رسمياً.. زعيم مليشيات الإرهاب يخترق المناهج الدراسية وهذيانه يصبح مقررا دراسياً سيّد الحوثيين يتراجع عن إعدام ترامب ويعترف بوجود علاقة دافئة مع الاخير:لماذا التهويل لدينا تجربة مع ترمب تقرير جديد يكشف تفاصيل مثيرة عن التنظيم السري للميليشيات وخفايا جهاز الأمن والمخابرات التابع لها - أسماء وأدوار 12 قياديا بالأرقام..الانتخابات الرئاسية الأمريكية تعد الأكثر كلفة في التاريخ ... أرقام فلكية البنك الدولي يكشف عن وضع مؤلم وصل اليه الغالبية العظمى من اليمنيين بخصوص قوت يومهم سبع طرق لنسخ نص من موقع يمنع النسخ تعرف عليها في ذكرى استشهاده 9...نايف الجماعي تأبين للمناضل واحتفاء بالشاعر. اللجنة العليا لإنتخابات اتحاد كرة القدم تتسلم قوائم المرشحين لقيادة الإتحاد بمبادة تركية.. 52 دولة تطالب مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات لوقف شحن الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.. انفجار يستهدف قوات المجلس الإنتقالي في أبين
كل العالم محيط بكل ما يحدث في سوريا، كل العالم يعيش أحداث سوريا، ولكن يعيش الخبر وليس المشاعر، كل العالم يسمع ويرى ويقرأ، كل العالم يشاهد شاشات القنوات التلفزيونية، والبعض يتصفح المواقع الإلكترونية ويقرأ
الصحافة، ولربما كل العالم يعيش الخبر لحظة وقوعه، كل العالم يعرف من يقتل الشعب السوري ولماذا يقتله.
يومياً أخبار عن مئات القتلى والجرحى، وعشرات المجازر موثقة بالصور التي ننتظر المزيد منها والجديد كل مساء، على شاشات القنوات التلفزيونية، والمواقع الإلكترونية، أشلاء ممزقة لأطفال ونساء وشيوخ، دمار وخراب للبشر والحجر والشجر يجتاح الأخضر واليابس.
قنوات تخصصت في تغطية أخبار سوريا، مواقع إلكترونية، صفحات إجتماعية، ناشطين ميدانيين ينقلون الحدث لحظة وقوعه بالصوت والصورة تغطية إعلامية لم تشهدها ثورة بالتاريخ ولكن......!!
ولكن بعد كل هذه التغطيات الإعلامية لم يتحرك العالم ولم يتأثر من تلك الأخبار المؤلمة والصور المأساوية والأصوات الشاحبة. لماذا؟.
في حدث من الأحداث في زمن من الأزمان، لم تكن هناك قناة الجزيرة مباشر تنقل بالبث المباشر الحدث بالصوت والصورة، ولم يشاهد المعتصم بالله الحدث لحظة وقوعه، ولم يقرأ على الشاشة الشريط الأحمر عاجل: رجل يعتدي على امرأة بعمورية وتستنجد برجل يقيم في بغداد صارخة وامعتصماه.
لم تكن حينها خدمة النت، وشبكات التواصل الإجتماعي، وعدسات التصوير، حتى يتمكن أحد الشباب الناشطين بعمورية إلتقاط صور ونشرها على المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الإجتماعي حتى يراها المعتصم على صفحته.
لم تكن هناك هواتف نقالة تنقل الخبر لحظة وقوعه، ولم تكن هناك وسائل نقل وترحال سريعة، طائرات أو سيارات حتى يمتطيها حامل نبأ الإستغاثة.
ولكن مع إنعدام جميع وسائل الإعلام والنقل والمواصلات السريعة، إلا أن الحادثة نالت مكانتها وكتب التاريخ عنها أروع البطولات وأنبل التضحيات، بعد أن أمتطى مرسال المظلوم ناقة، وبعد أشهر وصل بالخبر إلى مسامع المعتصم بالله الذي لم يسمع صراخ ولم يرى جراح سوى ما ذكر له الرسول القادم من منطقة الحدث، ولم يكثر القيل والقال والنقاش والتحليل حول الحادثة وأسباب وقوعها، وموقف حاكم عمورية منها، ولم يذهب المعتصم إليها محققاً ومحاوراً، بل ذهب فاتحاً كرامة لتلك المرأة المسلمة.
وهكذا حضرت الأفعال وغابت الأقوال، عندما ثار الضمير الحي لمجرد خبر وصل بدون تغطيات إعلامية من صور لأشلاء نساء وأطفال، وصرخات إستغاثة تملأ الآفاق، وأنات تمزّق القلوب.
اليوم نسمع الصراخ ونرى الجراح، ولكن نصرخ مع الصارخين وندد، ويصرخ من بعدنا الحكام وينددون في المؤتمرات، وكأنهم قاموا بواجبهم تجاه سوريا، وليس هذا بواحبهم ولا مقامهم.
إذا كان الصحفيين والناشطين مع الثورة السورية يقومون بعملهم المهني على أكمل وجه من خلال تغطية الأحداث تغطية مستمرة وتوثيق جرائم بشار وشبيحته، فمن غير اللائق أن نرى المسؤولين في المنطقة والأمم المتحدة يزاولون عمل الإعلاميين، يخبروننا بأن هناك المئات من الضحايا المدنيين يسقطون يومياً في سوريا على يد النظام السوري، وهناك مجازر ترتكب بحقهم، وأن النظام السوري أصبح فاقداً للشرعية ولابد أن يرحل و.....و....، إلى من يتحدثون؟!
وعما يتحدثون، ومن يريدون أن يجسّد ذلك ميدانياّ إذا لم يكونوا هم، أو حتى داعمين لتطلعات الشعب المقاوم.
سوريا لا ينقصها إعلام دام وقد عرفوا من يقتل الشعب السوري، لماذا لا يتدخلون تدخل عسكري مباشراً لوضع حد لتلك الجرائم بحق الشعب السوري.أم أنهم يريدون ذلك من شعوب المنطقة الذين يتحدثون إليهم؟.
إذا كانت بعض الأنظمة العربية تقوم برعاية ودعم قنوات تلفزيونية تناصر الثورة السورية وتدعوا إلى إسقاط النظام ومحاربته ونصرة الشعب السوري، فلماذا تلك الأنظمة لا تدعم الشعب السوري بالعتاد والسلاح فهو في أمس الحاجة إلى ذلك وفي غنى عن الإعلام، فهناك الكثير من القنوات المستقلة تقوم بالتغطية كقناة الجزيرة. ولماذا تلك الأنظمة لا تدعم كما تدعم إيران شبيحة سوريا بالعدة والعتاد وتجهر بذلك أمام العالم؟.
كثرة الأقوال وقلّة الأفعال وأصبحت صور الأشلاء الممزقة للنساء والأطفال لا تحرك ضمير الأمة، ولم تحدث تغييراً، فلا أمل في بث الإعادة لتلك الصور أن يجدي نفعاً كما لم يجدي بثها لحظة وقوعها. حتى أن المشاهد أصبح لا يتأثر عند مشاهدة صور الأشلاء الممزقة بسبب تعدد الصور المأساوية وتكرار حدوثها ومشاهدتها.
والبعض يتساءل هل من خبر جديد غير مئات القتلى والجرحى؟ وبعض القنوات أصبحت تقدّم خبر تظاهرة أو حتى احتجاج في بلد ما بسبب أسعار أو ما شابه، ولم يوقع ضحايا، على خبر مئات القتلى والجرحى والمشردين في سوريا، لأن الخبر أصبح أشبه بالمكرر لتشابه الأحداث، وعدم حدوث تغيير على أرض الواقع.
حتى أن استضافة العلماء والساسة في القنوات لن يكون له أثراً أكبر من أثر صور الأشلاء والدمار والخراب. وتحليل الأحداث ودراستها والتحقيق فيها لن يهدينا إلى الحق، ولن يقودنا إلى سبيل الرشد وإيقاف شلالات الدماء.
فإلى متى وفي كل مساء يتصاعد عدد القتلى حتى يتعدى المئات والمجازر بالعشرات؟.