آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

د.ياسين نعمان:الدولة يجب أن تكون اتحادية
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 13 يوماً
الأربعاء 17 إبريل-نيسان 2013 07:22 م

أكد مستشار الرئيس اليمني، الأمين العام للحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان، أن الحوار الذي تخوضه القوى السياسية اليوم يختلف عن بقية الحوارات التي خاضها اليمنيون خلال الفترات الماضية، لأنه ليس هناك نظام ليقبل أو يرفض نتائج الحوار، مشدداً على أن الأهم ليس الحوار ونتائجه بقدر ما هو تنفيذ ما يتمخض عن الحوار على الأرض، لأن عدم تنفيذ ذلك سيذهب باليمن إلى مخاطر التمزق .

وأوضح نعمان في حوار مع “الخليج” أن الوحدة الحالية لم تعد صالحة لهذا الظرف، لأنه لا يوجد حامل للوحدة في الوقت الحاضر، وأن الوحدة اليوم تقاتل دفاعاً عن نفسها سواء من قبل من يدعي الوحدة، أو من قبل من يقف ضدها، لأنها ليست محمولة بدولة، وأعلن أن الحزب الاشتراكي مع دولة اتحادية تكون قادرة على الدفاع عن هوية اليمنيين بعيداً عن التقسيمات الجغرافية . وأشار إلى أن التمديد للرئيس الحالي عبدربه منصور هادي غير مطروح لدى أحد، مؤكداً أن الأهم ليس الوصول إلى محطة انتخابات ،2014 بل في كيفية الوصول، وتالياً الحوار :

فكرة الحوار يمنية والمبادرة الخليجية لم تتطرق إليها

 بعد أسبوعين من افتتاح مؤتمر الحوار الوطني، كيف تقيّمون ما دار في جلسات المؤتمر ودلالاته؟

- التقييم جاء في البيان الذي صدر عن الجلسة العامة الأولى، ومؤشرات النقاشات إيجابية إلى حد كبير، خاصة ما يخص الجوانب التنظيمية، الشيء المهم هو الاستعداد الكبير لدى أعضاء المؤتمر للوصول بالحوار إلى نتائج إيجابية، لكن تظل هناك صعوبات تواجه المؤتمر، سببها الرئيس أن اليمنيين لم يتعودوا على مثل هذا النوع من الحوارات، لذلك ستكون لدينا خلال المرحلة القادمة فرصة أخرى للتقييم عندما تبدأ لجان الحوار تناقش الموضوعات المطروحة أمامها .

 أين تكمن التحديات والصعوبات بالتحديد؟

- التحديات بدرجة رئيسة في طبيعة الموضوعات المطروحة للحوار، الجنوب تحدٍ رئيس، مضمون الدولة تحد آخر، المناخ المحيط بالحوار الوطني وخاصة استمرار انقسام الجيش تحدٍ ثالث، استمرار مراكز النفوذ والصراع وتمسكها بمصادر القوة والسلاح تحدٍ رابع، التحدي الخامس يكمن في بقاء جزء رئيس من الدولة مسيطر عليه من قبل النظام القديم ويشكل عقبة أمام إشاعة مناخات الثقة أمام المتحاورين .

هذه تحديات أعتقد أنها بيد أطراف الحوار المختلفة وبعض منها بيد السلطة وعلى وجه الخصوص رئاسة الجمهورية، خاصة ما يتعلق باستعادة الدولة واستكمال مهمة توحيد الجيش .

الحوار صمام أمان

 هل الحوار يعتبر صمام أمان لعدم تفكيك البلد، خاصة أن هناك خلافات حادة بين أطراف العملية السياسية، هل الحوار ضمان لذلك؟

- الحوار بحد ذاته قبول الأطراف المتحاورة بالانتقال من الصراع إلى التفاهم، إذا صدقت أطراف الحوار في هذا الانتقال فهي بلا شك سوف تشكل ضماناً، أما إذا اتخذ البعض الحوار مجرد نزهة ومجرد قراءة لأفكار الأطراف الأخرى من دون مصداقية في الوصول إلى اتفاق فاعتقد ان المؤتمر سيكون مجرد ثرثرة، لكن في الوقت الحاضر يبدو لي أن الأطراف كلها تعلن حرصها على إنجاح الحوار وعلى التفاهم وعلى أن تناقش مشاريع الأطراف الأخرى بجدية مع تقديم التنازلات من أجل الوصول إلى حل .

إذا اتفق الجميع على أن مسار الحوار وموضوعاته وما سينتج عنه من اتفاقات سيكون موضع إجماع يدافع عنها الجميع، فلا شك في أن الحوار سيضع البلد على طريق مختلف عن طريق الصراعات والمواجهات الدامية التي جنيناها من سابق .

 الكثير يبدي مخاوف من أن يؤدي هذا الحوار إلى نتائج مشابهة لحوارات سابقة، هل تخشون هذا؟

- هناك اختلاف جذري بين هذا الحوار والحوارات السابقة؛ فالحوارات السابقة كانت تتم مع سلطة ونظام يمتلك الدولة بكل إمكاناتها، وهو الذي يقبل أو يرفض هذا الحوار أو نتائجه، لذلك كانت نتائج الحوارات السابقة تتوقف على مدى قبول أو رفض الحاكم لنتائج هذا الحوار .

حوار اليوم يختلف، إذ لا يوجد نظام في طرف ومتحاورون في طرف آخر، المتحاورون كلهم مسؤولون عن إنتاج دولة، اتفقوا على أن يبدأوا من الصفر لإنتاج عقد اجتماعي جديد .

هذا الحوار لن تعرض نتائجه على حاكم حتى يقبلها أو يرفضها، لكن بمجرد أن تقبل الأطراف كلها بنتائج الحوار تكون هي مسؤولة عن تنفيذه، كل الأطراف المشاركة في عملية الحوار متساوية في الحقوق والواجبات وكل مسؤول عن إنجاح الحوار وعن فشله أيضاً .

لذلك، فإن قاعدة الحوار هنا مختلفة عن الحوارات السابقة، صحيح أنه في الوقت الحاضر هناك مراكز نفوذ وأطراف صراع لديها من الإمكانات ما يجعلها تقبل أو ترفض، لكنني أعتقد ان الرفض ستكون له آثار سلبية على الطرف الذي سيقف عائقاً أمام الحوار .

من هنا يبدو لي أن فرصة الحوار في الوقت الحاضر أفضل بكثير مما كان متاحاً في التجارب السابقة، لكن على الجميع أن يستوعبوا أنهم مسؤولون مسؤولية مباشرة لإنجاح هذا الحوار أو سيكونون مسؤولين جميعاً إذا ما فشل .

 هل هناك وصفة دولية للحل، الكثير يتحدث على ان اليمنيين ربما قبلوا بالحوار بعد ضغوط دولية، هل هناك ما يؤشر إلى هذا؟

- لا، الحوار لم يأت في المبادرة الخليجية، لأن المبادرة لم تتحدث عن الحوار لا من قريب ولا من بعيد، الحوار جاء في الآلية التنفيذية للمبادرة التي صنعها اليمنيون أنفسهم وطرح سؤال أنه خلال الفترة الانتقالية المحددة بعامين كيف سيصل اليمنيون إلى بناء الدولة؟ ومن سيقوم بهذا العمل؟ لذلك اتفقوا على إجراء حوار مع كافة القوى بشكل لا يسثني أحداً، وجاءت فكرة الحوار كفكرة يمنية، ورغم أنها كانت مطروحة من سابق إلا أن الحاكم حينها كان يماطل في هذا الموضوع، وكان في كل مرة يطرح فكرة الحوار يضع الآلية التي يكون هو الطرف الأقوى فيها .

بعد الثورة وبعد التوقيع على المبادرة الخليجية وصياغة آليتها التنفيذية ظلت فكرة الحوار الوطني بين الأطراف اليمنية حاضرة، والآلية التنفيذية قالت لليمنيين تحاوروا للوصول إلى صيغة معينة للدولة، ولكن لم تقل ما هي الصيغة، لذلك يرعى المجتمع الدولي والإقليمي العملية السياسية بما فيها الحوار، لكن من دون التدخل المباشر في الموضوعات الخاصة به، الموضوعات الخاصة بالحوار شأن يمني ولذلك ستأتي الأطراف المختلفة ولديها مشاريعها بالنسبة إلى كل القضايا ولابد في مثل هذه الحالة ان يتفاهم الناس على الصيغة التي يمكن ان يصلوا إليها في ما يخص بناء الدولة .

 تعد القضية الجنوبية واحدة من أهم القضايا في المؤتمر، برأيكم كيف يمكن أن تحل، وما هو الشكل التي يمكن أن يتفق عليه الجميع؟

- القضية الجنوبية اكتسبت خلال الفترة الماضية تعقيدات كثيرة، والسبب هو البطء في معالجة القضايا التي نشأت منذ حرب ،94 لقد فشل النظام السابق في إنتاج مشروع وطني ديمقراطي وبناء دولة حاملة للوحدة ورمى بالوحدة في وجه الناس وتخفى وراءها بكل عيوبه وبكل إخفاقاته وفساده، واعتقد الناس أن هذه هي الوحدة .

وجاءت قوى أخرى التقطت هذا الوضع واعتقد الناس أن هذه هي الوحدة، وبالتالي وجدنا أن الوحدة وقعت ضحية التطرف من الجانبين، جاء النظام ما بعد الثورة ولم يستطع أن يلتقط اللحظة المناسبة لمعالجة المشكلات الرئيسة ويقدم رؤى سياسية وطنية لمعالجة الوضع، وهو ما أدى فعلاً إلى بقاء المشكلة وتعقيداتها .

اليوم علينا أن نبحث عن الجذر الذي أنتج هذه المشكلة، نعتقد أن أي حل اليوم للدولة اليمنية القادمة بما فيها القضية الجنوبية يجب ألا يكون نخبوياً، على النخب أن تبحث عن الحل، لكن الشعب يجب أن يكون حاضراً، بمعنى أن يكون حاضراً في تقرير المستقبل، وأن نهيئه لكي يقول كلمته في المستقبل .

قد يكون المزاج في الجنوب لا يسمح إلى حد كبير في الوقت الحاضر لأن يقول الكلمة الفصل، لكن لابد من تهيئة هذا المزاج بمرحلة انتقالية معينة قد تطول وقد تقصر، والشيء نفسه بالنسبة إلى الناس في الشمال، وعلينا أن ننظر إلى المسألة من زاوية أن الجنوب والشمال مكونان جيوسياسيان، لا الجنوب جزء من الشمال ولا الشمال جزء من الجنوب، هذه حقيقة تاريخية، الذي يربط بين الاثنين هو الانتماء إلى يمن واحد، لكن في ما يخص الدولة، فإن الذي يربط بين الاثنين هو المشروع السياسي، ما لم يتفق الطرفان على المشروع السياسي الذي يجعلهما يعيشان في إطار الدولة تحت هذه الهوية فإن المشكلة ستظل قائمة .

 أفهم من كلامكم أن الصيغة الحالية للوحدة لم تعد صالحة للوضع الحالي؟

- بالتأكيد، لأنه لا يوجد حامل للوحدة في الوقت الحاضر، الوحدة اليوم تقاتل دفاعاً عن نفسها سواء من قبل من يدعي الوحدة أو من قبل من يقف ضدها، لأنها ليست محمولة بدولة وهذه هي المشكلة .

 المشكلة في الجنوب أن هناك أكثر من تيار يدعي تمثيل الجنوب، وهذا أمر لا يساعد على حل المشكلة، أليس كذلك؟

 كنت أتمنى لو يتم الحديث عن تمثيل مشاريع سياسية، يعني كل واحد يحمل مشروعاً سياسياً يدعي أنه يخدم الجنوب يحضر به، لكن عندما يدعي أنه يمثل الجنوب والآخر يدعي أنه يمثل الشمال، أمر غير مقبول، إذ لا أحد يستطيع أن يقول إنه يمثل الجنوب أو يمثل الشمال . مثل هذه المشاريع تلحق الضرر بالعملية السياسي كاملة لأنها تقوم على الإقصاء للآخر، كما تقوم كذلك على استبعاده، لذلك أعتقد أن هناك خلطاً بين من يطرح مشروعاً سياسياً أياً كان، وبين من يدعي أنه يمثل الجنوب أو الشمال .

 هناك تمثيل للجنوبيين في مؤتمر الحوار، لكن هناك غياب لكثير من القيادات التاريخية والمعروفة، هل تعتقدون أن المؤتمر قادر على إقناع مثل هذه القيادات والشخصيات بالانضمام إلى الحوار؟

- المؤتمر ترك الباب مفتوحاً لكل القوى السياسية للمشاركة في فعالياته، وللمشاريع السياسية من الحراك السلمي بدرجة رئيسية، وأقر تشكيل لجنة للتواصل مع هذه الأطراف بشكل عام، كونها تقبل أو ترفض، هذا موضوع مرهون برؤاها وبقناعاتها، وحتى الآن لا توجد مؤشرات نهائية إما بالرفض أو بالقبول .

الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة مازالت قائمة حتى الآن، وجهود الاتصالات التي تبذلها الدولة والرئيس بدرجة رئيسة مازالت قائمة، وأعتقد أن الحراك الجنوبي الذي جاء إلى مؤتمر الحوار طرح قضايا في غاية الأهمية، واستطاع أن يحمل قضية الجنوب بشكل فعال، ورأينا كيف استطاع أن يؤثر في مؤتمر الحوار، ولذلك يبدو لي أنه من المفيد جداً أن يتحاور الناس للوصول إلى حلول .

مشروع الاشتراكي للدولة القادمة

 الكثير يطرح أن عقل الحزب الاشتراكي مع الوحدة وقلبه مع الجنوب، فأين يقف الحزب من القضية الجنوبية وما مشروعه؟

- قلب الحزب الاشتراكي لا ينفصل عن عقله فهو يتنفس برئتين، الرئة الأولى هي القضية العادلة للجنوب التي كان مسؤولاً عنها أخلاقياً وسياسياً، والرئة الثانية هي استقرار هذا البلد، أي اليمن بشكل عام ويعمل جاهداً على تحقيق هذه القضية .

الحزب الاشتراكي تحمل منذ العام 94 سياسة الاجتثاث التي مارسها النظام ضد أعضائه وكوادره، لكنه حمل القضية الجنوبية بكل إخلاص برغم كل الصعوبات التي عاشها وحملات الهجوم التي مارسها الكثيرون الذين أرادوا أن يحلوا محل الحزب، وكانوا لا يستطيعون أن ينظروا إلى أنفسهم كزعامات إلا إذا أنهوا الحزب الاشتراكي .

الحزب الاشتراكي لم يدخل في سوق المزايدات والشعارات في ما يخص المشاريع السياسية بالنسبة للجنوب، لكنه درس هذا الموضوع بعناية وانطلق من منطلق مصلحة الجنوب ووحدته واستقراره بدرجة رئيسة، وفي الوقت نفسه استقرار الطرف الآخر من اليمن الذي هو الشمال، ولديه المشروع في هذا الجانب ولا يدعي أن مشروعه مثالي، لكن ما يستطيع أن يقوله إن هذا المشروع لا يقود الجنوب نحو المجهول، فهو يحدد خيارات تقوم على استمرار وحدة واستقرار الجنوب ومحاربة تفكيكه وإبقائه كطرف رئيس في المعادلة الوطنية .

هذا هو المشروع الذي سيقوم عليه ويأخذ به الحزب الاشتراكي في مؤتمر الحوار الوطني، وقد بدأ يناقش هذا الموضوع مع أطراف عدة، سواء في الحراك أو مع أطراف سياسية مختلفة، لذلك لا غرابة أن يكون قلب وعقل الحزب الاشتراكي مع الجنوب وحل قضيته العادلة وسيكون ذلك من الأسباب الرئيسة لاستقرار اليمن .

 لكم تصريحات سابقة بأن الجنوب لن يعود جنوباً ولا الشمال شمالاً إذا ما انهارت الدولة اليمنية، هل ما زلتم عند هذا الرأي؟

- كل المؤشرات التي نراها أمامنا اليوم تؤكد أنه إذا ما انهارت هذه الدولة التي ما زالت تشكل جامعاً إلى حد ما، سيدخل الجنوب في صراعات جهوية وسيدخل الشمال في صراعات طائفية، لذلك لا بد أن نخرج من حالة الغضب كيمنيين، سواء في الجنوب أو في الشمال، ونبدأ نفكر بشكل أكثر عقلانية في ما يخص المستقبل .

حالة الغضب في كثير من الأحيان لا تقود إلى المشاريع السياسية التي من شأنها أن تنضج الظرف لخلق الحل المناسب، لكنها تستعجل الحل على أي شكل كان، ورأينا في التاريخ كيف أن استعجال الحلول يؤدي إلى كوارث، هناك حالة غليان في الجنوب، لكن يجب أن نتعامل معها بمسؤولية، وهناك حالة قلق بالشمال واشتباكات حقيقية أيضاً، يجب أن نتعامل معها بشيء من العقلانية .

 ماذا عن شكل عن الدولة المقبلة لليمن، كيف ترونها؟

- رؤيتنا في الحزب الاشتراكي أن الدولة يجب ان تكون دولة اتحادية، عندما اتحدث عن الدولة الاتحادية فإنني أتحدث عن تصحيح مسار تاريخي جرى إهماله منذ أن قامت دولة الوحدة، وأعتقد أن إهماله كان من الأخطاء القاتلة التي أساءت إلى الوحدة كفكرة، سواء كان بعد توقيع اتفاقية الوحدة مباشرة أو بعدها .

وأتذكر أن النقاط الثماني عشرة التي تقدم بها الحزب الاشتراكي أثناء الأزمة السياسية التي نشبت بعد الوحدة كان هدفها الرئيس هو التفكير في إيجاد الدولة الحاملة لهذه الوحدة، كما أن وثيقة العهد والاتفاق سحقت بعد ذلك بشن حرب 94 .

جاء نظام ما بعد حرب 94 وأراد أن يركّب نظام الجمهورية العربية اليمنية على الوحدة، لكن ذلك الحل لم ينفع، ولم يقرأوا هذه الحقيقة حتى المتشبثين بالدولة البسيطة، فهم غير مدركين أن المشكلة تكمن في أن هناك حقيقية تاريخية تؤكد أننا مكونان جيوسياسيان لليمن جنوباً وشمالاً، وبالتالي فإن الحامل لهذين المكونين هو دولة اتحادية، الدولة الاتحادية تم التفكير فيها بشكل جاد بعيداً عن المناكفات، وبعيداً عن استعراض القوة، هذا شكل الدولة أما مضمونها فكل طرف يقدم رؤيته لها .

المزاج الجنوبي

 هل تعتقدون أن المزاج في الجنوب يسمح بتقبل مثل هذا المشروع الذي تدعون إليه؟

- المزاج في الجنوب اليوم معقد، لكن هل نستطيع أن نبني مشروعاً سياسياً على مزاج متحول أو متقلب؟ نحن ننتظر أن يتحول هذا المزاج إلى حالة سياسية، لكن للأسف لم يتحول بعد، لذلك اذا تحول إلى حالة سياسية فالمسألة ستختلف .

في العام ،90 كان مزاج الناس في الجنوب وحدوياً، وكان أي واحد يقول إنه لا يريد الوحدة يصنف بأنه “خائن”، لكن ما الذي حصل بعد هذه السنوات من عمر دولة الوحدة؟ الذي حصل أن هذا المزاج تغير إلى مزاج ثان مختلف وعكسي تماماً، لذلك لا نستطيع أن نبني مشروعاً سياسياً، أو أن نتحدث عن بناء دولة على مزاج محتقن، هذا المزاج يحتاج إلى اختبار .

لذلك قلنا في الحزب الاشتراكي إننا لن نكرر تجربة 1990 على وقع هذا المزاج، لأننا لو كنا نظرنا في ذلك العام من زاوية احتياجنا إلى مزيد من التفكير في إيجاد الدولة القادرة على أن تحمل مشروعاً كبيراً لم نكن حتى سنمضي به وذهبنا إلى الوحدة مباشرة، كنا خلقنا ضمانات حقيقية لحماية الدولة، لكننا اعتمدنا على المزاج السائد حينها، اليوم الذين يريدون أن يعتمدوا على هذا المزاج بشكل كامل سوف يواجهون مشكلة، لذلك لابد من أن توجد الضمانات الحقيقية لكي نحوله إلى مشروع سياسي .

 برأيكم هل يجري التفكير للتمديد لعبدربه منصور هادي؟

- التمديد حتى الآن لا أحد يتحدث عنه، والتمديد حتى الآن كلمة غير مقبولة، نحن أمام فترة زمنية علينا أن ننجز فيها مهمات كثيرة، لكن الخطورة في الأمر أن تتحول هذه المهمات إلى مهمات ذات طابع شكلي، أي أنك تنجز حواراً وقرارات من دون تغيير حقيقي يساعد على أن تكون مخرجات الحوار من أجل التغيير .

 هل تعتقدون أن خروج علي عبدالله صالح من المشهد سيساعد كثيراً على تهدئة الساحة؟

- أعتقد أننا اليوم أمام ظاهرة أكبر من علي عبدالله صالح، وهي ظاهرة القوى التي استفادت من النظام القديم، والتي تريد أن تعيد تجميع نفسها للدفاع عن مصالحها التي حصلت عليها للأسف مقابل معاناة الشعب، وهذه القوى إذا لم تع تماماً أن مهمتها الرئيسة هي خروج هذا البلد من المأزق التي وضعته فيه وتريد تكتيل نفسها للبقاء وإعاقة مسيرة التغيير، فإنها تعيد البلاد إلى مربع العنف .

للأسف استفادت هذه القوى من الرخاوة التي طبعت النظام وجعلته غير قادر على إجراء عملية التغيير الحقيقي، وهذه الرخاوة في تقديري أعادت لها الروح في أن تعيد تكتيل نفسها لكن ليس على قاعدة التغيير، بل على قاعدة الدفاع عن الوضع القديم .