أردوغان يحسم موفقة من حرب عزه و يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل القيادة الأمريكية تعلن عن ضربات جوية جديدة تستهدف مخازن أسلحة الحوثيين وتصدي لهجماتهم في باب المندب مدير أمن المهرة يكشف عن حرب و مواجهات للقوات الأمنية مع مهربي المخدرات مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة لماذا دعت دراسة حديثة صندوق النقد الدولي لبيع جزء من الذهب الخاص به ؟
لأننا في زمن تبدلت في المعايير وتغيرت فيه الموازين فقد كتب أحدهم منشورا في الفيسبوك وبخطأ إملائي فاحش فأرسلت له على الخاص ليصحح الخطأ فقال:
- أنت مريض نفسي.!
وزاد على ذلك بأن أرسل لي بأن هناك دراسة حديثة تؤكد بأن من يصححون الأخطاء الإملائية للآخرين هم من المرضى النفسيين.!
الآن قررت أن أطنش على أي خطأ أجده حتى أظل بكامل صحتي النفسية.!
وبدلا من أن يشكرني لأني وضحت له الخطأ اتهمني بالمرض النفسي، وما عاد كان ناقص الا يجي إلى بيتي يعتدي علي حتى أرقد بالمستشفى 6 أشهر أتعالج من أثار عدوانه الغاشم.!
حينها قلت لنفسي:
- الآن ما دخلنا أنا وهذا الخطأ ؟
ــ هل أنا النائب العام عن اللغة العربية؟!
كنت أتركه بأخطائه وبغبائه وسلطاته وبابا غنوجه وأريح نفسي من هذا التدخل الذي جر علي سخط هذا الشخص.!
المهم عدت لمراسلته وقلت له:
- اهدا واذكر الله ، ووسع صدرك ، وحقك علي أنا غلطان ، وهي غلطة لن تتكرر بإذن الله.
وكنت اتخيله وقد أحمر وجهه وانتفخت عروقه، وأرغى وأزبد وصار جمرة من الغضب، كل هذا لأن العبد لله صحح له الخطأ ووضح له الغلط، بينما هو يرى نفسه فوق الخطأ، وفوق قوانين اللغات كلها.!
تخيل لو أن هذا الشخص قد عاد به الزمن وكان من طلاب سيبويه أو الكسائي، وبدلا من أن يكتب: إن شاء الله هكذا كتبها: "إنشاء الله" فكيف سيتصرف معه سيبويه أو الكسائي؟!
لأن هذا خطأ فاحش بالإجماع، لأن إنشاء هنا تعني بناء وتأسيس، تعالى الله عما يكتب هؤلاء علوا كبيرا.!
أحدهم من هذا الصنف الذي تكاثر كتب: " لم يبقى " ، فأرسلت له:
ــ تقصد لم يبق.
قال:
- كيف لم يبق ؟ أين الألف التي في نهاية الكلمة؟!
قلت له:
- دخلت عليها أداة الجزم فجزمتها.
- إيش من جزم ؟ هل نحن في معرض أحذية؟!
- أداة الجزم التي تجزم حروف العلة.
- إيش من علة؟ هل نحن في مستشفى لعلاج العلل والأمراض؟!
طيب أمثال هؤلاء كيف نتصرف معهم؟!
والمشكلة أن الناس يحسبونهم من النخبة ووو، وهم في الحقيقة بعض مظاهر النكبة التي نعيشها ليس إلا.!
أحيانا أتخيل الكسائي وسيبويه وقد بعثهم الله في هذا الزمن الأغبر، وعاشوا لأيام في أوساطنا ورأوا كل هذه الأخطاء والبلاوي الزرقاء واللت والعجن التي تحدث في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام؟!
فكيف سيكون موقفهم؟!
لاشك أنهم سيموتون قهرا وكمدا على حال لغة القرآن بين أهلها.!
هذا الحال الذي يصعب على الكافر كما يقال .!
مشكلة مواقع التواصل الاجتماعي أنها طوفان جرف معه الكثير من الأوقات، وجعلنا نتقبل التفاهات، ونتعايش مع الأخطاء الإملائية واللغوية، وهذه إشكالية كبرى تجعل مستقبل هذه اللغة في خطر ما لم نتدارك الأمر.
اللغة العربية لغة الجمال والشاعرية، لغة حساسة، النقطة فيها أو الحرف يغير معناها تماما فيتحول التغيير إلى التغبير، والكلية إلى الكلبة، والعقيد إلى الفقيد.!
وهلم جرا.
ومشكلتي أنني من محبي اللغة العربية، وأتألم عندما أجد خطأ إملائي، وما أقدر أصبر، يقرح عرق اللغة عندي، واتخيل نفسي سيبويه بشحمه ولحمه، وما اهدا الا بعدما أصحح له الخطأ.
وقد فوجئت بغضب هذا الشخص، وهو من وجهة نظري غضب عجيب وموقفه غريب، رغم أن الخطأ وارد، حتى مني ومن أي كاتب، ورحم الله من أهدى إلينا عيوبنا.!
لكن يبدو أن الوضع الذي نعيشه جعل أغلبنا يعيش على أعصابه، ومش طايق نفسه، وكاره العيشة واللي عايشنها، وبمجرد أن تتواصل معه حتى يفجر فيك غضبه، و" يفش غله " عليك حتى لو كنت على صواب وهو على خطأ.!