هولندا.. برلماني يخاطب حكومة بلاده بشأن موظف مختطف في صنعاء
صنعاء.. منظمات تابعة للحوثيين متورطة في قضايا اختلاس بأكثر من 2 مليار ريال
سفير سابق في اليمن يكشف معلومة تخص مقتل صالح وماذا اخبررو قادة الحوثيين
غدا الأحد إجازة رسمية
فرنسا تسقط البرتغال بركلات الترجيح وتبلغ نصف نهائي كأس أوروبا
حزب الله يشعل الحرب و يهاجم بالمسيرات موقعا للاحتلال.. الجيش الإسرائيلي يعلن الرد على بلدات بجنوب لبنان
السعودية تعلن منح الجنسية لعدد من أصحاب هذه التخصصات ومن بلدان عدة
حماس تعلن موقفها النهائي من مقترح أميركي لإجراء محادثات إطلاق الرهائن الإسرائيليين
في يومه الأول من انتصاره التاريخي .. رئيس حكومة بريطانيا يوقف خطة ترحيل اللاجئين
من هو مسعود بزشكيان رئيس إيران الجديد؟
دلالات فضيحة المنح الدراسية تتعدى كونها قضية فساد اظهرت رأس جبل الجليد من ممارسات لوبي منظم ضرب في ثمان سنوات مفاصل الدولة، وخلخل اسس الشرعية، الى دلالات ابعد تتعلق بمفهوم الوطنية، والانتهازية في استغلال الظرف التاريخي المهيمن على الوطن والشعب.
في جانب غير قليل من تلك المعضلة يتجلى بكل لؤم غياب الحس الوطني، وتغليب المصالح الذاتية والشخصية، لتصبح المعادلة، الولاء الوطني في مقابل المكاسب، ولسان حال بعضهم: اعطوني لاكون وطنيا وإلا فخياراتي مفتوحة على ارتباطات اخرى ستحقق تلك المصالح وتتماشى من اهدافي وليذهب الوطن ومصلحته إلى الجحيم.
في ثمان سنوات من عمر الوطن، وفي لحظة تاريخية تراهن فيها الاوطان على ابناءها، كان عنوان المرحلة توزيع المناصب على قاعدة المؤلفة قلوبهم، وخضوع الدولة لابتزاز نخب كارثية لم تكتفي انها كانت رأس حربة السقوط، والعامل الابرز لتسليم الدولة لعصابة تسللت من شقوق المناكفات، وفراغات الوطنية، وتصفية الحسابات، بل رأت في ضعف وطن ومعاناة شعب، فرصة اخرى للنهب والسيطرة على مقدراته المنعدمة تقريبا، في سلوك لا ينتمي لوطنية، ولا يدل على خلق او مروءة.
الكارثة أن هذا السلوك، الذي يشكل اسوأ انواع الخيانة، اصبح في عرف هؤلاء المتاجرين بآلام الوطن، حقا مشروعا ومكتسبا، بل ونوع من الشطارة والرجولة، يدلل على ذلك التفاخر الاثم، والدفاع الفاجر من مسؤولين ازكمت الانوف فضائحهم، وانتنت المجالس بالحديث عن فسادهم ولصوصيتهم. في زمن الحروب وظروف الضعف التي تمر بها الاوطان، تظهر معادن الرجال، وتتجلى قيم الوطنية ونكران الذات، وتعلو فيها المصلحة العليا على كل المصالح الصغيرة، ويسجل التاريخ ملاحم التضحية وضروب الوفاء، والتنافس الحميم لرد جميل الأرض كحق اسمى واعلى، وفي بلادنا اثخنت النخب في جراح الوطن، واستغلت ظروف المواجهة، لتحقق لنفسها وعائلاتها المكاسب والاثراء الحرام، واوجدت المبررات لتشارك، باخلاق الشياطين في تعميق آلام وطن خاب ظنه في بعض ابناءه، وشعب تكالبت عليه جرائم العنصرية وانتهازية فاقدي الضمير. التاريخ لا يرحم، وشعبنا اليمني حي لا يغفل ولا ينسى، وجرائم الفساد لا تلبث ان تظهر عاجلا او اجلا، ولحظة القصاص والعدالة آتية لا محالة، ومن ظن انه افلت بقوت الشعب وحقوقه، يغيب عنه انه مهما طالت الايام فستعود الدولة وستكشف الاوراق وتسترد الحقوق.
والى مجلسنا الرئاسي الموقر، معركتكم مع الفساد هي المعركة الاقدس, وثقة الناس بكم مرهونة بالتصحيح اليوم وليس غدا، وصدق توجهاتكم يحدده موقفكم من هذا الملف، وتخلصكم من رموز الانتهازية ولصوص الاوطان، وتجار المبادئ، ومعركتكم لاستعادة الدولة شرط تحققها التطهير بلا تاخير، ومن العبث ان يستعين الوطن في نصرته، على انتهازي، او بائع ضمير، او منعدم وطنية، فاللصوص والخونة ومستغلوا الظروف لا تنتصر بهم معركة ولا يحقق بهم هدف نبيل.
وفي الاخير: ما يفرض التعميم في ملف الفساد هو حجمه الهائل الذي لايزال جله لم يجد الوسيلة لنشره، والتخادم الواضح لهذا اللوبي المسيطر على كيان الدولة ومؤسساتها، وليست الخارجية والتعليم والمؤسسة العسكرية والاعلام، الا نموذج صغير منها، وبالتأكيد فنحن لا ننفي بحال وجود شخصيات واقيال يمانيون، تحمل هم الوطن، وتعتنق الوطنية فكرا وسلوكا، القليل منهم في هيكل الدولة، وغالبيتهم خارجه، لم يرهنوا مواقفهم لوظيفة اومنحة او محنة، ولم تبدل مبادئهم اقصاء او تهميش، فهم ذخر الوطن وامله الذي يبقيه على قيد الحياة، وذخيرته التي ستصنع مستقبله، وذراع مجلس القيادة الرئاسي إذا صدق في احداث التغيير وانجاز الانتصار المنشود.