توكل كرمان: هناك طريقة واحدة فقط لإسقاط انقلاب ميليشيا الحوثي والغارات الخارجية التي تستهدف اليمن إرهاب مرفوض عاجل : قيادي حوثي من صعدة يقوم بتصفية أحد مشائخ محافظة إب طمعا في أملاكه عاجل: أول فوز تاريخي لليمن في كأس الخليج كاد أن يموت هلعا في مطار صنعاء الدولي.. المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يكشف عن أحلك لحظات حياته . عاجل لهذه الأسباب تسعى إسرائيل الى تضخيم قدرات الحوثيين العسكرية في اليمن؟ إسرائيل تسعى لإنتزاع إدانة رسمية من مجلس الأمن ضد الحوثيين في اليمن وزارة الأوقاف تكرم 183 حافظاً وحافظة بمحافظة مأرب وزير الأوقاف يدعو الى تعزيز التعاون مع الدول العربية التي حققت نجاحات في مجال الأوقاف رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع يلتقي رئيس المنظمات الأوروبية المتحالفة لأجل السلام غارات جديدة على اليمن
لن يكون محور مقالنا هنا التحدث عن الخارجين عن القانون والدستور من حوثيين او حراك-قاعدي بل للتحدث عن الخارجين عن القانون والدستور المطبق شريعة الغاب من فئة تتخذ من انتمائها للمؤتمر الشعبي العام مظلة لنشر الفساد والاذلال فى الارض.
ولان التحدث عن معاناة مجموعة مسالمة من الناس لم يكن ذنبها سوى انها تنتمى لمنطقة مهمشة فى دولة تطبق القانون والدستور على اجزاء من الارض اليمنية وعلى فئة من الضعفاء والمهمشين والمغلوبين على امرهم فقط وجريمتهم انهم يقعون فى منطقة الوسط فى زمن لايعترف ولايحترم إلا منطق القوة والعنف والخروج بالسلاح وتهديد الامن والسكينة.
فإين تقع هذه المنطقة؟
تقع منطقة الجعاشن في الجزء الجنوبي الغربي من محافظة إب وسط اليمن على بعد 60 كم جنوب غرب مدينة. تبعد عن العاصمة اليمنية صنعاء بـ250 كم جنوب وتقع الجعاشن ضمن الامتداد الطبيعي لسلسلة الجبال الغربية وتبلغ مساحته الإجمالية 360 كم2 يقطنها حوالي 80 ألف نسمة (حسب تعداد عام 2004م) يتوزعون في خمسة عزل كبيرة ذات الاسماء الحميريةوهي عزلة بني عبدالله عزلة ريدة وريد، عزلة ذى الحود و معاين، عزلة الحبلة ، عزلة العنسيين تضم هذه العزل عده قرى ترتبط الجعاشن بما حولها من المناطق والمدن بعدد من الطرق المعبدة والتي تسهل عملية الوصول إليها. ويتمكن الزائر من الوصول إلى الجعاشن من مدينة القاعدة عن طريق خط الجعاشن الذي يجري سفلتته او من مدينة العدين . وتغطي التضاريس الجبلية نسبة عالية من التربة الزراعية الخصبة التي ساعدت في تكوين المدرجات الزراعية والمراعي والغابات. وبها الكثير من الوديان الداخلية (السوايل). التي تعد مصبات، لمياه الأمطار من المنحدرات المرتفعة التي تشكل روافد أساسية لبعض الاودية اليمنية (منقول من موقع ويكبيديا).
للعام الثالث على التوالي يتشرد أبناء الجعاشن من ديارهم هاربين من حياة الظلم والعبودية والأتاوات التي يعيشونها تحت تسلط الشيخ محمد احمد منصور حيث خيم أكثر من سبعين شخصا من(لاجئي) الجعاشن في ساحة جامع الجامعة الجديدة هربا مما أسموه (بلطجة الطاغوت) الشيخ محمد أحمد منصور.
المآساة الثانية كانت فى العام 2008 وبنفس الترجيديا حيث امتزجت الدموع للمغلوبين على امرهم بالضحكات العالية للمتنفذين الذين ادمنوا ظلم وجلد مواطنيين يمنيين ينتمون لدولة الوحدة دولة ال22 من مايو العظيم.
فى عام 2007 بداية التهجير والنزوح القسري و الظهور الاعلامي على السطح ومن ثم انتقلت الاحداث فى منطقة الجعاشن لتناقش تحت قبة البرلمان حيث تقدم 15 نائباً بعريضة لرئاسة البرلمان وتشكيل لجنة خاصة لتقصي الحقائق حول شكوى مواطنين بطردهم من بيوتهم في منطقة الجعاشن بمحافظة إب من قبل شيخهم.
ونتج بعد تلك المعاناة ان يعود أبناء الجعاشن إلى ديارهم آمنيين مطمئنيين وبضمانه رئاسية نقلها محافظ محافظة إب وأعلنها على الملأ طالباً من أبناء الجعاشن ومواطنيه المهجرين وذلك فى 5 من مارس 2007م ومع ذلك فطريق العودة إلى منازلهم وارضهم كحلم لم يكتمل حيث انتشرت مجاميع مسلحة تتبع الشيخ منصورعلى طول الطريق ولا ادري كيف يمكن ان تكون ضمانة الاخ رئيس الجمهورية محل تجاهل إلى هذه الدرجة.
قضية الجعاشن التى عادت إلى الواجهة هي قضية التجاوزات التي يقوم بها بعض مشايخ القبائل والمتنفذين بحق مواطنيهم ممن رفع عنهم القانون والعدل البشري وهي القضية التي طالما انتقدتها المنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية ومنظمة المجتمع المدني حيث عقدت منظمة هود للدفاع عن الحقوق والحريات مؤتمراً صحفيا فى الثامن من يناير 2009 أكدت فيه أن ما يحدث لأبناء الجعاشن \\\"جريمة كبيرة ينبغي محاسبة المسؤولين.
وفى حقيقة الامر وعلى الرغم من وجود انتقادات شديدة لسلوكيات المشايخ بحق المواطنيين القاطنيين مناطق الريف من القرويين الذين يسمون في اليمن بـ (الرعية) مثل سجنهم في سجون خاصة وما رافق ذلك من حدوث وفيات لبعض المساجين فى حاويات نشرت بعض اخبارها عبر الصحافة ولعل ما خفي كان اعظم.
قضية أبناء الجعاشن التى تحدث فى هذه الالفية من عصر المعلومات والتكنولوجيا تذكرنا بالعصور المظلمة فى اوربا وعصر ما قبل الاسلام حيث كان الظلم والجور منتشر ولذلك فحين جاء الدين الاسلامي ليرفع صوت الظلم والطاغوت ضد العبودية والقهر ونشر المساواة فى الحقوق والواجبات وغير مجري البشرية واذا لم تخني الذاكرة وهي كذلك فإن ابناء اليمن كانوا من اوائل المرحبين والداخلين طواعية فى دين الله افواجاً وكانوا مدداً لنشر دين الله ونشر هذه المبادئ السامية.
وقفة امام معجزات هذا الدين الذي يحث على احترام المسئولية الملاقاة على عاتق ولي الامر ومن يملك من أمر المسلمين شئ فقد روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته . الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته ، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته) صدق رسول الله صلى الله علية وسلم.
فأين المتنفذين والمتسلطين على رقاب العباد من المسئولية واحترام آدمية من يقعون تحت سلطتهم إين هى حقوقهم وواجباتهم فقبل ان نطالب الدولة ونذهب إليها ألا يحمل اولائك المتسلطون قدراً ولو ضئيلا من التزود ليوم لاينفع فيه مال ولابنون إلا من أتي الله بقلب سليم.
هل نحن بحاجة إلى تذكيرهم بإن العالم ومنذ ما يقارب شهرا فقط قد احتفل فى العاشر من ديسمبر 1948 الذكرى السنوية السابعة والخمسون لصـدور الإعـلان العالمـي لحقـوق الإنسـان فى الجمعيـة العامـة للأمـم المتحـدة فلربما ان خوفهم من المجتمع الدولي وتاثر سمعة اليمن هذا اذا كانوا يعرفوا ما معنى يمن او وطن اكبر من انصياعهم وطاعتهم لما ورد فى كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله علية وسلم.
ام ان هؤلاء المتنفذين قد عرفوا انهم يقعون ضمن نطاق جغرافي ينفذ فية قانون الدولة لجباية للزكاة والضرائب وفرض هيبة الدولة بينما حين ينالهم سؤ او مكروه فلا ناصر لهم إلا الله .
ان من يضرب بضمانة رئيس الجمهورية عرض الحائط لاشك انه يعلم ان القانون ما اقر إلا ليطبق على غيره وانه رجل الدولة و ان القانون ضد الرعية الذين لاحول ولاقوة لهم إلا بالله.
إن أبناء اللواء الاخضر ممن دافع عن الثورة والجمهورية والوحدة ولايزالوا مؤكدين للاخ رئيس الجمهورية بإنهم قلباً وقالباً حباً لهذا الوطن الميمون وصمام امان ضد كل من يريد العبث بإمنة واستقرارة ووحدتة ولذلك يأملون من فخامة الاخ رئيس الجمهورية الانصاف والعدل وإزالة كافة التصرفات الحمقى والهمجية وان ينظر إليهم على انهم جزء من الجمهورية اليمنية.
*استاذ مساعد -كلية الطب والعلوم الصحية - جامعة صنعاء