الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين يد البطش الحوثية تطال ملاك الكسارات الحجرية في هذه المحافظة افتتاح كلية التدريب التابعة لأكاديمية الشرطة في مأرب اول دولة توقف استيراد النفط الخام من إيران تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن. منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟ حمدي منصور لاعب نادي السد بمحافظة مأرب ينتزع ثلاث ميداليات ذهبية ويحقق أعلى النقاط في بطولة الأندية العربية للووشو بالأردن
قد تكون القاعدة تراجعت في اليمن، لكنها لم تهزم. هذه على الأقل وجهة نظر أحد أبرز المراسلين في البلاد.
حرب الولايات المتحدة السرية هذا العام كانت الأشد ضراوة في اليمن،. تعتقد الولايات المتحدة اليوم أن أكثر التهديدات الأرهابية خطورة على أمنها، يأتي من هذه البلاد الفقيرة – اليمن - ، لا سيما عقب تدمير القاعدة في باكستان.
لكن في المقابلة التي أجراها مكتب الصحافة الإستقصائية مع حكيم المسمري، مراسل شبكة سي إن إن و رئيس تحرير يمن بوست، الصحيفة الناطقة باللغة الإنكليزية، قال إنه لا يعتقد أن القاعدة لم تهزم في اليمن.
يقول المسمري "أعتقد أن القاعدة لم تهزم، بل إنسحبت، وأعتقد أن القاعدة ستحقق مكاسب عدة في الأسابيع القليلة القادمة."
و يعتقد المسمري أيضاً أن صفقة قد تمت بين القاعدة و الحكومة. "بالأمس فقط تمكن خمسة أعضاء بارزين (من القاعدة) من الهرب من أحد السجون التي تفرض عليها حراسة مشددة، وقبل يومين، قام إثنين من المسلحين ممن يشتبه في إنتمائهم إلى القاعدة، قاما بالهرب من أحد السجون في عدن.... ثمانية و ثمانون مسلح من المشتبه في إنتمائهم لتنظيم القاعدة تمكنوا من الهرب من السجون خلال الأربعة الأشهر الماضية فقط. إنها إستراتيجية – الرئيس هادي يحتاج أن يكون قوياً، ويحتاج إلى إظهار نفسه في صورة الزعيم. و قد يعني ذلك في بعض الأحيان التعاون أو الإتفاق مع القاعدة لإخلاء (المناطق التي كانت تسيطر عليها) لكن بالمقابل يتم إطلاق سراح بعض أعضاءهم."
و قد سجل مكتب الصحافة الإستقصائية حتى الآن في العام 2012 عدد أكبر من الغارات الجوية في اليمن مقارنة مع أي من الأعوام الماضية، و المزيد من النشاط في باكستان. لكن من غير الواضح بدقة حتى الآن الجهة التي تقوم بتنفيذ معظم الغارات. و بالرغم أن هناك 63 غارة جوية في الأشهر الستة الماضية، إلا أن 17 غارة فقط تم تأكيدها من قبل المسؤولين الأمريكيين أو اليمنيين على أنها هجمات أمريكية.
المسمري، وهو أمريكي من أصل يمني، إنتقل إلى العاصمة اليمنية قبل 10 أعوام، يعد واحد من المراسلين القلائل في البلاد الذين يقومون بإنتظام بتغطية غارات الطائرات من دون طيار.
تحدثنا إليه بعد أيام فقط من دحر القاعدة في شبه الجزيرة العربية و حليفها المحلي من معاقلهم الجنوبية.
بدأنا بسؤاله إن كان بإمكانه التنقل إلى معظم المواقع التي شهدت قتالاً مؤخرا؟
حكيم المسمري: في الوقت الحالي كل الطرق أصبحت مفتوحة. سواء كانت شبكة سي إن إن أو يمن بوست، فإن الطرق أصبحت مفتوحة تماماً. نك روبرتسون من شبكة سي إن إن أيضاً أراد أن يأتي إلى الجنوب و استطعنا أن نحصل على التصاريح و التراخيص اللازمة له لدخول الجنوب. أصبح الأمر أكثر سهولة اليوم عما كان عليه قبل شهر.
مكتب الصحافة الإستقصائية سجل في تقاريره سقوط ضحايا مدنيين خلال ثلاث غارات من أصل 20 غارة. هل الغارات لا تؤدي إلى قتل مدنيين أم أنه لا يتم توثيق مقتل الضحايا المدنيين؟
حكيم المسمري: الضحايا المدنيين لا يتم توثيقهم على الإطلاق تقريباً. و الحالة الوحيدة التي يتم فيها توثيق ذلك، عندما تؤكد لي مصادر مستقلة الخبر، أو أن تقر الحكومة رسمياً خسائر في المدنيين. لكن معظم الوقت لا يتم توثيق ذلك، إلا عندما يتم إرغام الحكومة على الإعتراف.
هل تتوقع الآن حدوث أشياء جديدة قادمة من تلك المناطق التي خرجت منها القاعدة في الجنوب؟
حكيم المسمري: لأني أعتقد أن القاعدة لم تهزم، بل قامت بعملية إخلاء، أتوقع أن تحقق القاعدة مكاسب عديدة خلال الأسابيع القليلة القادمة، مقابل إخلائهم – تلك المناطق. بالأمس فقط هرب خمسة أعضاء قياديين من سجن محاط بحراسة مشددة جداً في اليمن. و قبل يومين، هرب إثنين من المسلحين من سجن في عدن. أعتقد أن الأمور ستسوء بشكل أكبر. كان مطلوب من القاعدة أن تنسحب لتعطي صورة جيدة عن الحكومة، لكن بالمقابل سيتم الإفراج عن قياداتهم و أعضائهم من السجن. هذا سيجعل القاعدة ضعيفة اليوم، لكن أكثر قوة غداً.
هل تعتقد أن هناك شيء سري يتعلق بعمليات الهروب من السجون؟
حكيم المسمري: نعم، ما يحدث من هروب من السجون ليس أمراً عشوائياً. ثمانية و ثمانون من المسلحين المشتبه بإنتمائهم للقاعدة هربوا من السجون خلال الأربعة الأشهر الماضية فقط. إنها إستراتيجية – الرئيس هادي يحتاج أن يكون قوياً، ويحتاج إلى إظهار نفسه في صورة الزعيم. و قد يعني ذلك في بعض الأحيان التعاون أو الإتفاق مع القاعدة للإنسحاب، لكن بالمقابل يتم إطلاق سراح بعض أعضاءهم و أن يستمر الحوار سرياً - تحت الطاولة – بين الحكومة والقاعدة.
يعتقد البعض أنه ستكون هناك مقاومة تقليدية وتكتيكات حرب العصابات، عوضاً عن المواجهة المباشرة بين الجيش و القاعدة. ما هو رأيك؟
حكيم المسمري: سيكون هناك المزيد من الهجمات الإنتحارية و محاولات الإغتيالات. أعني أن القاعدة أنفقت ملايين الدولارات في محاولتها السيطرة على تلك المناطق. لقد كلف ذلك القاعدة كثيراً. أنا واحد من القليل من الناس الذي يعتقدون أن القاعدة لم تهزم في الجنوب، بل أنها أخلت مناطق في الجنوب، و شعرت أنها بحاجة إلى تغيير إستراتيجيتها و العودة إلى سياسة الإغتيالات القديمة، بدلاً عن السيطرة على المدن و تحمل أعباء مالية ثقيلة لإدارة الشوارع.
ما صحة التقارير التي تتحدث عن أن طائرات القوات الجوية اليمنية هي من تنفذ الغارات الجوية و ليست الطائرات من دون طيار الأمريكية؟
حكيم المسمري: من المستحيل أن تكون القوات الجوية اليمنية هي من تقوم بتنفيذ كل الغارات الجوية. القوات الجوية اليمنية في حالة ضعف و هي تنفذ بعض الغارات لكن تلك الغارات لا تحدث إلا القليل من الخسائر. لقد أكد شهود عيان أن الصواريخ المستخدمة كانت صواريخ أمريكية، و قد تم تأكيد مشاركة الولايات المتحدة في كثير من الغارات الجوية، لا سيما في المناطق التي لا يوجد بها دعم حكومي على الأرض.
من المقلق أن ترى تصاعد إستراتيجية الولايات المتحدة الخاصة بإستخدام الطائرات من دون طيار في اليمن، و ما يبعث على القلق أكثر أن ذلك يتم دون أدني التنسيق مع وزارة الدفاع. لقد تحدثنا إلى العديد من المسئولين في وزارة الدفاع حول هذا الأمر، و قالوا لنا أن القليل من المسئولين في وزارة الدفاع اليمنية على علم بتفاصيل الغارات الأمريكية، ما يعني أن كل ذلك يحدث بطريقة خارجة عن العمل المؤسسي. و أن الولايات المتحدة تساعد اليمن أن تصبح دولة تسودها الديكتاتورية بدلاً عن دولة المؤسسات. عندما يتم السماح بالغارات بطائرات من دون طيار دون علم أحد، فإن الناس لا يستطيعون أن يعارضوا أو يرحبوا بذلك الأمر
الواشنطن بوست أكدت أن طائرة أمريكية تقليدية و أخرى من دون طيار تحلق في أجواء اليمن للقيام بعض المهام. هل تمكنت من تغطية هذا الأمر؟
حكيم المسمري: هناك ثلاثة أنواع من الغارات الجوية الأمريكية: غارات بطائرات من دون طيار و و طائرات قادمة من جيبوتي من جهة البحر و طائرات قادمة من السفن الحربية الأمريكية. تلك الأنواع الثلاثة من الهجمات التي أستطعنا أن نؤكدها من عدد من المسؤولين في اليمن، و تم إستخدامها جميعا بطرق مختلفة.
هل تعتقد أن هناك إمكانية بأن تصبح الحكومة اليمنية أكثر شفافية حول مسألة الغارات الجوية، و من المسؤول عن تلك الغارات؟
حكيم المسمري: الحكومة اليمنية لن تلتزم الشفافية عندما يتعلق الأمر بالإعتراف بمشاركة الطائرات الأمريكية من دون طيار. يعلمون أن ذلك قد يحدث ثورة، و جدل كبير في اليمن. سأعطيك مثالاً بسيطاً، إنها قصة كتبناها لشبكة سي إن إن قبل عدة أشهر. كتبنا أن أربع غارات جوية أمريكية بطائرات من دون طيار هاجمت 12 من المدنيين و المسلحين جنوب البلاد. و قامت الحكومة اليمنية بنشر بيان قالت فيه أن الغارات قامت بها القوات الجوية اليمنية و ليس – الأمريكان. بعد يوم واحد، أكد مسؤولون في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) أن الغارات كانت أمريكية بطائرات من دون طيار و أنها لم غارات جوية يمنية. لا توجد مصداقية في التصريحات الصادرة عن الجانب اليمني.
لقد لاحظ مكتب الصحافة الإستقصائية أن هناك تراجع في الغارات خلال شهر يونيو. هل تعتقد أن عدد الغارات إنخفض الآن، أم أن تغطية أخبار تلك الغارات قد تراجعت؟
حكيم المسمري: أعتقد أن تغطية الغارات قد تراجعت هذه الأيام، لأن القاعدة الآن يتم تعقبها و عندما يكونوا مطاردين، فإنهم يختبئون في مناطق لا يستطيع الصحفيين الوصول إليها. لقد تراجعت عملية تغطية الغارات الأمريكية من دون طيار بشكل كبير، نتيجة لعدم قدرة الصحفيين الوصول إلى المخابئ التي تهاجمها الطائرات من دون طيار. لا يوجد هناك تغطية للأخبار في المناطق الجبلية و المناطق النائية.
عادة ما تقوم أنت بإعداد تقارير أكثر تفصيلاً عن الغارات التي تقوم بها طائرات من دون طيار، مقارنة بزملائك. على سبيل المثال عندما تقول أن هناك خمس غارات في يوم، في الوقت الذي يقول فيه آخرون – عدة – غارات. كيف تستطيع أن تحدد العدد؟
حكيم المسمري: عادة ما يحاول الإعلام اليمني تجنب تغطية أخبار الطائرات من دون طيار لسبب رئيسي واحد. أولئك الذين يتجنبون التغطية، يقومون بذلك لأنهم لا يريدون قطع الصلة التي تربطهم بأي دعم مالي أمريكي أو دعم لمؤسسات إعلامية معينة أو إصدارات معينة. أن الأمور معقدة للغاية في اليمن، لا سيما عندما تعيش في مجتمع يحاول فيه الناس القيام بتغطية الأخبار بدقة و شفافية، لكن هناك عدة عوائق تقف في الطريق. دائماً ما تجد هناك البعض ممن يؤدون واجبهم في تغطية الأخبار التي لديهم، حتى و إن كانت قليلة.
بعض وسائل الإعلام الدولية لا تقوم دائماً بتغطية الغارات بشكل تفصيلي ايضاً!
حكيم المسمري: في معظم الحالات تجد أن الإعلام الدولي يحاول أن يتجاهل تغطية الغارات الجوية الأمريكية بطائرات من دون طيار، اذا كان الإعلام اليمني بتغطيتها. على سبيل المثال، قبل ثلاثة أيام كانت هناك غارة أمريكية في عدن. هذا الخبر نشر في كل وسائل الإعلام اليمنية. لكن القليل فقط من وسائل الإعلام الغربية قامت بتغطية الحادثة، بعضها فعلت ذلك متأخراً بعد تعرضها لضغوطات.
عادة ما تنفصل برأيك عن باقي الصحفيين في اليمن عندما يتعلق الأمر بالغارات الجوية و تسميها غارات جوية بطائرات من دون طيار عوضاً عن تسميتها فقط بالغارات الجوية. لماذا؟
حكيم المسمري: لأن المسئولين الذين أتعامل معهم او أتحدث إليهم يزودنا بالمصادر. عندما تقول لنا الكثير من مصادرنا أن الغارات كانت بطائرات من دون طيار، فمن المرجح أنهم يعلمون تلك الحقيقة و يقومون بتغطيتها على أنها غارة جوية. فالأمر يعتمد على المعلومات التي نحصل عليها و يتم تأكيدها من المسئولين، و هذا هو الأسلوب الذي نتبعه.
و لماذا لا يتبع الآخرون بالضرورة هذا الأسلوب؟
حكيم المسمري: أعتقد أن بعضهم لا يستطيع أو لا يميز بين غارات جوية أمريكية و غارات جوية أمريكية بطائرات من دون طيار، معتقداً أن ذلك يحمل نفس المعنى. أو إنهم لا يمتلكون الدليل لإثبات الفرق بين الإثنين.
هل الأمر متعلق بمصادرهم أكثر منه بعدم رغبتهم في تغطية الخبر؟
حكيم المسمري: نعم. الأمر يتعلق اكثر بالمصادر لتحري الخبر، أو معرفة الفرق بين الغارات الجوية الأمريكية بطائرات من دون طيار، و الغارات الجوية الأمريكية. بشكل عام عندما نقوم بتغطية أخبار الغارات الجوية الأمريكية بطائرات من دون طيار، نحرص أن يكون لدينا ثلاثة من كبار المسئولين الذين يتمتعون بمصداقية، و يؤكدون لنا بأنها كانت غارات جوية بطائرات من دون طيار قبل أن نقوم بتغطية الخبر.
*مكتب الصحافة الإستقصائية بلندن – تقرير/ جاك سيرل
*ترجمة مهدي الحسني