آخر الاخبار

مصادر مطلعة تكشف لـ مأرب برس جديد مصير قرارات مركزي عدن وجهّت دعوة للمليشيات.. الحكومة الشرعية تعلن موقفها من العدوان الإسرائيلي على اليمن أول دولة عربية تصدر بيانا بشأن الضربة الإسرائيلية على اليمن أمين عام مجلس شباب الثورة : استهداف محافظة الحديدة استهداف للسيادة اليمنية وامتداد لعدوان إسرائيل على أشقائنا في غزة مليشيات الحوثي الانقلابية تكشف الحصيلة الأولية لضحايا الهجوم الاسرائيلي على الحديدة اول رد للناشطة اليمنية توكل كرمان على الغارات التي استهدفت محافظة الحديدة غارات جوية تستهدف مواقع عسكرية سرية للمليشيات الحوثية ومنشئات حيويه ومؤسسات أمنية بمحافظة الحديدة.. تفاصيل الجيش السوداني يعلن عن انتصارات كبيرة ودحر قوات الدعم السريع من احد الولايات الهامة عاجل: غارات جوية توقع قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين واستهداف منشآت النفط بمحافظة الحديدة .. تفاصيل منصور الحنق يدعو لدعم الجيش والأمن في معركته ضد المليشيات ومقاومة صنعاء تعلن دعمها لقرارات البنك المركزي..

ما هكذا يُفهَمُ الدرس!!
بقلم/ خليل البرح
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 26 يوماً
الثلاثاء 22 فبراير-شباط 2011 07:21 م

انطلقت انتفاضة الشباب التونسي بعد شرارة (بو عزيزي) الذي أشعلها في جسده، فبدأ بن علي في اتخاذ بعض الإجراءات علها تطفئ غضبة التوانسة، خصوصاً بعد أن رأى أن مبدأ القمع الذي يلازم زعماء العرب لم يجد نفعاً أمام طوفان الشعب الغاضب، غير أن إجراءاته تلك باءت بالفشل، فلم يجد بداً من الفرار.

الكثيرون علقوا بعد هروب زين العابدين بأن هذه الثورة درس سيفهمه الزعماء العرب، وسيتداركون ما أهملوه طيلة سنوات حكمهم، إلا أن ما حدث في مصر كان مغايراً، فعوضاً من استيعاب مبارك لما حدث في تونس زاد طينة شعبه بلة، واجه مطالبهم التي لا رجعة عنها بقمع بوليسي شرس، ثم قمع بلطجي جديد وغير مألوف، ومع ذلك كان السقوط محتماً.

وفي اليمن بدا الوضع مختلفاً قليلاً بالنسبة للرئيس علي عبدالله صالح، ظن الكثير أن فهمه للدرس كان أفضل، فقد ظهر على فضائية اليمن بخطاب أمام برلمانه يعلن أنه لن يقامر، وسيقدم التنازلات، وسيلغي التعديلات الدستورية الجديدة التي اجتهد بعض رفاقه في إخراجها إلى النور حسب قوله وأنه لن يترشح ولن يُورّث.. لكن ما إن بدأ الشباب يلوّح بمسيرات ومظاهرات سلمية حتى استبق حزبه الأمر، وانطلقوا صوب ميدان التحرير للسيطرة عليه قبل الجميع خوفاً مما حصل في مصر، ونصبوا الخيام وأتوا بالمناصرين، وأحيوا ليالي الميدان بالمزامير والطبول والفرق الموسيقية، ناهيك عن المبالغ التي تصرف لهم والبطانيات وما يحتاجونه من أكل وشرب و"قات".

وحين غيرّ المتظاهرون "المناوئون" وجهتهم، قابلهم مؤيدو الرئيس "المدفوع أجرهم" بالعصي والهراوات والأسلحة البيضاء والرصاص الحي والقنابل اليدوية، أملاً منهم في ترويع وتخويف المناوئين للعدول عن هبّتهم المطالبة بالتغيير السلمي.

هكذا إذاًَ كان فهم الدرس غير المتوقع.. فبدلاً من تحقيق المطالب قبل اشتداد المكالب، ارتأت السلطة في اليمن أن تسارع إلى تأليب القبائل والاستعانة بمشائخها في صد أي مظاهرة تخرج ضد النظام، وبدأت في ضخ الملايين على ما يسمون بـ"البلاطجة" لإغرائهم في ردع الشعب الثائر وتلقينهم درساً لا ينسونه كلما فكروا في المطالبة بالتغيير.

ومع أن الدرسين التونسي والمصري لم يبردا بعد، والدروس السابقة تشهد على ذلك، بأن ثورة الشعب لا يستطيع أحد إيقافها مهما قُمع ومهما قُتل ومهما أُسر، إلا أن الرئيس فهم الدرس عكس ما كان ينبغي له أن يفهمه، فلو أنه بادر إلى إصلاحات حقيقية تجسد صدق التغيير لديه على الواقع لأحدث تأثيراً كبيراً في نفوس شعبه، ولو أنه حفظ الملايين التي ما زالت تصرف على أنصاره الوهميين -الذين بدؤوا في إثارة المناطقية- ووضعها فيما يخدم الشباب لكان الوضع اختلف،، لكنه الفهم العربي القاصر الذي لا يعي ما يدور وما ستؤول إليه الأمور إلا بعد فوات الأوان، فما يحصل في ليبيا والبحرين والجزائر خير مثال على ذلك!!