عذرًا رامبو لم تعد عدن تستيقظ على أشعارك
بقلم/ سعاد العلس
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 3 أيام
السبت 02 يوليو-تموز 2011 04:55 م

الرابعة من فجر الصيف

والحب ما يزال في الرقاد

فجر يبخر تحت الأجمات

رائحة المساء المبتهج

(شعر رامبو ترجمة نضال النجار من قصيدة فكرة جميلة للصباح)

***

عذرا رامبو لم تعد عدن تستيقظ على صوت أشعارك

بح صوت الشعر

من أزهق العبارة؟؟

كيف للخنجر أن يداعب خد الزهر؟؟

***

أكثر من ألف عامٍ

وأوفيليا الحزينة

ما تزال كالشبح الأبيض

تطفو على نهر الليل الطويل

أكثر من ألف عام

وجنونها اللذيذ ما يزال بأغنيته

يهدهدُ نسيم المساء

(رامبو من قصيدة أوفيليا ترجمة نضال النجار )

هنا كنت تقرأ / هنا كنت تشرب قهوتك الصباحية

هذه المنارة شاهدة عليك تعد خطاك ذهابا إيابا / سفرا وعودة

لم يعد هناك رامبو

لم تعد عدن توقظها أشعارك

عدن استبدلت أشعارك بــ صراخ

واحد لحقة ياولييييييييييييد

برررررررررد على قلبك بقلص ليم من كافتريا رانبو (كما كتبت) حتى اسمك مسخوه

أصوات نشاز .....أصوات نشاز ( مع حفظ الحق الأدبي لقائلها ذاك الذي فاته القطار فركب أذيال خيبته )

حسنا فعلت إذ رحلت رامبو (رينيه شار)

الفل اللحجي غادر ه هو الآخر شذاه

لم يعد للكاذي أريجه

أتدري لماذا ؟؟؟

عرائش الفل قد سقتها الدماء

وباسقات الكاذي تُظلل الجثت المتعفنة

حروب تلو حروب

مابال زهورك البيضاء ياعدن قد استحالت إلى خيام سوداء بنقاب وبراقع

استبدلوا البياض بقتامة دواخلهم

صبغوا النوارس بالرماد

النوارس لم تعد ترفرف على شواطئ عدن

هنا كافتريا ومقهى رانبو

عذرا رامبو هذا خطأ غير مقصود سيصلحه التاريخ حتما

***

يا أمام الشعراء يا نزار

استسمحك عذرا إذ بدلّت في هذا البيت قليلا

للضرورة الشعورية لا الشعرية يا أمام الشعر يا نزار

ماذا سأقرأ من شعري ومن أدبي ....... حوافر الخيل داست عندنا الأدبا

بل حوافر الجهل من داست عندنا الأدبا

علّمنا التاريخ إن الخيل للفوارس

ومن داس وجه الجمال في عدن

غزاة أظافرهم الحراب فقأت عين البراءة

كشّرت أنيابهم بوجه البحر

عكّرت عفونتهم صفاء لونه الأزرق

نهشت أجسادنا قوارض الحقد

مزقت صفاءنا مخالب الكره

آآآآآآآآآآآه يا عدن

جئتك يقودني نبض أنهكه الحنين إليك

وحرفا قوّسته شيخوخة الأيام ورمادات السنين

أأكتبك فجيعة وطن أم ملحمة عشق؟؟؟؟؟

أم أنثرك قصيدة عطر ؟؟

أنت يا من أشرعت أحضانك لكل غريب

تشرد أبناؤك اليوم على يد الشقيق

أتدرين ياعدن

قلبّت أحرفك الثلاث

عهدتها دوما هرما متساوي النبضات

اليوم للمرة الأولى رأيت لأحرفك دلالة قادتني إليها قتامة الحزن

العين ....عين

الدال ....دم

النون .....نوح

هل كُتب عليك أن تبقي نبضا بين دمعة وجمرة يخفق.؟؟

عدن يا أمنية استوطنت القلب

في يوم ميقاته مشؤوم غادرتك والدخان قد أحال بياضك إلى ضبابية أضاعت معالم الطريق

نيرون الذي أحرقك يتلظى اليوم على فراش من جمر

أطال الله في عمره وزاد من آهاته

من أحرقك يا عدن قد أحرقته أياديه التي أطلقها يوما لتفترسك

من حمر الوجوه

أو حمر اللحى

أو حمر الألقاب

الماكر الذي تغنى بالأمس بأنه خير من رقص على رؤوس الثعابين ( المقولة للتبع أبي كرب أبرز ملوك دولة حمير القديمة وليست لصالح )

خرجت ثعابينه من جرابها تتراقص حول عنقه

"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين "

من أحال قلاع الصمود فيك إلى خمارات سكر وكازينوهات رقص ومنتجع لإشباع ملذاته

يراقص اليوم سكرات الموت يشتهيه ولايطاله

حكمة من الرحمن الرحيم ما أكرمك يالله

ياااااعدن

منفية أنا قدري البعد لكني بين نبضك والجمال أقيم

ياظلا رافق العمر

ما أجملني أنثى في مرايا عشقك أكون

من نسيمك البحري أتنفس

على هطل حنانك ترعرت

ياطيفا أوغل في تلافيف العمر ياعدن

ستخضرّين رغم تأوهات السنين

وستعود نوارس سواحل أبين تعزف موسقة النقاء

ورغم تجاويف الحفر سيبقى شمسان عز الرأس وأُحيلى مكان

وتبقين شرفة أطل منها على الزمن الجميل كلما حاصرتني وحشة الفقد

عدن ياعاصمة الحب

هذه أنا وحرفي الماثل عشقا فيك

أتأبط نبض محبتك مرافقا للأنفاس

وحسب الأيام جمالا أن كنتِ بكور العمر ودفء الشباب ومثوى الجسد بعد انطفاء شمعات السنين

*عن مجلة "جدارية" الالكترونية.