مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة: الحوثيون يجندون عشرات الآلاف من الأطفال ويرسلونهم لجبهات الحرب وغيروا المناهج الدراسية وغرسوا التطرف فيها الاجهزة الأمنية بمحافظة المهرة تضبط مواد تدخل في الصناعات العسكرية رئيس الأركان الإسرائيلي يكشف عن خطوات عسكرية للهجوم على دولة عربية قوات المجلس الانتقالي تختطف موظفا بالدائرة المالية برئاسة الوزراء بمدينة عدن السفارة الأمريكية في اليمن توجه طلبا للحوثيين وسفيرها يعلن تعهدا مقتل ناشطة أمريكية برصاص الإحتلال الإسرائيلي.. وحماس تدين في غياب ميسي.. الأرجنتين تقسوا على تشيلي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم رونالدو يعانق الهدف رقم 900 منظمة أممية تطلق نداء عاجلا لتوفير أكثر من 13 مليون دولار لإغاثة 50 ألف أسرة في اليمن تقرير يتحدث عن اليد الخفية لإيران التي تساعد الحوثيين في استهداف السفن التجارية
تتزاحم المشاهد الأخيرة لـ»صالح« وهو طريد الثوار اليمنين،، كانت المشاهد مروعة.. شباب في عز أعمارهم تتدلى جثثهم في أيام الثورة دون أدني رحمة ،ومن نفس الكأس يشرب جلادهم بعد أكثر من32 سنة من القبضة الحديدية، وسرقة المال العام وتبديده دون أن يكون لسلطته محاسب أو مراقب يمكنه ردعه عند الطغيان، فكان طغياناً بدون حدود. كانت حالة »صالح« في نهايته مختلفة عن محطات حياته السابقة، من إبن(تعز)التي أحسنت تربيتهُ فأحسن ردَّ الجميل لها,، إلى ضابط صغير مغمور،, إلى معتد بنفسه إلى حد تضخمت فيه »الأنا« لديه، وأصبح مريضاً بجنون العظمة. لقد مرَّ »صالح« بمراحل كثيرة في حياته، لكن خروجه عبر صناديق ألإقتراع التي أشغلنا بها طوال فترة حُكمه ستكون أكثر تعلقاً بالأذهان,, كان المشهد يدور حول عبارة يرددها اليمنيون، وربما جميع العرب: »يا قاتل الروح فين تروح«. إنه درس للطغاة، وللذين يعتقدون أنهم مختلفون، ولكنهم بذلك يمهدون لمصير أكثر سوءاً، »مصر ليست تونس«، و»ليبيا ليست مصر وتونس..اليمن ليست تونس ومصر وليبيا وهكذا«، ولكن التاريخ والواقع يعلمنا أنه كلما زادت جرعة البطش بشعب ينتفض، كانت نهاية الطاغية أكثر سوءاً. هل اختار »صالح« نهايته؟ هناك الكثير من السياسيين، وغيرهم، ممن أكدوا أن »صالح« يعيش عالمه الخاص، وهو عالم »الأنا المتضخمة«، و»هوس السلطة«.. فهو يعتقد بأن شعبيته تفوق شعبية معارضيه والخارجين عليه، لكنه لفرط تمسكه بالسلطة لا يرغب في وضع هذا الاعتقاد موضع الاختبار، فطالما اعتبر نفسه خصماً وحكماً، فإنه يضع تلك المقولة المتهافتة التي تعلي من ألوهية الهوى »لا تجرب الرب إلهك« فوق كل اعتبار آخر.. لذلك ظل »صالح« طيلة ما يزيد على إحدي عشر شهراً يدعو »الشعب اليمني« لمواجهة التحدي بالتحدي! لم يتوقف »صالح« حتى في آخر أيامه وقد وقَّع علي المبادرة الخليجية عن الدعوة لمسيرات مليونية,,، فـ»صالح« لم يكن يستمد مواقفه من الواقع، وإنما ككثير من السلاطين في البلاد العربية من عالمه الخاص، الذي يغذيه ممن هم حوله ومستفيدون من ثروات الشعب، كانت»ماري طوانيت« في فرنسا، والشاه »رضا بهلوي« في إيران، والقيصر الروسي، وسفاح رومانيا »تشاوسيسكو«، و»دراكولا« البلقان، »سلوبودان ميلوشيفيتش«.. هكذا يعيشون في عالمهم الخاص، وهو ما ينطبق أيضاً على»بشار الأسد« في سورية. تضخم الشخصية، والعيش في »عالم خاص«، مرده الغرور الذي أخرج إبليس من الجنة. الأمم أطول أعماراً من طغاتها رحل »صالح« غير مأسوف عليه، تاركاً اليمن مثقلة بالآلام، بالدماء والدموع، ونهباً لأطماع الداخل والخارج، ترك خلفه أكثر من ألف وخمسمائة شهيد، لكن ذلك لن يضعف الشعب اليمني بل سيقويه، فالكلمات كما يقول سيد قطب، تبقى عرائس من الشمع، فإذا بذلت الأرواح في سبيلها دبت فيها الحياة.. قتل ألفاً أو نحو ذلك أو أكثر من ذلك، ولكن الشعب اليمني لم يفقد حيويته، ولم يشرف على الانقراض، فالضربة التي لا تقسم الظهر تقويه كما قال شيخ المجاهدين عمر المختار يرحمه الله.. لكن خوره أمام القوى الغربية ولا سيما أمريكا، وتسليمه سكاكين مطبخه، كما قيل،, في محاولة لإرضائهم ، انتهى »صالح« وبرحيله تطوى صفحة سوداء من تاريخ اليمن ،وأول ما يجب أن نتفطَّن إليه هو عدم السماح بأن يكون رحيل »صالح« ذريعة لتصفية حسابات ،، وعزل أناس بعينهم، ومن ذلك تحاشي الخصومات، والانشقاقات ويجب علينا أن نُضهــر روحاً عالية، تكون مضرب الأمثال في الأخوة والفدائية وجهاد النفس.