حكام شعوب او أمراء حروب
بقلم/ حمزة المقالح
نشر منذ: 17 سنة و 7 أشهر و 21 يوماً
الأحد 06 مايو 2007 06:01 م

مأرب برس - خاص

حرب صعدههي حكاية كل اليمنيين في مجالسهم واسواقهم وفي محلاتهم ومكاتبهم شغلهم الشاغل تستمر حرب صعده لتدخل عامها الرابع .لنبحث في اسبابها... وهل يمكن ان تتكرر حوادث كهذه .....

 بداية لابد من معرفة الاسس الحقيقه في مفهوم العلاقه القائمه بين الحاكم والمحكوم باعتبارها عقد اجتماعي ينظم العلاقه بين الشعب ومن يحكمه , وهذا العقد هو مجموعه من اللوائح والنظم التي يصادق عليها الشعب ويشترطها على من يحكمه, فصار واجبا وملزما على الحاكم ان يحكم الشعب بما اتفق عليه الناس بغالبيتهم, وهذا العقد هو ما يسمى بالدستور ومجموعه النظم والقوانين واللوائح التي تهدف جميعها الى تحقيق العداله والامن وحفظ العرض والكرامه والارض والعقيده وضمان حرية العقيده وحق التفكير والاعتقاد والرأي ضمن هذه اللوائح ..

هنا في اليمن الامر يختلف تماما . لا تجد اثنان يختلفون في وجود مستويات عديده للمواطنة والمحسوبيه والشلليه والمناطقيه , وكثرة خرق القوانين والنظم من اكبر سلطة في البلد الى اقل مستويات وظيفيه, ووجود ثقافه الاقوى والفساد والدويلات القبليه داخل نظام الدوله الواحده ..

اضف الى ذلك غياب مفهوم الواجبات, التي لابد للمواطن ان يفي بها من طرف , والحقوق التي تضمنها الدوله من طرف اخر لكل المواطنين سواء بسوا باختلاف اثنياتهم ومناطقهم مازالوا يتمون الى البلد الواحد..

تكريس سياسة ادارة الصراعات التي يمارسها الحاكم بالاتيان بالمتناقضات ودعم قوى على قوى اخرى . في سبيل تحقيق اكبر فترة ممكنه للبقاء في الحكم , وشغل الناس بهذه الثقافة , وكذلك عدم المبالاة في صناعة دولة المؤسسات , وكذا غياب الاستراتيجيه والطموح عند الحاكم ., والتفكير بثقافه العبيد ( عيدك يومك). كذلك سوء ادراة الموارد الداخليه واستشراء الفساد , واضعاف سلطة القانون . وكذلك عدم وجود سلطات منفصله ومستقله عن المتنفذين . كل هذه البيئه التي تخلق مجموعة من التوازنات الخطيرة التي تعصف بكوارث يتضرر منها الجميع .

لم أكن انا هنا لابرر ما يحدث في صعدة بقدر ما اعتبر الوضع مهيأ للكثير من هذه النتوءات . ما يحدث في حرب صعدة من قبل المتمردين خطأ مهما يكن سببه( كما لايمكن ان يكون له مبرر). لكن قد تكون البيئه كذلك مهيئه للكثير من هذه النتوءات التي يحصد ثمارها الشعب وحده ... لا يمكن باي حال من الاحوال ان تعاقب فئه معينه بسبب اعتقادها ومنهجها او مذهبها . وليس من حق الحاكم ذلك . لان حقوق الاعتقاد مكفوله فاذا كان الاسلام حفظ حق الاعتقاد لليهود والنصارى بقوله ( لا اكراه في الدين) . فمن الاحرى ان يكفل للانسان حريه تفكيره ورأيه فيما يعتقده في الدين بغض النظر عن صحة او سقم ما يعتقد به . ولذا تسقط حجه من يقولون ان هؤلاء روافض او شيعة او غيره وجب قتالهم , بل يجب ان نكون اكثر وعيا واكثر ثقافه من هذا الذي يروج له ومحاوله تفريق النسيج اليمني على اساس مذهبي ينجم منه وضع اكثر تعقيدا واكثر خطورة ويدخل اليمن في دوامة حرب قد يطول مداها وتخلق بيئه ليست موجوده من الاساس . ولنبحث عن مبرر اخرى لهذه الحرب . وهو خروجهم بالسلاح في وجه الدوله وهذا ما اتفق عليه الناس انه خطأ ... الحكومة دعمتهم بالسلاح وهذا معروف لدى الجميع هل كان حينها يريد منهم تكوين نادي رياضي او جمعية خيريه ثم حزب سياسي ... المجتمع المدني ومؤسساته لا تقام بالبنادق ولا السلاح . هولاء ابناء الوطن الواحد يقتلهم السلاح ذاته جيشا او مواطنين .

من المسئول عن هذه الحرب ؟؟ من يدير هذا الصراع ويخطط له ؟؟ اليسو امراء الحرب بخوذهم النحاسيه او حراس المعبد بزيهم المهندم ... لا نريد ان ننكأ جروح بقدر ما نريد ان نلملم ما تبقى من هذه الجراحات...

كما لا ننسى ان نقول ونحمل الحاكم المسؤولية المباشرة اذ اخطأ لكونه لم يكن واضحا ازاء ما يحدث ولم يكن الاعلام واضحا امام الشعب ولم يكن هناك ثمة شفافية حتى تقام عليهم الحجة الاجتماعية وهذا ما كسب الحرب في صعده عزوف عن التعاطف الشعبي كما ان الكثير لا يثق بالفقاعات التي يصدرها الاعلام الرسمي او التصريحات الحكوميه .. هكذا تجد الكثير .

هناك أسباب أخرى لنشوب الحرب في فترات متقطعة . وهذا مالم يفصح عنه من اي جانب حتى الآن هناك ألان على الواقع عدة خيارات مطروحة او متوقعه ان يتم حل الازمة داخليا وهذا احتمال جدواه يصعب اكثر فاكثر باستمرار الحل العسكري والمواجهات المسلحة لانها ستزيد من صعوبه الحلول وتداخل القضايا ... واما ان تحل عربيا وتدخل عربي ووساطات من قبل الجامعة العربيه لنزع فتيل الخلاف وهذا دائرة قد تتسع قليلا على المستوى العربي كما قد تأخذ الحرب بعدا اقليميا في ضل اتهامات موجهه لدول عربيه واخرى اسلاميه لدعم التمرد وهو ما يتوجب على الجامعة العربيه التحرك في هذا الجانب خوفا من ان تقع نفس ما حدث في دار فور ولو تم تداول القضيه دوليا فيعتقد الكثير من المراقبين انها ستكون اكثر تعقيدا وستكون على حساب مزيد من التنازلات وممارسة مجموعه من الضغوطات وتصبح المنطقة برمتها بدل من كونه تمرد يصبح تصفية حسابات اقليمية لدول ليست اليمن طرف فيها الا ان ساحة الصراع هي مقطوعة من اليمن ارض صعده... ولكم يتمنى المواطن اليمني ان يعي صناع القرار كيف يحافظون عن اوطانهم بدلا من الاستفاده من الازمات لتحقيق مكاسب ضيقة لا تخدم الوطن بل تثقل من كاهله وترديه بين الاموات وكفانا عشوائيه وارتجاليه في قيادة هذا الوطن الذي تأخر كثيرا ابتداء من عهد الاماه الى هذا العهد في ضل مؤسسة الرجل الواحد وغياب نظام المؤسسة ... وباختصار اذا استطعنا ان نقضي على مسببات هذه الحوادث استطعنا ان نجنب اليمن الكثير من المشاكل ..واذكر دائما مقوله لاينشتاين (لايمكن ان تحل مشاكلنا بنفس العقليه التي اوجدت هذه المشاكل).