عاجل..وزير الدفاع الإسرائيلي يتحدث عن حدث خطير يضرب الكيان الصهيوني داعيا الشرطة للتحرك بشكل فوري
تفاصيل لقاء طارق صالح مع قائد القوات المشتركة للتحالف العربي
مجدداً.. الأمم المتحدة تقدم دعماً جديداً لـ (مسيرة) الموت الحوثية وبن حبتور يشيد بدعمها السخي
وقفة احتجاجية بمأرب توجه رسالة عاجلة لمجلس الامن ومجلس حقوق الإنسان ومبعوث الامين العام للامم المتحدة
اشهار الرابطة الوطنية للجرحى والمعاقين بمأرب
المليشيات تكشف حقيقة موافقتها على استئناف تصدير النفط
تركيا تفنّد مزاعم بشأن تصريحات منسوبة لوزير الخارجية السعودي
أردوغان يرفع خطاب الحرب والمواجهة ويطالب تركيا بتعزيز قواتها لردع إسرائيل ويهدد ما فعلناه في أرمينيا وليبيا سوف نعمله مع الإسرائيليين
المليشيات ترتكب جريمة مشهودة شرقي تعز
في ذروة إنشغال اليمنيين بالقصف الصهيوني على الحديدة مليشيا الحوثي تستكمل احتلالها وسيطرتها على مساجد ومراكز أهل السنة بصنعاء
في الرابع عشر من أكتوبر 1963م كان راجح بن غالب لبوزة عائدًا ورفاقه من رحلة الانتصار لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة، المئات من أبناء الجنوب اليمني هبوا دفاعًا عن النظام الجمهوري، لبوا نداء الإخوة، وأكدوا صلة القربى والدم والمصير، وداعي التضحية للهدف النبيل.
عادوا إلى ردفان، فكانت القوات البريطانية في انتظارهم، طالبوهم بالاستسلام، رفضوا في عزة وكبرياء، طالبوهم بتسليم الأسلحة، رفضوا في شموخ، هاجموهم فصمدوا واستبسلوا وكتبوا بداية تاريخ جديد في الجزء المحتل من اليمن، لم يكن يعلم البريطانيون إنها الثورة، وإن "الذئاب الحمر" في ردفان هم طليعتها، هم ثوار الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل، وإن لبوزة كان
قائدهم. استشهد لبوزة في الساعات الأولى من المعركة، فكان شهيدها الأول، لكن المقاومة استمرت، أرسل البريطانيون حملات عسكرية الواحدة تلو الأخرى، لكن الثورة كانت تصمد في ردفان، وتتسع وتتمدد في الضالع ولودر ومودية ويافع وحالمين، والحواشب والصبيحة، ودلتا لحج، ودلتا أبين، لتنتقل بعدها إلى عدن، فيفقد المستعمرون صوابهم، ويزداد عنفهم، لكن بالقدر الذي يقترب فيه رحيلهم.
كانت عدن مهيأة للثورة المسلحة، كان سكانها المتعطشون للحرية قد جربوا كل وسائل النظال السلمية، بلغوا بها مداها من الكلمة إلى الفعل من الأضراب إلى المسيرات والتظاهرات التي ترك بعضها أثرًا في سير الأحداث. الاستقلال سلمًا أو حربًا، الحرية للجنوب اليمني المحتل قضية لم يعد بالإمكان تأجيلها أو ترحيلها، وكان الثوار يدركون أن مستقبل اليمن يتوقف على انتصار الثورة في الجنوب وصمود الثورة في الشمال، أعطت الجبهة القومية لنفسها برنامجًا وهوية وطنية، وبعد ذلك فعلت الشيئ ذاته جبهة التحرير. تحولت عدن وما حولها إلى ساحة ثورية، وأرض مشتعلة،
وكانت حضرموت وكل أجزاء الجنوب تشق طريقها السلمي نحو الحرية، وكانت مصر عبدالناصر والعرب جميعًا يساندون الثورة، كانت الأمة كلها في حالة نهوض وطني وقومي، ونزوع تحرري، لقد تحقق الاستقلال الوطني وأعلنت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في الثلاثين من نوفمبر. انتصرت الثورة في الشمال "المعتل" كما وصفه بعض المؤرخين، واستقل الجنوب "المحتل" ومضى الجنوب والشمال يصنعان تجربتهما العظيمة في البناء،.
وفي التمهيد للوحدة، كانت المشاعر الوطنية صادقة إزاء الوطن الواحد، صدقًا يبلغ حد الطهر والقداسة، وكان اليمن واليمنيين أحرارًا ومتحررين من كل تدخل. رحم الله شهداء الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر)وأبطالها، رسل الحرية والوحدة، كانوا عظماء عندما حملوا على عاتقهم هدف التحرير من الاستعمار، والتحرر من الأكاذيب والخرافة، وعظماء وهم يبنون صرح الوحدة، (فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، ومابدلوا تبديلا)، هم قدوتنا اليوم ونحن نقاوم عودة الجهل وبقايا الإمامة.