الشيخ الزنداني … حضور وطني عصي على النسيان
بقلم/ علي محمود يامن
نشر منذ: 5 أشهر و 18 يوماً
الثلاثاء 23 إبريل-نيسان 2024 07:03 م
  

خلال نصف قرن من تاريخ اليمن كان الشيخ عبدالمجيد الزنداني 

حاضر بقوة في معظم الاحداث وعلى كافة المستويات منذوا اربعينيات القرن العشرين كان طالبا متميزا حاد الذكاء درس علم الصيدلة في جامعة عين شمس لكن ميوله للعلم الشرعي وللالتحاق بركب الدعوة الإسلامية جعله ينتقل للدراسة في الازهر والانتماء الباكر لتيار الاسلام السياسي الدعوي .

 

شارك في النضال ضد الامامة وكان احد صناع الثورة السبتمبرية الخالدة لا يمكن الخوض في تاريخ اليمن الحديث من دونه. اثر بشكل قوي في الاحداث وحضر في الذكرة الجمعية للمجتمع السياسي اليمني ناضل برفقة اعلام الثورة الكبار ابو الاحرار الشهيد محمد محمود الزبيري والاستاذ الثائر النعمان ورواد الحركة الوطنية الاحرار .

قدم برنامجًا في إذاعة صنعاء عقب الثورة المباركة عن الثورة وحق الشعب في رفض الكهنوت واقامة نظامه الجمهوري المنشود 

ورافق أبو الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري حتى لحظة استشهاده في جولاته وتحركاته الدؤوبة والمتواصلة  لحشد التأييد الشعبي والدعم الجماهيري والقبلي لمناصرة الثورة والجمهورية إبان الهجمة الإمامية المضادة على ثورة السادس والعشرين من سبتمبر تميز بالهمة العالية والمثابرة القوية والإرادة الصلبة فاستعصى على التغيب والتهميش والاقصاء .

 

 الشيخ الزنداني شخصية وطنية تملك ثراء واسعا في كل المجالات السياسية والتربوية والعلمية والاجتماعية 

وخبرة عميقة كقائدا وطنياً ومناضلا ثوريا  صلبا حاملا لقضايا الوطن ومدافعا عن مكتسبات الشعب وحقوقه، خاض غمار الحياة العامة مبكراً منذوا كان طالبا في محافظة تعز وكان له أدوار وطنية خالدة في مقرعة الامامة والانتصار لاهداف الثورة واستمر في عطائه العلمي والتنويري من خلال عمله في التربية والتعليم ومكتب الارشاد وتاسيس المعاهد العلمية والمراكز البحثية وجامعة الايمان والاهتمام بالتعليم عموما .

 

ناصره الكثير واختلف معه الكثير لكنه حقق جماهيرية قوية افتقدتها الاحزاب والنخب في الحشد والتجيش للدفاع عن الدولة والجمهورية 

عندما قرر حزب الاصلاح اختزال الرمزية القيادية والابتعاد عن الشخصيات الاكثر حضورا وكاريزما والاقدار على ادارة الجماهير والهاب مشاعر ألشعب نحو قضاياه المصيرية حلت باليمن كارثة عودة الامامة وضياع الدولة وافتقدت اليمن للقيادات ذات التاثير والحضور في وجدان ألشعب .

 

 

 تميز بالقوة والجراءة العالية والتوثب لخوض غمار المخاطر وامتلك تجربة ثرية في الحياة التي بلغ عقدها الثامن بكل تناقضاتها بفلسفته الخاصة الذي يؤمن بها ويدافع عنها المتمثلة بشمولية الاسلام ومنابعه الأساسية بعيدا عن النظرة المُجزّأة التي تمزج بين خيارات متعددة مؤمنا بما يعتقد ومدافعا عن رواه ومعتقداته بقوة وعناد واصرار

يعتبره الكثير حالة ملهمة للشخصيّة الفاعلة الواثقة بحقها وقدراتها على تحقيق النجاح وترسيخ القيم والاخلاق التي تؤمن بها وتطويع الحياة كما تُقرره تلك المبادئ هو رمز لجيل من الزمن. ساهم بقوة في تشكيل الخارطة الروحية والفكرية والثقافية لليمنيين احتل مساحة واسعة في المجتمع ستستمر لفترة زمنية طويلة .

 

….

 

الزنداني احد اعلام الاسلام الكبار ومن علماء الامة الاسلامية الذي اخذ حقه من الحضور في الفضاء العام الوطني والخارجي كان ملء السمع والبصر في دنيا الناس وقيمة مضافة في حياتنا اليمانية والعربية والإسلامية 

الفرد العلم ، والعالم النحرير والجبل اليمني الشامخ والطود الأشم.

 لعب دور حيويا عظيما في حياة الناس ما يجعله حيا في قلوب وألسن كل المنصفين من ابناء الامة سوء المتفقين او المختلفين معه لانه جزء مهم من انجاز اليمن في مضمار الامة الاسلامية واعلامها الصانعين للفكر والسياسة والدعوة في التاريخ المعاصر .

 

 

تميز الشيخ الزنداني بميوله الشديد لارساء منظومة دستورية وقانونية منسجمة ومرتكزة على الشريعة الاسلامية حصرا وناضل في سبيل ذلك كثيرا وخاض معارك فكرية وجماهيرية طويلة في سبيل ذلك وبقي حريصا ان يعمل من خلال منظومة الدولة الرسمية وضمن أطرها القانونية من خلال مشاركته في المناصب والمواقع الرسمية في الدولة او من خلال المؤسسات الحزبية والاهلية المرخصة والمنسجمة مع روح الدستور والقانون وامام رقابة المؤسسات الرسمية .

 

لكل من يختلف مع الرجل رحمه الله الحق في الاختلاف لكن تظل مواقفه النضالية ضد الامامة علامة فارقة واشعاع مجيد في تاريخ اليمن وفي مسيرة الرجل المليئة بالاحداث والانجازات الكبيرة والمؤثرة في عمق المجتمع اليمني والحاضرة في وجدان الاجيال .

 

المجد والخلود والرحمة لروحه الطاهرة. 

 

حفظ الله اليمن الولادة …