واتساب يطلق ميزة جديدة لمسح المستندات داخل التطبيق مقتل 14 عنصر أمن في كمين لفلول النظام السابق في طرطوس نتنياهو بين 50 ضيفاً دعاهم ترامب لحضور حفل تنصيبه.. تفاصيل إسرائيل تدخل معركة جديدة ..استهداف لأبناء قادة حماس في قطاع غزة أول دولة عربية تعلن عن عفو رئاسي يشمل نحو 2.5 ألف محكوم وسجين خليجي 26: البحرين أول المتأهلين بعد فوزها على العراق والمباراة القادمة أمام اليمن فرار عشرات الطلاب من أكاديمية حوثية للتعليم الطائفي في صنعاء .. سقوط بشار يربك محاضن المسيرة الطائفية عاجل: صدور قرار لرئيس مجلس القيادة وكيل أمانة العاصمة يدعو وسائل الإعلام لمواكبة معركة الحسم بروح وطنية موحدة شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية
عندما لا يكتسب المرء علمه بطريقة منهجية أو يصير ضحية وعي منقوص؛ فإنه يصير ضيّق الأفق وينظر إلى الحقائق والظواهر والقضايا ذات الأبعاد المتعددة من زوايا ضيقة، بحيث لا يرى إلا
الإيجابيات أو السلبيات، ولا يزال يتردد بل ويتردى بين التهويل والتهوين؛ بمعنى أنه لا يرى في من ينظر إليه إلا بياضاً شديد النصاعة أو سواداً كامل الحلكة، وكأنه تليفزيون قديم أو ثور أسباني! ولو
حاولنا معرفة موقف أصحاب العقليات التي تتراوح بين البياض
والسواد مما يسمى بنظرية المؤامرة؛ فسنجد أنهم يقفون طرفي نقيض منها؛ فهناك من يعتبرون بأن كل ما يجري في ساحات المسلمين وفي سائر أوطانهم إنما هو مؤامرة محبوكة من قبل كافة الملل والنحل في الدنيا وعلى رأسهم اليهود والنصارى الذين يتوفر لهم ذكاء ومكر لا
حدود لهما، ويمتلكون قدرات خارقة تمكنهم من ولوج الأبواب المغلقة واجتياز السياجات الحديدية واستخلاص الأسرار الخفية، ولا يوجد عند هؤلاء المهولين تيارات إنسانية ولا جمعيات حقوقية في الغرب تهتم لأمر المسلمين، فكلهم منخرطون في مؤامرة ماكرة لاجتثاث
المسلمين من الوجود، وغاية ما يفعله رافعو راية الحريات وحقوق الإنسان هناك هو تبادل الأدوار مع الصقور الذين يحملون راية العداء الواضح للمسلمين، بل إن هؤلاء أشد خطرا على المسلمين لأنهم يعمدون إلى لبس الأقنعة التي تخفي قبحهم، إمعانا في مزيد من الضحك على ذقون المسلمين، حتى لا ينتبهوا للمؤامرات التي تحاك لهم! وفي الطرف الآخر هناك من المسلمين من ينكر وجود أي مؤامرة من أي نوع ومن قبل أي طرف في الغرب ضد المسلمين؛ معتبرين أن العالم المعاصر قد تواطأ على السير وفق قيم وقوانين إنسانية واحدة ووفق مصالح مشروعة لكل الأطراف، لكن المسلمين لم يحسنوا دخول هذا المضمار ولم يفقهوا قوانينه التنافسية، وطفقوا يبررون عجزهم الفكري والعملي بالحديث عن نظرية المؤامرة! والمصيبة أن أصحاب الرؤيتين البيضاوية والسوداء، رغم بعد الشقة بينهما، يسهمون من دون قصد في ضرب فاعلية المسلمين على ما فيها من فجوات ونقاط ضعف عديدة في ذاتها، فالمبالغون في إثبات نظرية المؤامرة يجعلون من المسلمين مجرد ريشٍ خفيف الوزن في مهب الرياح الغربية العاتية أو أحجار على رقعة الشطرنج التي يتحكم بها الغربيون، فهم مغلوبون على أمرهم وتنهال عليهم المؤامرات كالمطر، ولا مناص لهم من انتظار الأقدار حتى تنتصف لهم!
أما المبالغون في نفي نظرية المؤامرة، فهم ينطلقون في هذا الاعتقاد من يقين يستوطن قرارة أنفسهم، بأن المسلمين لا يصلحون لعمارة الأرض ولا يمتلكون مؤهلات صناعة الحياة بتاتا، وأن كل ما يحدث في بلدانهم إنما هو من صنائع أنفسهم، ويصل بعض المتغربين من هؤلاء إلى اتهام الإسلام نفسه بأنه سبب ما يحيق بالمسلمين من هزائم ونكبات على كل المستويات، وأن الغربيين لا دخل لهم بتاتا، وأن المسلمين لو سلّموا لهم مقاليد بلدانهم فإنهم سيحيلونها إلى فراديس أرضية تثير الدهشة وتصنع الانبهار! فما هي أسباب تكوّن العقليات التي تعجز عن رؤية الألوان كلها ولا ترى إلا الأبيض والأسود؟ وكيف يمكن معالجة هذه المعضلة؟
وما هي أدوار المفكرين والعلماء والسياسيين والمثقفين والحقوقيين والإعلاميين ورواد وسائل التواصل الاجتماعي في الخلاص من هذه المعضلة؟