأة إنستغرام تختبر خاصية مهمة طال انتظارها حملة تجسس صينية ضخمة.. اختراق شركة اتصالات أمريكية تاسعة اشتعال الموجهات من جديد في جبهة حجر بالضالع ومصرع قيادي بارز للمليشيات الكشف عن إستراتيجية جديدة وضربات اوسع ضد الحوثيين
فجأة وبدون سابق إنذار، وبينما الجميع من ركاب الطائرة المنكوبة كلا مستغرقا بما كان منشغلا لأجله لحظتها.. بين مسترخي وغارق في سبات عميق، وبين مطالع للكتب والمجلات بحوزته، ومتصفح لجديد شبكة النت، وبين واقف وجالس في مكانه يتبادل إطراف الحديث مع الشخص الجالس في الكرسي المجاور، تهتز الطائرة وهي تحلق في الهواء على بعد ألاف الإقدام عن سطح الأرض.. اهتزازات بسيطة تزداد تدريجيا، بما يدفع كابتن الطائرة لتشغيل علامات ربط الأحزمة.. ثم يطلب عبر الإذاعة الداخلية للطائرة أن يلزم الركاب أمكنتهم ويربطوا حزام الأمان.
المشهد بدأ عابرا هكذا كما تصورناه جميعنا، وغير مقلقا بالنسبة للكثير من ركاب طائرة اليمنية المنكوبة ممن ورغما عن أنوفهم وجدوا فجأة أن أسماءهم وصفاتهم جميعا توحدت تحت مسمى واحد ضحايا.. لم يكن أحد يعلم بحجم الفاجعة والكارثة التي ستحل بهم، وأن الغموض وحدة هو الذي ما يزال يكتنف حادث سقوط الطائرة المنكوبة حتى اليوم، ولا المصير المؤسف الذي آلت إليه حياتهم.. لا أحد انتبه للفضيحة المدوية ومن الطرف الحقيقي الواقف ورائها !
الكل اختلف وظهرت الكثير من التفسيرات والتصريحات، ومن بين كل ما تردد وقيل ضمن نشرات الإخبار، طفت على السطح الكثير مما يمكن للمتابع ان يشتمه من روائح في سياق ما ذكر من تصريحات لجميع الإطراف، وكان من بين أهمها ما أعقب وقوع الحادث مباشرة من تصريحات للمسئولين الفرنسيين، في تصريحات وصفت بالاستباقية وغير المتزنة بتوجيهها أصابع الاتهام واللوم لشركة الخطوط الجوية الوطنية واتهامها بالتقصير دون الاستناد إلى أي أدله واتهام القائمين عليها بالاهمال وعدم التجاوب مع التحذيرات الصادرة بحق الطائرة المنكوبة بحجة وجود عيوب واختلالات فيها!
طبعا مثل هذه التصريحات القوية والخطيرة في تصوري حينها، كانت كافية لان توجه أنظار الجميع معنيين ومهتمين ومتابعين نحو ما سبق وأن قادت اليه التصريحات الفرنسية من توجيه أصابع الاتهام واللائمة للشركة الوطنية والقائمين عليها ممن لم تشفع لهم التبريرات والحجج التي بادروا في تقديمها أنذاك في لحظة ذهول حقيقية على وقع تأثير الصدمة!
الجميع - ولست بمفردي فحسب - لم يستبعد ما ذهبت إليه التصريحات الفرنسية وأن كانت على سبيل التكهن والاحتمال والافتراض وربما اطلاق الاحكام الغيبية، لكن الجميع قال لنفسه كل شيء وارد بغض النظر هنا عن الوطنية والانتماء وما تفرضانه في اعتقاد البعض من ضرورة الالتفاف إلى جانب الشركة الوطنية في محنتها بل والدفاع عنها أن لزم الامر وأن كانت مقصرة فعلا.. لكن يبقى جميع الاحتمالات وارده ومشاعر التصديق في مثل هذه الحالات جميعنا يعرف أنها دائما ما تنحوا في صالح من يمتلك القدرة والقوة وهو هنا الجانب الفرنسي طبعا!
بصراحة أكثر الجميع قال: أصحابنا لا أحد يستطيع تبرئتهم واعفاءهم من المسئولية خصوصا وآن جميعنا يعرف مدى استفحال حالة الاستهتار واللامبالاة وطغيانها على الكثير من تفاصيل حياتنا.. وإحتمال أن يكون اصحابنا فاشلين ومستهترين وغير مبالين بارواح البشر يظل وارد.. وربما أن الركاب المساكين تم استغفالهم جميعا عندما اعتقدوا انهم صعدوا طائرة وليس نعشا جماعيا اعد على شرفهم ! هذا ما اعتقده الجميع.
وجميعنا ولا استثني نفسي قلت :هكذا هي نهاية الاستهتار بالارواح، وعدم الاحساس بالمسئولية تجاة البشر.. هذه هي نهاية اللامبالاة وعدم الاكتراث والاختيال والمخادعة والتهاون بالانسان.. هل تعتقد شركة اليمنية انها لو قدمت ملك الارض بامكانها تعوض اسره عن فقدانها لاحد اقاربها ضمن الضحايا أن تعوض شخص عن لحظات الفجيعة التي كان يموت فيها الف مرة والطائرة تهوي في السماء في قعر المحيط وسط جنح الظلام الحالك العاصف. هل تعتقد أنها بالمحاججه والمخادعة والحيلة والحذلقة تستطيع تعويض سمعتها التي خسرتها الان للابد؟
لكن ما لم يتوقعه الكثيرين وبدأ يثير ربما أكثر من سؤال ويضع أكثر من علامة استفهام حول حادث الطائرة المنكوبة هو تصريحات المسئول القمري الذي طلب عدم الكشف عن هويته والتي طالعتنا بها صحيفة الشرق الاوسط اللندنية والتي لا تفيد عدم استبعاد الجانب القمري من احتمال تعرض الطائرة اليمنية لصاروخ فرنسي من قوات مرابطة في نفس المكان ، معللا السبب أنه ليس حادث عدائي، بقدر ما هو وجود الطائرة في الوقت والمكان واللحظة ربما غير المناسبة أن تتواجد فيها".
هذه التصريحات القمرية تظل غير مستبعده، تماما كما سبق ولم نستبعد التصريحات الفرنسية، وخصوصا أذا ما بدأنا في تحليل سبب التصريحات الاستباقية للجانب الفرنسي عقب الحادث مباشرة واتهامها للشركة الوطنية بالتقصير وتهديدها بإدراجها ضمن القائمة السوداء؟ وسبب جعل فرق الانقاذ الفرنسية أول الفرق التي وصلت إلى مكان الحادث ربما قبل انتشار الخبر على الملاء؟ وسبب منع الفرق الفرنسية لاي فرق انقاذ اخرى مشاركة من القيام بعملها في عمليات الانقاذ والكشف عن ألاسرار والخفايا التي تقف وراء حادث سقوط الطائرة اليمنية المنكوبة؟
كل تلك الاسئلة وغيرها تجعل من الفضيحة الحقيقة في حادث الطائرة اليمنية المنكوبة فيما لو ثبتت صحة التصريحات القمرية، تعكس نفسها سلبا على العلاقات اليمنية الفرنسية التي لا أظن أنها ستوصف مجددا "بالمزدهرة" كما كانت عليه قبل وقوع الحادث وفيما لو ثبتت الرواية القمرية وباتت الادلة تعزز من احتمالات صحتها باعتبار أن الجانب الفرنسي كان المستفيد الاول من اتهام الشركة الوطنية فيما لو صدقت الرواية القمرية، وبما لا يدع مجال للشك في المقولة الشائعة" حبل الكذب قصير" وهي مقولة لا يعرفها الفرنسيين طبعا، لكن أظنها ستحثهم على تحري السرعة والمصداقية والدقة في تقديم التوضيحات بشأن ما ذهبت إليه التصريحات القمرية وعدم اختيار الصمت إزاءها وتجاهلها حتى لا تسوء الأمور أكثر مما يتصوروه!