آخر الاخبار

التحركات واللقاءات العسكرية العليا.. هل قررت الشرعية خوض معركة الحسم مع مليشيا الحوثي؟.. تقرير رفقة محمد بن زايد.. شاهد ثاني ظهور لطارق صالح عقب إصابته بحادث مروري في الساحل الغربي حزب الإصلاح يعلق على إشهار التكتل الوطني للمكونات السياسية تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية مجلس القضاء الأعلى بعدن يصدر قرارات عقابية بحق إثنين من القضاة

في ذكرى رحيل رائد السلام
بقلم/ كاتب/علي الغليسي
نشر منذ: 11 سنة و 6 أشهر و 12 يوماً
الثلاثاء 23 إبريل-نيسان 2013 08:58 م

في الثاني والعشرين من العام 2009م  بكت مأرب حتى جف الدمع ، وحزنت حاضرة سبأ حتى رق الحزن لحالها ، ورسمت الفاجعة ملامح الأسى والفقد على وجوه الكبار والصغار.. اكتسى نهار ذلك اليوم رداء الظلام ، وضاقت المساحات الشاسعة بعد إعلان نبأ استشهاد الشريف سالم بن سعود رحمة الله تعالى بنيران كرس جل حياته لمحاربتها وناضل من أجل توحيد جهود الناس للوقوف ضدها.

•أربعة أعوام مرت على رحيل رائد السلام ، ومصرع فارس إصلاح ذات البين في المحافظات الشرقية .. كان رحمه الله نصير المظلومين ، وعون المحتاجين ، ومدرسة نموذجية للقيم والمبادئ ،كأنما مكارم الأخلاق صيغت رجلاً فكانت (سالم بن سعود) ذلك الرجل الذي غيبه الموت ، لكنه لم ولن يغيب عن ذاكرة ميدان العطاء والطهر والنقاء والبساطة ،سيرته عصية على النسيان ، ومسيرته جديرة بالاهتمام ، لن ينساه الناس كصانع سلام لم يدخر جهداً من أجل ترسيخ السلم الاجتماعي في محافظة مأرب..هذه الأيام هو أول من يمر طيفه على الخيال إذا اشتدت الأحداث وتعقدت المواقف "وفي الليلة الظلماء يفتقد (أبو تركي)" .

•رثاه الشيخ درهم الظمأ بعد وفاته بأبيات كلما رددتها أدخلتني في موجة من البكاء والكمد والإحساس بمرارة الفقد ، لكن لا الدمع ينفع ولا الحزن يفيد في إرجاع من ودعناه وواريناه تحت الثرى

يا السد والمعبد ومأرب والبلد

عزي القبل لموت سالم بن سعود

شيخ وله مضمد ورأيه معتمد

صامد في أوقات الشدايد والصمود

•أكتب الآن ونحن ندخل في العام الخامس لرحيله وقلمي لا يزال يرتجف من وجع الذكرى ، ويدون صدقاً وحزناً مشاعر إنسان عاشر الفقيد وعاش معه أياماً مليئة بالعطاء ، أحتاج بيانو كل أصابعه سوداء حتى يكون لحن الحروف حزيناً ومعبراً بما فيه الكفاية ..لأن شريط الذكريات يمر على الدوام بمخيلتي ويستعرض مواقف كنت شاهداً عليها كانت بمثابة بصمات لن يمحوها تعاقب الليل والنهار،وستبقى شواهد حية على إرادة لا تموت..ستحتفظ الطرقات والصحاري والجبال في كثير من المناطق والعزل والقرى بذكريات لا تنسى لفقيد الوطن..على كل كثبان ، في كل صخرة ، على كل طريق وعر، في كل طريق معبد.. ستكتب : من هنا مر سالم بن سعود ، هنا جلس أبو تركي، هنا أوقف نزاع ، هنا كتب صلحاً قبلياً أو أسرياً، هنا أنهى حرب وثأر، من هنا انطلق لرأب الصدع، هنا جرح ، وهنا استشهد ..وفي هذا المكان سقط السلم الاجتماعي !!.. بالخط العريض سترسم وستلون وستكتب ذاكرة الأيام ، هنا استشهد الشريف سالم بن سعود ، بل هنا ولد , هذه معالم سبأ وتاريخ مأرب ، ستظل شاهدة إلى الأبد على شموخك وعلو همتك أيها الأب والمعلم والمربي الفاضل والقدوة الحسنة رحمك الله.

•بالطبع .. حملة رايات السلام والصدق والأمانة لا يموتون ،لأن نورهم يستمر ليضيء الدروب وينير العقول..(أبو تركي) واحداً من أولئك ، عزاؤنا في فقدنا له ونحن نتذكره باستمرار أنه سيظل منارة في دربنا الوعر ، وهامة شامخة نستلهم منها العطاء،ونستكمل على خطاه مشوار الأهداف التي كان ينشدها، والغايات التي كان يناضل من أجلها كالسلام ولم الشمل وتوحيد الرؤى ، والسعي نحو مجتمع خال من النزاعات ، ووطن بدون ثأرات ، ويمن تسوده قيم الحب والتسامح والألفة والإخاء والتعايش السلمي .

•(أبو تركي)..لن ننساك ، فليس من طبعنا نسيان العظماء الأوفياء ستظل حي تعيش في عقولنا ومشاعرنا ووجداننا، نؤمن يقيناً بأن قدر الأخيار الأبرار أن يجتبيهم الله من بين عباده ، ونسأل المولى عز وجل أنك مع "الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا".