آخر الاخبار

رئيس حزب القوات اللبنانية: على حزب الله أن يتحمل عواقب الحرب وحده و نحن جوهر وجود لبنان مصر تصعد من قضيتها حول سد النهضة الإثيوبي وتوجه خطابا لمجلس الأمن تقرير أمريكي يكشف كيف تلاعبت إيران بالحوثيين في معركة غزة وكيف حولتهم لأداة رخيصة لتعزيز النفوذ الإيراني ودعم استراتيجيتها البحرية تفاصيل لقاء ‏رئيس هيئة الأركان العامة برؤساء هيئات ودوائر وزارة الدفاع اشتعال حرب طاحنة ومسيرات أوكرانية تهاجم موسكو.. وروسيا تقترب من السيطرة على منطقة استراتيجية وهامة 5 مشاريع صينية عملاقة في أفريقيا قد تقلب الموازين وتغير الأحداث في عدة دول الهلال ينتزع متعب الحربي من النصر بمبلغ لا يصدق رابطة أمهات المختطفين تطالب بالافراج عن 549 مختطفاً و 199 مخفيا قسرًا وتستنكر الانتهاكات المستمرة بحقهم تدشين الورشة التدريبية لبرنامج المنح المدرسية بمأرب. السلطات المحلية بذمار توجه نداء عاجلا للأمم المتحدة وكل المنظمات الدولية بسرعة إغاثة المتضررين من السيول في مديرية وصاب

هل يتعظ الحكام العرب من أحداث تونس؟
بقلم/ ياسر اليافعي
نشر منذ: 13 سنة و 7 أشهر و 8 أيام
السبت 22 يناير-كانون الثاني 2011 04:10 م

تجمع الدول العربية الكثير من الخصائص والمميزات سواء على مستوى الشعوب أو الحكام، حيث تعاني الشعوب العربية من الفقر والفساد وانتشار البطالة بين صفوف الشباب وخريجي الجامعات وتقييد للحريات وانعدام الأمل في حياة ومستقبل أفضل, أما على مستوى الحكام, فالحكام العرب يعشقون الكرسي حتى الموت ولا يسمحون بالتفريط فيه إلا بعد أن يصبحوا جثثا هامدة, وكذلك الحال بالنسبة للديمقراطية والتداول السلمي للسلطة, فهي مجرد مسرحيات هزيلة يقوم الحكــام العرب بخداع شعوبهم والعالم وفي نفس الوقت يمارسون الفساد السياسي بأبشع صوره من تكتيم وتقييد للحريات وتوريث للسلطة وتعديل الدستور وفق مزاج الحاكم وحاشيته وكذلك الصرف بسخاء على قوات الجيش والأمن على حساب تقديم الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم.

والصبر أيضا عامل مشترك بين الشعوب العربية, حيث تحملت لسنوات طويلة الفساد والفقر والبطالة والتخلف, ومع كل ذلك فالحكام العرب لم يقدروا صبر هذه الشعوب وسعوا إلى تجاهل كل مطالبهم بل تعمدوا تجاهل الحاجات الأساسية لتلك الشعوب في الأمن والديمقراطية والتعليم والصحة والعيش حياة كريمة مثلهم مثل باقي بلدان العالم, لكن على ما يبدو, فإن صبر الشعوب بدأ ينفذ.. وما شاهدناه في تونس خير شاهد, حيث خرج المواطن التونسي إلى الشارع متحديا كل العوائق والحواجز وقدم عشرات الشهداء والجرحى وضرب مثلاً رائعا في النضال السلمي, وهو ما أجبر الرئيس التونسي للخروج عن صمته ومحاولة استجداء وكسب عواطف الشعب التونسي بعد أن فشل الأمن والجيش في إسكات أصوات الشعب الهادرة, وبالرغم من كل الخطابات والتنازلات التي قدمها إلا أن ذلك لم يُسكت هذا الشعب الذي أصبح مصرّا على التغيير مهما كلفه ذلك من ثمن, وهذه المرة ليس تغييرا شكليا أو مجرد ديكور مثل ما تعودنا في الدول العربية وإنما الشعب مصر على تغيير جذري يبدأ من رأس هرم السلطة ويشمل كل نواحي الحياة.

فهل تكون الأحداث الأخيرة في تونس عبرة وعضة لكل الحكام العرب وهل ستوصل رسالة الشعب التونسي لكل الحكام العرب مثل ما وصلت إلى الرئيس التونسي وفهمها مثل ما قال في خطاب موجه للشعب التونسي "لقد وصلت رسالتكم وفهمتها"..

وهل سيبدأ الحكام العرب بتقديم التنازلات لشعوبهم وعمل إصلاحات حقيقة وجادة؟

وهل يدرك الحكام العرب إن الشعوب لا يمكن قهرها مهما امتلكوا من جيوش وقوات أمن؟

وهل يعي الحكام العرب أن الشعوب العربية أصبحت مدركة لكل ما يدور حولها وأن صبرها قد بدأ ينفذ؟

وهل يعي الحكام العرب الدرس جيداً ويعرفون أن الشباب العربي لا يمكن أن ينتظر الموت واقفاً وأن الشباب العربي أصبح مطلعا على ما يدور في العالم وأصبح له طموح يريد أن يحققه مهما كلفه ذلك من ثمن, ولو كان تقديم حياته في سبيل إن يعيش غيره حياة كريم؟.

أم أن عشق كرسي الرئاسة وهوس توريث السلطة أصم آذانهم وأعمى أعينهم عن رؤية ما يحصل في تونس وسيواصلون عنادهم حتى يحصل ما حصل في تونس وتخرج الشعوب العربية إلى الشوارع مطالبة الحكام بالرحيل غير مأسوف عليهم مثلما حصل مع بن علي في تونس.

أما الشعوب العربية, فعليها أن تعي الدرس جيداً وتفهم أن ما حصل في تونس يعد ثورة حقيقة وأنه لا يمكن أن يحصل تغيير إلا بتقديم المزيد من التضحيات مثل تضحيات الشعب التونسي.. أما الصمت والصبر غير النهائيين فلن يزيد شعوبنا إلا مزيداً من الفساد والتخلف وتقييد الحريات ومزيداً من تسلط الحكام وتوريث ذلك التسلط لأبنائهم من بعدهم، وبالتالي توريث الفساد والتخلف والبطالة لأولادنا من بعدنا, ومن جهة نظري اعتقد أن هناك خيارين لا ثالث لهما: إما أن يقوم الحكام العرب بعمل إصلاحات حقيقة واحترام الدستور والقانون وإعطاء مواطنيهم كافة حقوقهم واحترام المعارضة في أسرع وقت ممكن, أو على الشعوب العربية أن تقتدي بالشعب التونسي وتخرج إلى الشارع للمطالبة بحقوقها بشكل سلمي وحضاري.. وأعتقد أننا سنرى في الأيام القليلة القادمة التجربة التونسية وقد تم تعميمها على أكثر من دولة عربية, فالخيار الأول أصبح شبه ميئوس منه؛ بسبب عدم جدية الحكام العرب في عمل إصلاحات حقيقية.

y.ahz@hotmail.com