تشريح جثمان الناشطة الأمريكية التركية: رصاصة قناص إسرائيلي أصابتها في الرأس هل اقتحم المحرمي قصر معاشيق في عدن واختطف موظفا في رئاسة الوزارء؟ ماذا دمر الجيش الإمريكي من قدرات الحوثيين خلال الـ24 ساعة الماضية؟ هل تأهل منتخب الناشئين؟ الإتحاد اليمني لكرة القدم يهدد باللجوء للقضاء الآسيوي ومحكمة التحكيم الرياضي قد ينفحر الحرب من غزة إلى مصر بعد التصريحات الأخيرة … ومسؤول أمني إسرائيلي يكشف تفاصيل سبب إصرار نتنياهو على محور فيلادلفيا محكمة الجنائية الدولية تسقط قضية ضد إسماعيل هنية بغداد تتوصل إلى اتفاق تاريخي يشمل مغادرة الأميركيين للعراق مجدداً كوريا الشمالية تعلن الحرب ولكن في بالونات النفايات باتجاه جارتها الجنوبية غارات إسرائيلية هستيرية تستهدف مدرسة ومنازل في جباليا وغزة وخان يونس والنصيرات السودان والصين يوقعان اتفاقا للتعاون الاستراتيجي في المجالات الدفاعية
أصابنا مرض جعلنا نفكر بطريقة عجيبة، كلنا نريد أن تصل الطريق إلى قرانا ولكن لا نسمح أن تمر من أموالنا، نريد شوارع واسعة في حاراتنا ولكن لا تأخذ من أراضينا، نتحدث عن الشرف والنضال وكيف تموت الحرة دون أن تأكل بثدييها ومع أول ضائقة أو وهم فرصة نحط رحالنا على أبواب من نعرف أنهم لصوص وخونة، نعاني من القمامة أمام منازلنا ولا يقبل احد أن يشارك في حملة نظافة أو أن يدعمها حتى، نصل إلى المسجد المحاط بسيول من المجاري الطافحة لنسمع الخطيب يتحدث عن معاناة إخوة لنا في مكان ما لانعرف جهته من الأرض فلا نفعل شيء لمعاناتهم ولا لمعاناتنا.
نشتم الفساد والمفسدين وفي نفس الوقت ندفع رشوة لنحصل على وظيفة ونشتري كتب مدارس أولادنا من السوق السوداء، وندفع رشوة للحصول على منح دراسية! ونؤمن بوجوب قطع يد السارق ولكننا في نفس الوقت نشتري تلفونات نعرف أنها مسروقة وأحذية نعرف أنها مسروقة وأسطوانات غاز أيضا، نعاني من نقص كتب المدارس ونقص المدرسين فتصدر لنا الوزارة قرار بمنع معاقبة الطلبة .. هل هناك عقاب أكبر من حرمانهم من الكتب والمدرسين؟
تكون أرواحنا حساسة جدا وقلوبنا طيبة ودموعنا قريبة إذا كنا مظلومين ونستغرب كيف يفكر الظلمة وكيف ينامون وكيف يهنأ لهم العيش، ولكن إذا كنا نحن الظلمة نفكر أننا أصلا نصلح أخطاء الحياة وننظر إلى ضحايانا باحتقار، ننسى ما سلبناه منهم ونمن عليهم بأننا لم نأخذ منهم كل شيء.
نبحث عن الخرافة لنتمسك بها ونبحث عن أي سبب لنهرب من حقائق العلم ونتحايل على أذكى برامج الكمبيوتر وفي نفس الوقت نطالب الحكومة بحماية الحقوق الفكرية!
نعاني من غياب الدولة بكل معانيها وفي ذات الوقت نؤلف كتب ونعقد ندوات نحذر فيها من خطر الدولة العلمانية وكأننا في دولة الخلافة الراشدة !
نطالب النساء بالعفة ونعاكسهن في الشوارع والتلفونات والفيسبوك ونقول في القانون أن من قتلت شخصا دفاعا عن شرفها لا عقوبة عليها وحين تدافع المرأة عن شرفها نحكم عليها بالإعدام!
أمامي الآن قضيتان في هذا الموضوع بالذات الأولى تعرضت لاعتداء لكنها دافعت عن نفسها وقتلت الشخص المعتدي، لكنها الآن متورطة في السجن ومحكومة بالإعدام والسبب الوحيد أنها امرأة، والقضية الثانية فتاة اختطفت من الشارع العام مع والدتها أمام الناس في النهار ونقلهما الخاطف من الباص إلى باص آخر وتعرضتا للضرب ، ربط الخاطف الأم إلى شجرة في مكان مفتوح، في الوقت الذي اغتصب فيه ابنتها أمام عينها وكانت أختها الكبرى تتقدم ببلاغ لدى قسم الشرطة، ولكن لأن الشرطة في خدمة الشعب فقد رفض الضابط التعاون معها، قال لها أن الخاطف بلطجي معروف!! ولا أدري هل كان يقصد معروف بأنه بلطجي أم معروف لدينا ونحن لا نؤذي معاريفنا؟
مالذي حدث بالضبط حتى عطل أعصاب النخوة والشهامة والشرف والأخلاق الحميدة وأحدث في مجتمعنا كل هذا الدمار المعنوي لدرجة تدفع الأسر للتخلي عن بناتهم إذا دخلن إلى السجن ولو كن بريئات أو على حق ؟
مالذي جعل من مشهد اختطاف طفلة ووالدتها من مكان عام أمام عدد غير محدود من الناس مشهدا عاديا لا يستدعي أي ردة فعل؟
ومالذي حدث حتى أغرى ضباط الشرطة بالامتناع عن تأدية وظائفهم إذا كان المستفيدين منها من الضعفاء والمساكين، مع أن القانون لا يفرق بين غني وفقير من ناحية شمول الجميع بالحماية والرعاية؟
هناك خلل أصاب منظومة القيم والأخلاق خلل منع من عقاب المسئ ومكافأة المحسن، خلل عرقل القدرة على التفكير المنطقي، القدرة على الشعور بالمسئولية .. خلل قتل القدرة على الإحساس ويمكنني أن أسمي هذا الخلل بأنه مرض الإيدز الجماعي .. نقص الإحساس بالمسئولية ونقصان المناعة تجاه الأخطاء .. ولهذا تستمر الأخطاء وتنمو الجرائم حتى تشكل سيلا يجرف المجتمع دون رحمة.