تم تعذيبه حتى الموت ..وفاة شيخ مسن ٌمختطف في سجون الحوثيين بمحافظة البيضاء واتس آب تكشف عن ميزات جديدة لمكالمات الفيديو .. تعرف عليها فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا العملات المشفرة تكسر حاجز 3 تريليونات دولار بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن محتجز تعسفيا منذ سنه..بأوامر مباشرة من محافظ صنعاء المعين من الحوثيين.. نقل رجل الأعمال الجبر لاصلاحية ومنع الزيارات عنه 3 حلول لحماية صحتك النفسية من الأثار التي تتركها الأخبار السيئة المتدفقة من وسائل الإعلام والسويشل ميديا إحداها لترميم قلعة القاهرة.. سفارة أميركا تعلن دعم مبادرتين في اليمن لحماية التراث الثقافي
مأرب برس - خاص
يُصرح (الأتباع) العراقيون و(المسؤولون) الأمريكيون؛ بأن الخطط الأمنية التي تُبشر بها حكومة (المنطقة الخضراء) متوافقة تماما مع الخطة الأمريكية الجديدة في العراق قيد التحضير والإعداد. وتأتي هذه التصريحات ضمن حملة إعلامية (ترويجية) كبيرة..متصاحبة مع عمليات عسكرية في كافة أرجاء العراق سميت ب"المقدمات النوعية" سنتعرض إلى بعضها في سياق هذا المقال..
المثير في الحملة الإعلامية الجديدة؛ هو الإعلان عن (الخصام) الأمريكي الإيراني، بعد زواج (متعة) ابتدأ (على الأقل) قُبيل سقوط بغداد بيد (الصليبيين والصفويين والصهاينة!!) . هذا المثلث (الأمريكي الإيراني الإسرائيلي) الذي عمل على (خنق) العراق (على الأقل) منذ عام 1991؛ إقتصاديا وعسكريا وسياسيا وعلميا وثقافيا وحتى اجتماعيا، في حصار شرعت له (عصبة الأمم المستكبرة)، وساهم به الشقيق قبل الغريب!!..
وللتذكير فقط؛ فقد ابتدأت الحملة (الترويجية) الإعلامية (للخصام) الأمريكي الإيراني منذ أزمة الإحتجاز (الترويجية المفتعلة) في السفارة الأمريكية في طهران بداية ما يسمى بالثورة الإسلامية أو الخمينية في إيران عام 1979، ورغم عدد من مؤشرات التعاون السري مثل إيران كونترا وصفقات الأسلحة الإسرائيلية، إلا أن (التصعيد الإعلامي) بين إيران وأمريكا استمر طيلة هذه السنوات وكأن العداوة حقيقة، وحرب أمريكا على إيران واقع لامحال، إلا أن ما كان يؤكد أن التصعيد إعلامي فقط هو أن أية اجراءات حقيقية لم تتخذ ضدها، ولا حتى اصدار قرارات أممية، رغم أن الكل يعرف عن برامج إيران التسلحية منذ الحرب العراقية الإيرانية، بما في ذلك برامج الصواريخ، والتسلح الكيمياوي، والنووي الذي ابتدأ قبل مايزيد على العشرين عاماً، ولربما حتى قبل ضرب المفاعل النووي العراقي!! والسبب ببساطة أنها لم تكن ضمن أولويات السياسة الأمريكية؛ لأنها لاتشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل أولاً؛ وثانيا لأنها وكما قال أكثر من مسؤول إيراني؛ (لولا طهران لما سقطت كابول، ولما سقطت بغداد)!!!..
فجأة؛ تفاجئنا السلطات العسكرية الأمريكية بالقبض على عناصر قيادية من الحرس الثوري الإيراني في أربيل، و(تكتشف) القوات الأمريكية (لأول مرة) أن اطلاعات والحرس الثوري الإيرانيين لهما انشطة استخباراتية واسعة في العراق، وأنهما على علاقة بفرق الموت، و المليشيات الشيعية، و(تفاجئ) العالم (باكتشافها) وثائق وخرائط تبين خطط تهجير السنة؛ التي تنفذها الميليشيات الشيعية بتخطيط واشراف ايراني، (وتكتشف) أن عددا من المسؤولين العراقيين و(أحد!) النواب إرهابي وله صله بقوات (القدس!) الإيرانية، وأن ايران (تتدخل) في الشأن العراقي!!..وكأن الإدارة الأمريكية وقواتها كانت (مغفلة) طيلة الفترة الماضية و(تواً) انتبهت!!
لذا؛ فالرئيس (المأزوم) بوش يعطي تعليماته بالتعامل مع عملاء إيران في العراق، في حين أن الديمقراطيين (المستبشرين بالسلطة) يصرون على ضرورة إشراك إيران في الحل؛ لتساهم في تأمين انسحاب الجيش الأمريكي (المهزوم)؛ ليس من العراق طبعاً، ولكن من المدن إلى قواعد ومحميات عسكرية محصنة في كل العراق!!..
الثلاثي (الأمريكي الإيراني الإسرائيلي) متناغمٌ ومسؤولٌ، وإن بدرجات متفاوتة، ومؤثرٌ على مجريات الأحداث في العراق بصورة مباشرة أو غير مباشرة؛ من خلال السفارتين الأمريكية والإيرانية، ومكاتب التنسيق والقنصليات الإيرانية والإسرائيلية، وعناصر السي آي أي واطلاعات والموساد، وسياسيي المنطقة الخضراء، وأحزاب الحزبين الكرديين؛ اللذين لاتخفى علاقاتهما وتوددهما لإسرائيل منذ أيام البارزاني الأب، وأحزاب الإئتلاف الصفوي؛ الذين منهم الكثير من لا يزال يتنقل بجوازه الإيراني رغم المناصب المتقدمة في مواقع عسكرية أو سياسية عراقية، وكذلك الميليشيات الكردية والصفوية المسلحة التابعة للأحزاب السياسية..
الإدارة الأمريكية باعتقالها المسؤولين العسكريين الإيرانيين، الذين استمات مسؤولون عراقيون في الدفاع عنهم، إنما أحبت أن ترسل رسالة إلى الإيرانيين؛ بأنها لاتزال تمتلك خيوط اللعبة، وأن على إيران أن تلعب اللعبة بالإتجاه الذي لا يصيب مصالح أو قوات الولايات المتحدة الأمريكية بالضرر، وأنها قادرة على فتح الكثير من الملفات؛ إن استشعرت إيران قوتها وأحبت أن تلعب في العراق منفردة..
وفي ذات الوقت أرسلت الإدارة الأمريكية رسالة أخرى لإيران تفيد بأنها لاتزال تثق برجال إيران في العراق، وتساندهم وتدافع عن مصالح إيران في العراق؛ مادامت هذه المصالح لاتضر بمصالح الولايات المتحدة وقواتها. وقد بدا ذلك واضحا في مسارعة القوات الأمريكية بالمشاركة في ثلاث عمليات عسكرية مهمة -خارج بغداد- منها مجزرتين في وقت متقارب جدا.
المجزرة الأولى هي مجزرة الزرقاء؛ التي قُضي فيها -كما الرواية الرسمية- على جماعة شيعية؛ فيها من يدعي أنه المهدي الذي ينتظره الشيعة، والتي ساهمت فيها القوات الأمريكية من خلال الإسناد الجوي والبري والتغطية الإعلامية الواسعة على المجزرة.. ورغم أن حقيقة ماحصل لا يمكن الجزم به، رغم كل ما تسرب من أخبار؛ إلا أن الأكيد أن أعدادا كبيرة من الرجال والنساء والأطفال ينتمون (لعائلات شيعية عربية) قد أبيدو براً وجواً، والأكيد أيضا أن روايات الحكومة التي روج لها الإعلام الأمريكي؛ لاتعدو أن تكون محاولة بائسة لإخراج فيلم هوليودي بسيناريو إيراني.
والمجزرة الثانية كانت مجزرة قرية السمرة (السنية) قرب الصويرة في محافظة واسط جنوب بغداد؛ والتي هاجمتها ميليشيات جيش (الدجال) -التي تعمل ضمن أجندة إيرانية لتهجير وقتل السنة حسب ما اعترفت به القوات الأمريكية أكثر من مرة- ولم تتمكن من دخولها؛ بسبب دفاع أهلها الذين لا يتجاوزون سبعين داراً، فانتصرت القوات الأمريكية للمعتدين؛ فسوَّت طائراتها أحد عشر بيتا بساكنيها، ثم خلت القرية لقوات اللاأمن العراقية ومليشيات القذر الطائفي الموالية لإيران؛ لتسرق وتنهب وتقتل وتحرق وتهجر..
والفعالية العسكرية الثالثة هو عمليات الدهم والإعتقال التي قامت بها ميليشيات مغاوير الداخلية تساندها القوات الأمريكية على قرى قضاء المدائن ذي الغالبية السنية؛ والذي تريد الحكومة الإيرانية ان تجعله مزارا للإيرانيين يذكرهم بقصر زعيمهم (المهزوم) كسرى..
إذا كان فعلاً حبل الود مازال موصولاً فلم التصعيد الإعلاميُّ لهذا (الخصام المفتعل)؟ دعوني أُرجئ الإجابة على هذا السؤال، ودعوني أتجاوز على الحدثين الأخيرين لأنهما يقعان ضمن مخطط تهجير العرب السنة؛ وسأتناول كل ذاك في مقال قادم إن شاء الله. ولكني أعود إلى الحدث الأول؛ لأثير السؤال التالي: ما المشكلة بالنسبة لأمريكا إن أدعى شيعي أنه المهدي الذي ينتظره الشيعة؟..وما مصلحة أمريكا في أن تدخل قواتها في معركة جوية وبرية ضد زوار شيعة بصحبة هذا الذي يدعي أنه مهديهم؟ ألا تكفيها جرائمها لتضيف جريمة أخرى راح ضحيتها بحدود 300 شخص بينهم نساء وأطفال؟.
أكيد لن تكون هناك مشكلة لو كان هذا المهدي من ذات التحالف (الصليبي الصفوي الصهيوني).. أكيد لامشكلة لو كان هذا المهدي آية من آيات الفرس في قم أو النجف؛ يُصدر الفتاوى للإحتلال حسب الطلب..أما إذا كان هذا المهدي -مدعيا كان أم حقيقةً- من العرب المعادين لإيران؛ فذاك أكيد يضر بمصالح الولايات المتحدة في العراق؛ لأنه يُمكن أن يقطع حبل المودة بين الشيطانين الأكبر؛ والذي يليه!!... فهل من مُتدبِّر؟!..
وللمأساة بقية....
أستاذ جامعي وكاتب صحافي
AlRawi.mail@gmail.com