آخر الاخبار

البحر الأحمر.. هجمات الحوثي تشهد تراجعاً ملحوظاً و«أسبيدس» تدمر مسيرتين وصفها بالخطوات الجنونية .. ضربات مركزي عدن تشعل فتيل غضب (سيّد الحوثيين) وتدفعه لمهاجمة السعودية والكشف عن خياراته للرد وخبر غير سار لمؤتمر صنعاء واشنطن تنسق مع مسقط بخصوص إعتقالات الحوثيين مارب برس ينشر توقعات الطقس للساعات القادمة.. ومركز الأرصاد يحذر ..أمطار ورياح في هذه المحافظات المبعوث الأممي يدعو إلى مواصلة العمل مع مكتبه لاستكمال خطة تنفيذ التفاهم ويقول إن مفاوضات مسقط شهدت انفراجة مهمة عيدروس الزبيدي يدعو الى موقف دولي حازم تجاه الحوثيين ويبلغ بريطانيا عن تشكيل فريق تفاوضي من قبل مجلس القيادة استعداداً لمفاوضات قادمة ‏رئيس الأركان : أمن واستقرار الأوطان يرتكز على بناء قوات مسلحة صلبة تتجسد فيها الوحدة الوطنية وتضم كل مكونات أبناء الشعب وولاؤها وانتماؤها للوطن ذمار تدعو الى توحيد الصف الجمهوري وتؤكد وقوفها الكامل مع الشرعية ومساندة المعركة الوطنية الموت يفجع الديوان الملكي السعودي وزير الأوقاف يعلن انتهاء أزمة حجاج اليمن العالقين في الأراضي المقدسة

انهم يبيعون الفرح
بقلم/ فواز الشريف
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 12 يوماً
الثلاثاء 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 05:12 م

لم يدر بخلدي وأنا أترقب الإصرار اليمني على إقامة “خليجي 20” أنهم يسعون جاهدين إلى منحنا الفرح هكذا كعائلة واحدة، ففي عدن وجدناهم يمرون عبر الطرقات يدندنون على أوتار بساطتهم أناشيد عالقة في الأذهان لم نشعر في يوم من الأيام ونحن نتمايل معها رقصاً وطرباً أنها أتت من رحم الصبر والعرق والسواعد السمر التي تنحت في الفخر والصخر ضاربة عبر عقود من الزمن بفأس الاحتمال رأس الحزن والفقر لينهمر فرحاً زلالاً سائغاً للشاربين والمارين والقادمين والمحبين.

إنهم في بساطتهم أهل عدن الطيبين يبيعون الفرح على قارعة الطريق ويضعون فتات خبزهم على طاولة القلوب المشرعة بالحب نحو فجر مشرق يتسلل صوب الشرفات ليخلطوه بكرة القدم وليحققوا ولو حلما واحدا ضمن طابور أحلام اليمن السعيدة في خارطة أحلام الناس.

ترى كم عقدا من الزمن منحنا اليمن أناشيد متجذرة أرخت جوانحها المبهجة في قلوبنا وكم من أقاصيص الهوى أشعل جذوتها أهل اليمن أصحاب القلوب الرقيقة المرهفة، أتعرفون أبو بكر سالم بالفقيه وعبد الرب إدريس وكرامة مرسال وغيرهم في قائمة المبدعين الكثر؟.. ستقولون حتماً نعم وسأقول لقد أسقيناهم البخل فحرمناهم ماجد عبد الله وحسين سعيد وجاسم يعقوب وعدنان الطلياني ومنصور مفتاح وغيرهم أيضاً كثر في كشوفات العمالقة بل مارسنا معهم حد الحرمان لأن لا يشاركونا فيما نملك من شغف كروي نعيشه ونستمتع به وهم يحلمون به.

أتدرون أننا رقصنا طولاً بعرض على تلك الأغنيات الشاهقات الرائعات أزماناً طويلة ولم نفكر لماذا هي أغنيات مختلفة ؟.. لماذا هي أغنيات لا تفارقنا؟.. سأختصر لكم المسألة فقد يستصعب البعض حساباتها فهذه المعزوفات والثقافات والكلمات تكتب على أرصفة الشوارع وأزقة الحواري وتكتب بين ألم وألم بماء من الصدق الذي ينتعل الأقدام الحافية والأجساد الناحلة.

أتت كأس الخليج وانسابت نحو قلوب الأشقاء في اليمن تحمل في حضورها حضوراً مختلفاً لوطن يعيش ثقافة القرن الماضي، حيث الود وتقبيل الرؤوس ونثر عطر الاحترام والتواضع وليعانق ألفية الزمن الجديد في ركب أخذنا معه منذ أزمان وحولنا إلى مزيج من الإنسان والآلة إلى أشباه بشر تم طحنهم باقتدار في صورة مزخرفة من البهرجة وقد تصبح إضافة اليمن إليه بمثابة اختلاق مزيج جديد منا لعله يعيد إنسانية بعض الأشياء التي افتقدناه.

أنا لا أجلد ذاتي ولا أجلدكم بقدر ما كنت في الأسطر السابقة أحاول أن أقرب المشهد لكم من زوايا أخرى فقد تمر تجربة “خليجي 20” على غيري مرور الكرام بأهل الكرم لكني فضلت أن أتوقف عند أهم هذه المشاهد لأصور لكم أن أهل اليمن لم يدخلوا بعد سراديب حياتنا المغرورة ، كتبت هذه الأسطر ونحن لم ندلف بعد إلى تفاصيل البطولة، مفضلاً ركوب قطار اليمن السعيد وهو يحمل في عرباته إرثاً ثقيلاً من ثقافة عميقة عبر بوابته الأولى وهي أنهم يمنحوننا الفرح على طبق من قلوب نقية، أو على الأقل قلوب ندية نستطيع أن نشكلها كيف نشاء .

 

*الاتحاد الإماراتية