ميليشيا الحوثي واستغلال قضية فلسطين لتعميق جراح اليمن
بقلم/ رهف الشرجي
نشر منذ: 23 ساعة و 22 دقيقة
الأربعاء 08 يناير-كانون الثاني 2025 08:56 م
 

كيف يمكن لشخص أن يصدق هذه الغوغائية التي تُحركها ولاية الفقهية التي تمتد من اليمن إلى إسرائيل؟ هذه حقيقة مأساوية تلحق بإيران بعد فشلها في لبنان والعراق وسوريا. لم يبقَ لولاية الفقهية الإيرانية سوى اليمن، بعد فقدانها لعدد من أذرعها وأصبحت مخذولة وضعيفة. 

السؤال هنا: إلى متى ستظل تدعم الحوثيين؟

 

في سياق الاحداث نجد أن المليشيا الحوثية استغلت القضية الفلسطينية، "طوفان الأقصى"، لتلميع صورتها وتعزيز سلطتها وحكمها الدكتاتوري الفاشي كما حدث سابقًا في تلميع صورة حزب الله. 

 

اليوم، نشهد سيناريوهات سخيفة وسلسلة من الأكاذيب اللامتناهية وتهديدات هزلية وشعارات جوفاء بعيدة كل البعد عن الواقع اليمني. لا يوجد ما هو أبشع وأفظع من هذه الأحداث المتراكمة التي تثير السخرية والشفقة في آن واحد.

 

المواطن اليمني يعيش مأساة في ظل الظروف السيئة والأزمات المتراكمة والاستقرار والكرامة المعدومة. يرى حقوقه تغتصب أمام عينيه. يرى العنف والانتهاكات والاعتقالات مستمرة ومتكررة بشكل روتيني.

 

يرى بأم عينيه راتبه المسلوب بكل وقاحة التي كانت ثابتة بعرق جبينه. حال المواطن اليمني جدًا مهمش. خلال فترة حكم هذه الجماعة الحوثية ووصولها إلى هرم السلطة، لم تقدم للمواطن اليمني شيء سوى الحروب والصراعات والأزمات والبطالة والمجاعة المتفشية والاختطافات المعتادة. 

 

هذه سلطة قمعية أمامية تحمل طابع رجعي وسكوباثي.

 

إلى أين تريد الميليشيات الحوثية إيصال اليمن؟ إلى أبعد ما نتصور، إلى أسوأ منزلق عرفته البشرية.

 

نحن نعيش حياة مليئة بالبؤس والفقر والفوضى. ماذا ينتظرنا بعد؟ 

 

سلسلة من الهزائم والحروب والاضطهاد؟ لا يوجد أكثر من هذا البؤس والدمار. نعيش الفقر وتشرد والحرب والجهل وتغييب الوعي والتعليم المغلوط في نفس الوقت. 

  

تُشن حملات كبيرة وواسعة كل يوم وراء ستار مساندة فلسطين، وقفات احتجاجية لأجل أبناء غزة، بينما المواطنون يتضورون جوعًا. يلعبون بمشاعر وعواطف المواطنين بغرض تغييب وعيهم وتهميش حقوقهم وسلب إرادتهم، وتكريس المفاهيم وشعارات الفارغة، ودمج ثقافة مزيفة وركيكة في المناهج التعليمية في الجامعية والمدرسية. لا تتوقف المأساة هنا، إنما تسعى إلى توسيع نطاق نفوذها في تجنيد الإجباري وخطف الأطفال. يستهدفون الفقراء حتى يسهل الانخراط في صفوفهم.

 

هذه الجماعة، التي تتحدث بافراط عن مساندتها لفلسطين، هي نفس الجماعة التي تمارس على مواطنيها الحروب والظلم والفساد وقطع المرتبات وتستغل الأطفال. هذه الجماعة التي تدعي الإصلاح والتحرر ووقف الإبادة تمارس حكمها على جثث القتلى والمشردين وتعيش على أكتاف الكادحين. 

 

هذه هي جزء من الحقيقة اللعينة التي تمارسها السلطة الحوثية الإرهابية، والتي أغرت بها بعض الدول والتيارات اليسارية.

   

لا يمكننا التغاضي عن الحملات الجبائية المستمرة والمتجددة لأجل غزة ولبنان، التي تعود في الحقيقة إلى جيوب الميليشيا الحوثية ومشاريعها الكبيرة، بينما يموت الشعب جوعًا وتشردًا وظلمًا. 

 

لم تكف مليشيا الحوثي عن طوفان الجبايات، مستمرة في جمع الأموال وتحويلها إلى مشاريعها، مما يقود حياة الناس نحو الهاوية والإفلاس.

 

الحملات التبرعية المكثفة تهدف إلى جمع أموال من التجار والمشايخ والصيارفة وأصحاب المحلات، تحت بند دعم غزة وإسناد النازحين في لبنان، بينما نصف المواطنين نازحون وجائعون. الفعاليات التي تجري بشكل مستمر تجبر النساء على الحضور والمشاركة في التبرعات من أموال وحلي لدعم القوة الصاروخية والمجهود الحربي.

 

بالإضافة إلى ذلك، تفرض الميليشيا ضرائب على التجار ورجال الأعمال، مما يؤدي إلى تضخم الأسعار وانخفاض أجور العمال وزيادة البطالة.

 

كل جمعة نسمع الخطابات الرنانة مليئة بالإنسانية والحب والتعاون والنصر، لكنها تهمش معاناة الشعب اليمني وتجاهل جوعهم ونزوحهم ودمار حياتهم والبطالة المتزايدة.