الدكتورة/ ذكرى القبيلي :الرجُل العربي ليس أحسن حالاً من المرأة
بقلم/ جريدة مأرب برس
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 4 أيام
الإثنين 01 يوليو-تموز 2013 05:22 م


هي إحدى الشخصيات العلمية الأكاديمية المرموقة.. لها إسهاماتها الرائعة في توجيه النشء الجامعي إلى مواطن المعرفة.. ترأست قسم اللغة العربية بكلية اللغات ـ جامعة صنعاء لخمسة أعوام، وحاليًا استقدمتها جامعة الملك سعود بالرياض للعمل فيها، الدكتورة / ذكرى يحيى القبيلي، أستاذة علم اللغة (اللسانيات) في جامعتي صنعاء، والملك سعود.. ضيفة عزيزة على هذا العدد من أعداد"مسرح مأرب برس الثقافي" كان لنا معها هذا الحوار الشيق.. إلى التفاصيل
يقال إن مجتمعاتنا العربية ـ حتى المتمدنة منها- لا تزال مجتمعات بدائية للغاية.. ما صحة هذه المقولة؟
مجتمعاتنا العربية هي حقا بدائية ولا بدائية هي برأيي تجمع بين الشيء وضده وبين الإيجابي والسلبي وحين تقدم رجلا للأمام تراها تعود باثنتين للوراء إن لم يكن بأكثر.
في الخطوط العريضة نراها تتفاخر بتقدمها وما حازته من تطور وحين نأتي إلى التفاصيل نجدها بدائية جدا والمشكلة الأكبر ليست في هذا بل في عدم الإحساس بالمشكلة واللامبالاة أو في ربط اللابدائية باللادين...
ويبقى الحديث مفتوحا فهل البدائية التي نتكلم عنها هي بمعنى التخلف عن مواكبة العصر أم التخلف عنها هي نفسها ،عما كانت عليه في مراحل من تاريخها ؟ أم مقارنة بالأنموذج المثال؟أم بمقارنة مجتمع منها بآخر منها أيضا؟
 الثقافة العربية ثقافة أنماط متوارثة، هل يعول على النخب العلمية والأكاديمية تغيير هذه الأنماط؟.
 في اعتقادي أن التغيير في المرحلة الآنية لا تحدثه النخب الأكاديمية والعلمية لأنها هي عينها بحاجة إلى تغييرات حقيقية ولا يعني هذا أن لا تأثير لها إطلاقا لكنه غدا ضعيفا.
بإمكان النخب الأكاديمية أن تدعم التوجهات التغييرية التي قد تجود بها المجتمعات العربية لأفراد أو تجمعات شبابية أو قادة أو مفكرين في حالات استثنائية.
 كيف هو وضع المرأة العربية اليوم داخل المنظومة الثقافية العربية ذات الطابع الذكوري
 تسألني عن وضع المرأة وأنا أجيبك بسؤال كيف هو وضع الرجل العربي في المرحلة الحالية أخي الكريم؟؟
المرأة حاليا يملؤها القلق وتفزعها أشياء كثيرة ربما السبب الأول فيها الرجل هم كبار القوم من الرجال وأعني بالكبار هنا المتزعمين أما الكبير فعلا فهو من جعل مصلحة الوطن همه الأول.
المرأة اليمنية تحديدا باتت منشغلة بالاحتياجات اليومية تتجاذبها الهموم تبحث عن الأمان بأنواعه. فكله مطلوب أنهكها القلق على الحاضر والمستقبل.
ولا أظن أن الرجل بأحسن حالا منها. إنهما معًا يعيشان الأوجاع نفسها.
 بم يكون التغيير الاجتماعي:
بضوابط دينية، أم بضوابط سياسية، أم بكليهما، أم بدونهما؟
 التغيير الاجتماعي في رأيي المتواضع يبدأ بإيمان راسخ من المجتمع بحاجته إلى التغيير، بشعور متصاعد بوجود ما يستدعي التغيير. المجتمع المثقف الواعي يتجاوب ويتجدد ويتغير... ويأتي دور الجانب الديني في رفع مستوى الوعي بأهمية التغيير والحاجة إليه وإلى التجدد خاصة في مجتمعاتنا العربية التي للدين فيها التأثير الأول إن التغيير سلوك متجدد يلزمه وجود ثقافة ووعي لدى أفراد المجتمع. يلزم للتغيير أناس إيجابيون يزرعون ثقافة التغيير والإيجابية وعدم الاستسلام للمحبطات والمثبطات وما أكثرها و يرفعون شعار ابدأ بنفسك ولا أظن أن السياسية التي داخلت كل شيء في حياتنا بمنأى فالسياسي متى ما أراد أن يكون له دور يفعل لكن للأسف عودنا ساسة العرب أنهم لا يتواجدون إلا مع أنفسهم ولا يهمهم التغيير إلا إن كان لهم فيه مصلحة خاصة.
ليتنا ندرك الحاجة إلى تغييرات إيجابية متباينة ومتنوعة نرعاها جميعا النساء والرجال الأكاديميون وعلماء الدين والساسة بما يحقق نهضة جادة للفرد والأمة عسى الله سبحانه يغير ما بنا.