خطاب النصر لدونالد ترامب إستطلاع لـ ''مأرب برس'': أكثر من نصف المشاركين توقعوا فوز ترامب على هاريس تحوّل مثير.. ميتا تسمح باستخدام ذكائها الاصطناعي لأغراض عسكرية أمريكية انستغرام يطرح خيارات جديدة لتصفية الرسائل للمبدعين الجمهوريون يسيطرون على مجلس الشيوخ الأمريكي والتنافس مستمر على مجلس النواب سفينة حربية إيطالية تنضم إلى حملة حماية البحر الأحمر ترامب يفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وفق النتائج الأولية مفاجأة مدوية.. صلاح بديلا لنيمار في الهلال السعودي ترامب يعلن التقدم والفوز في 12 منطقة أمريكية … . نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لحظة بلحظة التحالف العربي ينفذ ثلاث عمليات إجلاء جوية في سقطرى
لايشك عاقل ان الثورة التي قام بها الشعب اليمني للتخلص من النظام العائلي الفاسد قد واجهت صعوبات والتفافات إقليمية ودولية لتعديل مسارها وإخراجها عن طريقها حتى لاتصل الى النهايات التي كان يأمل اليمنيون من خلالها بناء دولتهم الحديثة.
لقد جاءت ثورة التغيير في اليمن بعد ثورتين هامتين سقط فيهما اعتى طغاة العصر واكبر عملاء الغرب هما ثورة الشعب التونسي وثورة الشعب المصري، وقد كانت هاتان الثورتان لهما فعل الكارثة على اكبر أجهزة الاستخبارات العالمية حيث لم تكن هذه الأجهزة تتوقع اي تغيير في هاتين الدولتين على المدى القصير والمتوسط، كما ان هذان النظامان كانا ينالا كل الرعاية والدعم من الأنظمة الغربية برغم كل جرائمهما في حق شعبيهما، لذلك فان عدم استعداد النظام الدولي لهذا التغيير أعطى شعبا تونس ومصر سرعة الحسم والتخلص من حكومة بن علي ومبارك قبل ان تستيقظ الدوائر الغربية من نومها، وقد مضى التونسيون الى نهاية الطريق اما المصريون فقد قطعوا ثلاثة أرباع الطريق وبقي عليهم الربع الأخير في بناء المؤسسات الدستورية والمتمثل في مجلس الشعب واستكمال الدستور والاستفتاء عليه حتى يتحقق لهم الاستقرار السياسي والأمني ويتجهوا لبناء اقتصادهم وإصلاح أنظمتهم الإدارية الفاسدة التي أفسدها النظام السابق ولن يتسنى لهم ذلك الا بتنظيف مؤسسات الدولة من بقايا عصابة مبارك وأتباعه.
ان الثورة اليمنية برغم ان بواردها قد سبقت كل الثورات من خلال العصيان والتمرد في المحافظات الجنوبية، الا ان تأخرها كان بسبب عدم التجاوب معها في كافة محافظات الجمهورية، ولكن عندما وصلت نار البوعزيزي الى اليمن كانت الدوائر الإقليمية والدولية قد وعت الدرس تماما واعدت السيناريوهات لإجهاض الثورة او إيصالها الى النقطة التي لا تفقد فيها المصالح الغربية مكاسبها، ولعل عدم السماح لهذه الثورة بإشعال المنطقة هو أهم هذه المكاسب، لان النتائج الايجابية التي كان سيجنيها اليمنيون من ثورتهم كانت ستجعل هذه الثورة نموذجا يحتذى لمن تبقى من بلاد العربان، لذلك لا غرابة عندما كاد الرئيس السابق ان يوافق على التوقيع منذ بداية الثورة ثم وجدناه يتراجع، وتكررت عملية تراجعه أكثر من مرة حتى على المبادرة الخليجية برغم ان الجميع وقعوا عليها، والسبب ان أصحاب المصالح الإقليميون والدوليون كانوا يرون انهم لم يستكملوا خطتهم للحد من انتشار الثورة اليمنية ، حتى وصلوا الى النقطة التي وجدوا فيها ان الأمور أصبحت تحت السيطرة فسمحوا له بالتوقيع
وبجردة سريعة نجد ان الثورة اليمنية لا زالت ناقصة، فالرئيس سقط ولكن حصونه باقية ولابد من هدمها حتى يتم البناء من جديد، وعلى اللذين فرضوا شروطهم على الثورة اليمنية وأوقفوا مدها ان يستكملوا شروطها بإزاحة رموز الفساد وعائلة الرئيس واسترجاع الأموال الهائلة التي نهبت من قوت الشعب ولا زالت مفقودة، ومن العجيب ان الرئيس السابق لازال يتبجح بأنه باني الوحدة بينما حقائق الأمور والواقع يقول انه نهب البلد ودمرها وترك الشعب اليمني في اسوأ حالة مر بها في تاريخه، كما لازال حزب الحرامية قائم بالرغم من سقوط الكثير من أركانه إلا ان تصرفات أعضائه لازالت لم تتغير لأنهم لم يعو الدرس وسوف تدور الأيام ويذهب هذا الحزب الى مزبلة التاريخ، وعلى ابناء اليمن اليوم ان يستمروا بثورتهم حتى تصل الى بر الأمان ويحصدوا نتائج هذه الحرية عدلا وإنصافا وحرية وازدهارا اقتصاديا وعدالة اجتماعية هم وأولادهم والأجيال القادمة من أبناء اليمن واذا لم يحدث ذلك فان ثورتهم ناقصة، وعلى الرئيس هادي ان يعلم ان وجوده بالسلطة مرهون بتنفيذ باقي شروط المبادرة وان التاريخ سوف يحكم له او عليه، كما انه مطالب بتصفية كل ابناء المخلوع من مناصبهم وخصوصا في القطاع العسكري.
ان المراقب لأفعال هذه الزعامات يتعجب من عقلياتهم وتصرفاتهم، فكيف لرئيس دولة ان يسلم مفاصل السلطة لأبنائه وأقاربه ويطلق يدهم يعبثون بمقدرات الشعب وينهبون ويتسلطون على رقاب الناس ثم يقول انه وحد اليمن وأرسى قواعد العدل فيه وانه التزم بواجبه الدستوري في تصريف شؤون الدولة بينما حقائق الواقع تقول انه أدار الدولة بعقلية الملكية الخاصة التي تبيح لصاحبها التصرف بشؤونها كما يريد ولا يستطيع منصف القول ان اليمن كانت دولة وإلا مامعنى ان تكون لكل قبيلة سجن وقانون بعيدا عن سيطرة الدولة وقوانينها.
ان القاعدة الإدارية تقول ان(السلطة المطلقة مفسدة مطلقة) ولقد كان الرئيس المخلوع لديه سلطة مطلقة لا يلزمه قانون ولا دستور ولهذا كانت كل دوائر الدولة العسكرية والمدنية والاقتصادية تدار بما يحقق مصالحه وأهوائه ومصالح اقاربه ومن دار في دائرة النفاق حوله وليس بما يحقق اهداف الجمهورية بالرخاء الاقتصادي للشعب اليمني واذا كان هناك انصاف وقام احدهم بدراسة مقارنه لما ارتكبه نظام الرئيس المخلوع مع من سبقه في الحكم فان النتيجة سوف تكون ان ماعاناه اليمنيون في ظل هذا الرئيس هي اسوأ فترة في تاريخ اليمنيين، فأين الانجازات التي حققها سوى انه سيطر على البلد ونهبها ، ومن الانصاف ان لاتنتهي هذه الثورة الا بمحاسبته ومحاسبة أقاربه وكل أصحاب المصالح واسترجاع كل ريال نهبوه من قوت الشعب .
ان من وحد اليمن وبناها هم الرجال الذين أريقت دمائهم على مذبح الحرية واستقلال اليمن في الشطرين وليس من نهبها وسلط أقاربه عليها، انهم أولئك الرجال الذين سالت دمائهم في حصار صنعاء من ابناء الشمال والجنوب في الدفاع عن الجمهورية، واولئك الرجال الذين ضحوا بأرواحهم في حرب تحرير الجنوب ضد الاستعمار البريطاني من ابناء الجنوب والشمال، ولا زلت اذكر ذلك اليوم الذي كنت فيه طالبا في السنة الثانية ابتدائي بالمعلا وكان مربي فصلنا الاستاذ عبدالله ذلك الشاب الخلوق الجميل الطلعة والذي ينتمي الى احدى المحافظات الشمالية، وفي صبيحة احد الأيام وحين كنا في الطابور الصباحي اذا بإدارة المدرسة تنعي الينا خبر استشهاد الاستاذ عبدالله خلال معركة بمدينة عدن مع قوات الاحتلال، لم نكن في تلك الفترة نسمع هذه النعرة التشطيرية بل اعتبرنا الاستاذ عبدالله يمني قام بواجبه تجاه وطنه واعتبرناه شهيدا من شهداء الثورة وله نصيبه من الفضل في تحرير الجنوب، وبالمقابل حكى لي احد أقاربي رحمه الله وهو شخص معروف بتاريخه النضالي أيام الانجليز وقد غادر الجنوب الى مدينة تعز بعد استيلاء الشيوعيون على الحكم في الجنوب وظل مقاوما لهم بسبب ما ارتكبوا من المذابح وتاميمهم لممتلكات الناس وشاركه آخرون من أبناء الجنوب الذين احتضنتهم المحافظات الشمالية، قريبي هذا اخبرني كيف تحركت قوى المقاومة في الجنوب ايام حصار صنعاء واخترقوا الحصار المفروض على المدينة وعاشوا اياما لاتنسى وهم يقاوموا الملكيين حتى انتصرت الجمهورية، وعندما سألته عن السبب الذي دفعهم الى ذلك لم يخبرني اننا جنوبيون وهم شماليون بل كانت الروح الوطنية هي التي دفعتهم الى ذلك، ومانسمعه اليوم من أصوات تشطيرية فالسبب فيها هو من حكم اليمن بعد الوحدة وغرس فيهم كراهيتها بتصرفاته اللامسئولة ونهب ممتلكات الجنوبيين وتصرف معهم تصرف المنتصر على اعدائه وهو يعلم ان اغلب الجنوبيون كانوا مع الوحدة يومها وقد انحازت اهم واشهر القبائل الجنوبية الى الوحده حينها ولولا شعورهم هذا ما استطاع ان يمنع الانفصال.
لقد توحدت دماء اليمنيين قبل ان تتوحد أرضهم ولكن مع الأسف كما يقول المثل الصيني ان الثورات يقوم بها الأبطال ويستغلها الانذال، وسوف يكتب اليمنيون تاريخهم من جديد وتظهر كثير من الخفايا، كما لابد ان هناك من سوف يحاكم وتنزع منه النياشين كما نزعت من مبارك ( وسيعلم اللذين ظلموا اي منقلب ينقلبون) صدق الله العظيم