آخر الاخبار

مظاهرة حاشدة في أبين تطالب بالكشف عن مصير عشال والمخفيين قسراً، وضبط الجناة وتحدد مهلة 30 يوما لانسحاب اي قوات من غير أبناء المحافظة 3 دول عربية عظمى ودول أخرى تصدر بيانا جديدا بشأن المعابر في السودان.. تفاصيل حاسمة عاجل: اللواء سلطان العرادة يتوعد المخربين ويعلن: سندافع عن هذه الارض وسنقاتل القريب والبعيد للحفاظ عليها... وقبائل مارب تعلن دعمها لتحركات الدولة في حماية المنشات النفطية مواعيد مباريات وترتيب برشلونة في دوري أبطال أوروبا 2024 والقنوات الناقلة لم تكن في الحسبان… نجم برشلونة يتفوق على مبابي في رقم قياسي جديد تطورات جديدة بشأن مصير محمد صلاح مع ليفربول وموعد خروجة خبر سيء لريال مدريد .. ليفربول يعلن موعد تجديد عقد أرنولد ''البيضاء بين القتل والحصار''.. تقرير حديث يوثق آلاف الجرائم والانتهاكات الحوثية في المحافظة منذ 2015 قرار جديد في عدن يستهدف محطات الغاز المخالفة بتوجيهات العليمي.. ادارة نادي الصقر بتعز تتسلم مقر وملعب النادي وهذا ما قاله شوقي هائل سعيد

الشيخ عائض القرني يعشق الموسيقار الألماني بتهوفن
بقلم/ بندر السليمان
نشر منذ: 14 سنة و 7 أشهر و 12 يوماً
الأحد 24 يناير-كانون الثاني 2010 08:29 م

في حوار له مؤخراً على قناة قطر، أظهر الشيخ عائض القرني شخصيته الجديدة ورغبته في أن يراه الناس بصورة مختلفة. فعلى الرغم من كل محاولات المذيع المتشدد سحب الداعية القرني إلى شخصيته التسعينية المصحونة والمسيسة؛ بطرحه أسئلة عليه ملغمة ومستفزة، إلا أن الشيخ القرني أصر على أن يبقى على شخصيته الأليفة المروحنة والمتسامحة.

منذ سنوات وعائض القرني يسعى الى بناء مثل هذه الشخصية التي تنفصل بشكل كامل عن إرثه القديم. فهو يسعى "بجدارة لأن يكون شيخاً ليبرالياً جديدا مشابها تماما لصديقه الشيخ سلمان العودة الذي تلبرل بالكامل".. كما يقول أحد المعلقين على تحولات الشيخ القرني الجديدة.

في الواقع إن تحولات القرني لم تبدُ أكثر وضوحاً إلا في الأعوام الأخيرة، وظلت في البداية مترددة خجولة، ولكنه الآن بات أكثر تصريحاً بها، وحتى أشد جرأة في التعبير عنها. فبعد رأيه الذي تراجع عنه عن تأييده لقيادة المرأة للسيارة، وغضبه على الصحافة التي قالت مرة إنها التقت مخرجة سعودية في بيته، إلا أن هذه الأحداث تظل أشياء هامشية على انعطافته الجديدة.

في العام الماضي ثار عليه كبار العلماء في السعودية، ومن بينهم مفتي السعودية شخصياً، بعد تعاونه مع المطرب الشهير محمد عبده. وقد قال القرني بدون أن يصرح: إن من يحاربونه فاشلون ويغارون من نجاحه. وأشار إلى أنه يريد من خلال ذلك العمل أن يوصل الروابط المقطوعة بين شرائح المجتمع السعودي. وهو يقصد بذلك المطربين أكثر الشرائح الاجتماعية المكروهة والمفسقة من قبل رجال الدين.

القرني أيضا أظهر روحاً وعظية مرنة وظريفة في برامجه التلفزيونية. وكذلك نحا خطابه منحًى نقدياً واضحاً من مهاجمة الآخر إلى مهاجمة الذات ونقدها. وبعد سنوات من الشعاراتية الجذابة، بدا القرني أكثر واقعية وهدوءاً. بل صرح بحبه الكبير لفرنسا والفرنسيين في مقالات شهيرة، امتدح فيها الثقافة الغربية ورجالها.

وفي مقالاته التي ينشرها باستمرار في جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية، كتب القرني كثيرا من المقالات الجميلة بحق، تدعو إلى التسامح والأخوة الإنسانية بطريقة لا تختلف كثيراً عن الطريقة التي اشتهر بها تركي الحمد في مقالاته في ذات الجريدة.

واليوم عبّر الشيخ القرني عن حبه بطريقة خاطفة للموسيقار الشهير "بيتهوفن" عادًّا إياه واحدًا من العظماء الذين لم تعقهم إعاقتهم عن إبداعهم. هذه الإشارة الخاطفة تعني الكثير في بلد لم يصرح أحد فيه من المشائخ أنه يستمع حتى لنغمات الموسيقا في جواله الخاص، فكيف باعتبار واحد ممن بث الموسيقا في أرجاء العالم كأحد العظماء، كما يرى هذا الداعية المتشدد سابقاً!

ولكن المقربين من القرني يدركون أنه شخصية معجونة بالفن بالكامل، وأن ما قاله وألمح إليه، لا يعدو أن يكون رأس جبل الجليد فقط. وحسب ما يقول أحد المحبين للشيخ القرني:" القرني شخصية فنية، ولا يمكنه إنكار ذلك حتى لو ادّعى العكس. سيظهر ذلك عاجلاً أم آجلاً، ولكنه فقط يريد أن يتحكم بهذا التفجر الداخلي، وربما لا يقدر على ذلك".

تروحُن وتسامح الشيخ القرني الجديد أغضب أنصاره القدماء المتعصبين، لكن يبدو أنه لم يعد يهمه مثل هذا الجمهور البسيط في ظل شهرته التي يحققها على مستوى العرب جميعاً. فكتابه "لا تحزن" يكاد يكون موجودا في كل بيت، حتى قيل إن الرئيس صدام حسين قرأه قبل إعدامه بشهور. ولكن من جهة أخرى فإن هناك طائفة الليبراليين السعوديين تشكك بصدق تحوله وميوله؛ مشيرين إلى أن القرني لم يقدم أي اعتذار واعتراف عن مرحلته القديمة التي تعدت إطاره الشخصي.

ويشير بعض مخوّني الشيخ القرني، الى أنه فقط يندفع مع الرياح السياسية السعودية الجديدة، الداعية الى التغيير والانفتاح، وليس صادقاً في صميمه. وفي الواقع أن القرني لم يقدم أصغر نقد للصحوة وجرائمها، الأمر الذي يعتبر دليلاً محرجا على عدم تطليقه تلك العقيدة البغيضة. وهذه ذات التهمة التي تحاصر الداعية العودة أيضاً. فتركُ الباب نصف مغلق يعد سياسة غير مريحة. تبث الأمل في قلوب المتشددين والتوجس في قلوب الليبراليين.

ولكن هناك طائفة من الليبراليين أكثر برجماتية وأقل نكداً، تقول ببساطة: عفا الله عما سلف، وتسعد لأن يشاركها عائض القرني حبها لبتهوفن ومحمد عبده، على ألاّ يعود إلى إصدار الفتاوى العنيفة من جديد.