آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

صالح .. و كتائب الموت
بقلم/ د. هشام المعلم
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و يومين
السبت 28 مايو 2011 04:33 م

عاقل حارة السبعين ( كما يحلو للكثيرين تسميته ) يبحثُ عن رايةٍ جديدة يلُم تحتها شعث بقايا أنصاره و أشلاء المُغرر بهم من أفراد المؤسسة العسكرية و مُهرجي الإعلام الرسمي و ليس له من رايةٍ الآن إلا راية الفتنة أو الإستسلام .

لم يكن ليخطر على بال صالح و هو يقف في مواجهة شعبه متحدياً أن مغامرته ستبوء بالفشل و بأن الأمور قد تصل إلى ما وصلت إليه و هو الذي اعتمدَ على حل كل مشاكله السابقة بمشاكل أخرى و بطرقه الملتوية و بافتعال الأزمات حتى يستمر حكمه كل تلك الفترة , و ظل نظامه يقتات على سلسلة متواصلة من المحن الحقيقية و المُفتعلة ليضمن البقاء راكناً إلى طيبة هذا الشعب التواق للعيش بسلام .

لعب بكل الأوراق التي كان يظن بأنها قد تجديه نفعاً في مواجهة الثورة الشعبية سواءاً السياسية أو الدينية أو العسكرية أو القبلية و تساقطت جميعها الواحدة تلو الأخرى أمام صمود سلمية الثورة , كما تتساقط أوراق الخريف ( كما ظل يكرر هذة الجملة عقب جمعة الكرامة دون أن يعي المعنى الحقيقي لهذة الجملة ).

و نجحت الثورة السلمية في اسقاط و قلب المفهوم السائد أن البلد التي لديها فاائضاً شبابياً أكثر عُرضة للعنف.

و لجأ إلى تحشيد من يعملون تحت راية من يدفع أكثر و هؤلاء بطبيعة الحال ليس لهم ولاء حقيقي لأيٍ كان سوى مصالحهم الآنية و من المتوقع أن ينفضوا أيديهم عند الإحساس بأول خطر حقيقي أو عند انقضاء المصلحة كما هو حادث الآن ,

أو من تبقى معه من أفراد المؤسسة العسكرية من المغرر بهم و الذين مازالوا يصدقون كذبة أنهم بوقوفهم إلى جانبه يحمون الوطن و الثورة و الوحدة و الديموقراطية و هؤلاء بطبيعة الحال تتكشف لهم شمس الحقيقة يوماً إثرَ يوم و تنقشع من أمام أعينهم غمامة الزيف من أنهم ليسوا سوى حماة كرسيٍ متهاوي و دكتاتور يتشبث بالحكم مهما غلى الثمن.

و حتى المبادرة الخليجية التي لم تمثل سوى مشروع تآمري فاشل ضد الثورة الشعبية و التي لم يُحسن النظام استغلالها , و محاولة إسقاط مصداقية المعارضة و تقسيمها سقطت من يده و بقيت الثورة لتستمر و تنجح و تحقق أهدافها و لتتسع رقعتها فتصل إلى كل مدينة و قرية .

و ها هو يقع في خطأه الأخير و الذي قد يكون القاضية , و ذلك بافتعاله المواجهة العسكرية مع أكبر شيوخ البلاد و القبيلة الأثقل وزناً في الوطن دون أن يحسب تداعيات هذا العمل .

و ليس دفاعاً عن القبلية و لا رضىً عنها و لا انتصاراً لها ما نسرده في هذة السطور و لكنها حقيقة مجتمعٍ لازال يرزح تحت وطئة حكم الأسرة و القبيلة منذُ سنين و يحتاج إلى الكثير من الوقت حتى يرسو على بر أمان الدولة المدنية التي تُمثل حُلم كل مواطن يمني و ما قامت الثورة الشعبية إلا من أجل تحقيقه متمثلة باسقاط النظام كخطوة أولى .

فلو نظرنا من هذا المنطلق بإنصاف إلى ما يحدث من مواجهات بين أمن النظام و الشيخ صادق و انصاره لوجدنا أن الحق مع الشيخ , ففي ظل الدولة الاسرية القبلية التي غُيب فيها النظام و القانون مُنذُ تولي صالح سُدة الحكم أصبح من الطبيعي أن يقوم مواطن بثقل الشيخ صادق أن يؤمن نفسه و منزله سواءاً بإحاطته بأنصاره أو بمنع تمترس أفراد الأمن من التمترس في محيط منزله , خاصة و هو يقف في الجهة المناهضة للنظام و قد أعلن انضمامه للثورة السلمية و وقوفه مع مبدأ الشعب يريد إسقاط النظام , و من الطبيعي أن يكون النظام هو مصدر القلق الرئيسي و الأول بالنسبة له و من المتوقع أن يسعى بكل الطرق إلى التخلص أو محاصرة خصماً يُمثل كل هذا الثُقل .

لقد كشقت حروب صعدة الست المتتالية سوءة النظام و هشاشة القوات العسكرية سواءا جيش أو حرس جمهوري.

و عليه فحين يُقدم صالح على وضعها في اختبار جديد صعب بحجم هذة المواجهات فمن العسير بمكان التكهن بإمكانية صمودها لوقت طويل أمام كتائب الموت القبلية التي تُدين بالولاء الخالص لمشائخها و مناطقها , خاصة إذا أخذنا في الإعتبار أن الكثير من أفراد الحرس الجمهوري و الجيش هم في الأصل من القبائل قبل و بعد التحاقهم بالمؤسسة العسكرية.

إن محاولة صالح اليائسة بتحويل مسار الثورة السلمية نحو مواجهات عسكرية مع القبائل المناهضة لحكمه و جر البلاد نحو حرب أهلية و تحويل أنظار العالم و المجتمع الدولي نحو هذة الاشتباكات بعيداً عن حقيقة الثورة السلمية , ليست سوى ورقة مكشوفة و يُدرك الكُل أنه سيكون فيها الخاسر الأكبر و لن تنطلي حيلته الهزلية على أيٍ كان.