أول دولة عربية تعلن عن عفو رئاسي يشمل نحو 2.5 ألف محكوم وسجين خليجي 26: البحرين أول المتأهلين بعد فوزها على العراق والمباراة القادمة أمام اليمن فرار عشرات الطلاب من أكاديمية حوثية للتعليم الطائفي في صنعاء .. سقوط بشار يربك محاضن المسيرة الطائفية عاجل: صدور قرار لرئيس مجلس القيادة وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد
في السابع والعشرين من يونيو الجاري سيتقاعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الحليف الأكبر للرئيس الأمريكي جورج بوش في حربه علي العراق وسوف يتحول بلير إلي مواطن بريطاني عادي يلفه النسيان مثل المرأة الحديدية رئيسة الوزراء السابقة مارجريت تاتشر أو يظهر معلقا علي مباريات الباسكت مثل رئيس الوزراء السابق جون ميجور أو يقضي وقته في محاولة فاشلة لمحو هزيمته وهزيمة بريطانيا في الحرب التي شاركت فيها فى العراق وأفغانستان .
هذا بالنسبة لبلير أما الرئيس الأمريكي جورج بوش فقد دعا فؤاد زكريا رئيس تحرير مجلة " نيوزويك " الأمريكية في عددها الأخير إلي التوقف عن نقده والتفكير فيما بعده ..
وقال زكريا : " في كل الأحوال ، لقد آن الأوان للتوقف عن انتقاد جورج دبليو بوش ، علينا أن نبدأ التفكير فى مستقبل أمتنا بعد رحيل بوش ، الذي يثير البهجة فى أوساط خصومه ، والإحباط في أوساط مؤيديه ـ رغم قلتهم في هذه المرحلة ـ بعد 19 شهرا سيصبح بوش مواطنا عاديا ، يلقي الخطابات في شركات التأمين ، أما أمريكا فسيتوجب عليها أن تمضي قدما وتستعيد مكانتها في العالم " ثم يعرج زكريا علي الدرك الذي أوصل إليه جورج بوش الولايات المتحدة ، لكنه يشير إلي المخاوف من أن المرشحين الجمهوريين بعده يسيرون علي نهجه فى بث الرعب فى نفوس الأمريكيين من العدو الخارجي وأن المفهوم السائد لديهم مثل رودي جولياني عمدة نيويورك خلال أحداث الحادي عشر من سبتمبر هو غزو وتدمير المزيد من البلدان
ونقل عن جولياني أثناء خطاب ألقاه فى جامعة أوغلثورب بأتلانتا أنه مارس هواية بث الرعب فى قلوب الحاضرين قائلا : " إنهم يكرهونكم ، لا يريدونكم أن ترتادو هذه الجامعة ، نعم أعني أنا وأنت وأنت وأنت " مشيرا بإصبعه إلي الطلاب ، وفي أول مناظرة للمرشحين الجمهوريين حذر قائلا : " نحن نواجه عدوا يخطط فى كل أنحاء العالم ويبدو أنه يخطط أيضا داخل بلدنا ليأتي إلينا ويقتلنا " وليس جولياني وحده الذي يبث الرعب فى نفوس الأمريكيين حتى يحظي بأصواتهم مثلما فعل بوش بل إن المرشح ميت رومني يذهب إلي أبعد من ذلك فقد أعلن أن الأشرار الذين يهددون أمريكا هم كل المسلمين : " الشيعة والسنة وحزب الله وحماس والقاعدة والأخوان المسلمين " ، أما النائب توم تانكريدو فقد أجاب حينما سئل عن إمكانية حدوث هجوم نووي من قبل متطرفين إسلاميين علي الولايات المتحدة ، اقترح أن يهدد الجيش الأمريكي بـ " تدمير مكة " .
هؤلاء هم حكام أمريكا القادمون بعد جورج بوش ، فقد بني بوش استرايجيته علي بث الرعب والخوف فى نفوس الأمريكيين حتى يلتفوا حوله وإشعارهم أن الأشرار يريدون تدميرهم وهو الذي يحميهم بما يفعله من قتل ودمار وتخريب وتجاوزات في أنحاء العالم ، ومن ثم وصل التفكير بأحدهم إلي التهديد بتدمير مكة ، لهذا دعا زكريا إلي أن هذه السياسة ستقود إلي كارثة ومن ثم " علينا أولا أن نواجه عواقب سياستنا الخارجية المبنية علي الخوف ، لأن هذه المخاوف دفعتنا إلي الاعتقاد أنه لا خيار أمامنا إلا أن نعمل بسرعة وبمفردنا ، بطريقة أحادية ووقائية نجحنا في غضون ست سنوات في تقويض عقود من النيات الحسنة الدولية ، و تنفير حلفائنا وتقوية أعدائنا من دون أن نحل المشاكل الدولية الكبيرة التى تواجهنا " .
وقد كانت نظرة زبيغنو بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق أكثر عمقا حينما قال في كتابه الأخير " الفرصة الثانية " إن سياسة بوش وحربه علي العراق سوف توصل الولايات المتحدة إلي حافة الهاوية ويقول : " لقد تحولت حرب أمريكا فى العراق إلي كارثة من كل الأوجه " وبعدما يبين عملية التضليل التى تمت لشن الحرب والأوضاع الكارثية للولايات المتحدة في العراق يقول بريجنسكي في صفحة 165 : " سيكون لفقد السيطرة الأمريكية نتائج كارثية علي موقف أمريكا فى أوروبا والشرق الأقصى ، فلا يستطيع حلفاء أمريكا علي جانبي الأطلسي ولا الصين أو اليابان أن يكونوا غير مبالين إذا عجلت السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط في حدوث اضطراب جذري شديد يجاهر بالعداء لأمريكا ويتطور إلي حملة طويلة علي الطريقة الجزائرية ضد الولايات المتحدة والدولة الموالية لها في المنطقة أي إسرائيل ، فسيكون علي الدول الشرق أوسطية وبخاصة المصدرة للنفط إجراء ترتيبات خاصة بها ، والبحث عن ملاذات آمنة لاستثماراتها ، وطلب الحماية من القوي الصاعدة مثل الصين من أجل البقاء في هذه البيئة المضطربة " .
هذه الرؤية التي قدمها بريجنسكي يراها كثيرون أقرب ما تكون للواقع ، فهزيمة أمريكا في العراق وخروجها المرتقب من هناك علي أي شكل كان ، يمكن أن يقود إلي تغيرات هائلة فى المنطقة كلها في ظل نمو للنفوذ الصيني فى إفريقيا ومحاولة اختراق مناطق النفوذ الأمريكية فى المنطقة وانكفاء أمريكا رعبا علي نفسها ، وفي شهر مايو 2007 كتب فرانسيس فوكوياما أحد أبرز المحافظين الجدد مقالا مثيرا فى صحيفة " لوس أنجلوس تايمز " تحت عنوان " أمريكا والعراق تساؤلات ما قبل الانسحاب " إذن الكل الآن في الولايات المتحدة يفكر فيما بعد الهزيمة وبعد الانسحاب وبعد جورج بوش ، كما أن معظم هذه السيناريوهات تقود إلي مستقبل مليء بالاضطرابات ليس في العراق وحده وإنما ربما يشمل المنطقة كلها ، هذا ما يراه الذين ينظرون إلي مصالح أمريكا في العالم وفي عالمنا بشكل خاص بعد جورج بوش فهل فكر زعماء المنطقة في العالم العربي والعراق بعد جورج بوش أم يعتقدون أن بوش سيظل يحكم أمريكا إلي الأبد مثل كثير منهم ؟