أميرة قطرية تتحكم بأكبر محفظة نقدية في العالم
بقلم/ مأرب برس - العرب
نشر منذ: 11 سنة و أسبوع و 4 أيام
الإثنين 28 أكتوبر-تشرين الأول 2013 04:08 م

 

وغيرهم كثير من الأسماء اللامعة في عالم الفن التشكيلي العالمي، بدأت تتحوّل وجهتها التقليدية من "اللوفر" والمتروبوليتان"، ومتحف "الفنون المعاصرة"، إلى متاحف إمارة قطر وقصورها.

أميرة شابة تقف وراء اكتساح قطر لمزادات "كريستيز" و"سوذبي" ورفع أسهم بورصة الفن العالمي إلى أرقام خيالية.. هي الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، ورئيسة مجلس أمناء هيئة متاحف قطر.

هذا الشغف باقتناء الروائع الفنية العالمية توّج الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني بلقب أقوى شخصية في عالم الفنون التشكيلية. وهذا اللقب قلّدته مجلة "آرت ريفيو" ابنة أمير قطر السابق ورئيسة مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، بعد أن قامت بلادها بعمليات شراء واسعة النطاق من المزادات والمقتنيات الخاصة لملء متحفها.

اختيرت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، ابنة أمير قطر السابق، أقوى شخصية في عالم الفنون التشكيلية بعد أن قامت بعمليات شراء واسعة النطاق من المزادات والمقتنيات الخاصة لملء متاحف قطر.وتصدرت الشيخة المياسة القائمة السنوية التي تضعها مجلة 'آرت ريفيو" لأقوى مئة شخصية وهذه هي السنة الثانية على التوالي التي تحتل فيها امرأة المركز الأول.

اختيرت الشيخة المياسة، التي تلقت تعليمها في الولايات المتحدة، حسب المجلة، "نظرا لقدرة مؤسستها الهائلة على الشراء والرغبة في انفاق ما يقدر بنحو مليار دولار سنويا للحصول على أبرز الأعمال الفنية لمتاحف الدوحة."

ونسبت إلى رئيس تحرير المجلة، مارك رابولت، قوله إن "الأرقام تتحدّث بنفسها بالنسبة إلى القوة الشرائية للشيخة المياسة وما تعنيه لسوق الفن المعاصر".

قطر أكبر مشتر للوحات

تتولى الشيخة مياسة آل ثاني، 30 عاما، منصب رئيس هيئة متاحف قطر، وتسعى في إطار السياسة "التوسيعية" الفكرية إلى شراء أكثر ما يمكن من فنون العالم وابداعاته، في مساعي لاحتلال موقع مرموق في الساحة الفنية العالمية وخلق مناخ ثقافي في الإمارة النفطية "حديثة العهد" نسبيا.

ويعتقد على نطاق واسع أن هيئة متاحف قطر كانت وراء صفقة قيمتها 250 مليون دولار لشراء لوحة للفنان الفرنسي بول سيزان لاعبو الورق».

ولم يكشف رسميا عن تفاصيل الصفقة التي تمت عام 2011 لكن ثمن اللوحة كان تقريبا ضعف الرقم القياسي السابق للوحة.

ووضعت هذه الصفقة هيئة متاحف قطر في مصاف المتاحف الدولية الكبرى التي تقتني هذه المجموعة من أعمال سيزان المكونة من خمس لوحات وهي متحف "اورساي" في باريس و"المتروبوليتان" في نيويورك ومتحف"كورتولد" في لندن ومؤسسة بارنز في فيلادلفيا. ومولت إدارة المتحف القطرية العام الماضي معرضا للفنان داميان هيرست في متحف الفن المعاصر في لندن جذب 463 ألف زائر، قبل أن ينتقل إلى الدوحة.

يشكل المشترون القطريون 25 في المئة من إجمالي سوق الأعمال الفنية في الشرق الأوسط، التي يصل حجمها إلى 11 مليار دولار.

وكانت الشيخة المياسة احتلت الموقع الـ90 في قائمة الأكثر تأثيرا في مجال الفنون في العام 2011، ثم قفزت إلى المرتبة الـ11 في العام الماضي، قبل أن تحتل الموقع الأول هذا العام متقدمة على أسماء كبيرة في هذا المجال مثل القيم على المعارض الألماني دافيد تسفيرنر.

جيل جديد

تخرجت الشيخة المياسة من جامعة دوق في الولايات المتحدة الأميركية في عام 2005، وتحمل شهادة بكالوريوس في العلوم السياسية والأدب.

خلال دراستها في الجامعة، شغلت منصب نائب رئيس المؤسسة العالمية، ونائب رئيس مؤسسة حوار (مؤسسة تروج للحوار السياسي)، ومبعوثة إلى مؤتمر نموذج الأمم المتحدة لطلاب المدارس والجامعات 2001 – 2002. درست في 2003 – 2004 في جامعة باريس 1، بانثيون – السوربون، وفي معهد الدراسات السياسية في باريس (المعروف بالعلوم السياسية).

أمضت عام 2002 بالعمل في المقر الرئيسي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (الأونيسكو).

اسم مؤثّر في سوق الفنون العالمية

المياسة هي البنت الكبرى للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من زوجته الشيخة موزة المسند؛ وهي من مواليد 1982، تخرجت في جامعة ديوك بكارولاينا الشمالية بالولايات المتحدة عام 2005 حيث درست السياسة والأدب كما درست السياسة في جامعة السوربون بفرنسا خلال الفترة ما بين عامي 2003-2004.تشغل حاليا منصب رئيس المؤسسة القطرية الخيرية نحو آسيا "روتا"، وهي مؤسسة تهدف إلي مساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية التي تحدث في آسيا، كما أنها ترأس المؤسسة الوطنية للمتاحف بقطر، إضافة إلي مشاركتها مع والدتها في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وبناء المجتمع. وكرست المياسة جهودها في العمل الخيري والإنساني الذي فضلته عن العمل السياسي، حيث عملت في عام 2003 بمؤسسة الهلال الأحمر القطري لجمع الأموال للملابس والتجهيزات المدرسية لأطفال العراق بين عامي 2000 و2001 وهي متزوجة من الشيخ جاسم بن عبد العزيز آل ثان منذ يناير 2006 ولها منه ولدان هما محمد وحمد.

ينظر إلى الأميرة القطرية، التي تم اختيارها ضمن أفضل 25 قيادة شابة على مستوى الشرق الأوسط لعام 2007، و250 على مستوى العالم، على أنها نموذج للجيل الشبابي الواعد في قطر، والذي من الممكن أن يقود ثورة التغيير، في هذه الدولة "التي تبدو هشة ظاهريا، لكنها تمثل تهديدا للكل"، على حد وصف الصحفيين الفرنسيين المختصين في شؤون الشرق الأوسط: هما كريستيان تشيسنو وجورج مالبرونو.

في كتابهما المثير للجدل، "قطر .. أسرار الخزينة"، جاء تشيسنو ومالبرونو على ذكر الشيخة الميّاسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، من زوجته الشيخة موزة المسند. في حديثهما عن الصراعات التي بين أجيال عائلة «آل ثاني» وبين أبناء أمير قطر أنفسهم.

ويقول الصحفيان في هذا السياق إن "هناك مساحة شاسعة تفصل بين الشيخة مياسة مثلا، التي تسبق زوجها في الظهور، وبين أي أمير آخر لا يظهر زوجته أبدا إلى النور! هناك أيضا صراع أجيال في قلب العائلة؛ الأمراء الشباب مثل الشيخة مياسة تلقوا دراستهم في الخارج، واكتسبوا أساليب العالم في التفكير والتحرك، وهم بالطبع أكثر انفتاحا بكثير من الآخرين.

باختصار، إنه لا يمكن استبعاد حدوث مواجهة في المستقبل القريب بين جيل الأمير تميم، هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 28 و35 عاماً، ونجحوا في انتزاع حق تنظيم كأس العالم، وبين من يطلق عليهم جناح (المسنين) في العائلة".

وقد نقل عن البنت الكبرى للشيخة موزة، والتي وصفت بأنها الذراع اليمنى لسيدة قطر الأولى السابقة، انتقادها لنظام الحكم في بلادها مشيرة إلى أنه "نظام استبدادي"، وأن قطر "لم تتحول إلى دولة ليبرالية" وهي "ما زالت بعيدة عن الديموقراطية".

ولم تبد الأميرة الشابة، المهتمّة بالفنون، طموحا كبيرا في مجال السياسة، على خلاف أميرات أخريات من "آل ثاني".

ويحسب للشيخة المياسة آل ثاني اهتمامها بتطوير مجال الفنون في إمارة قطر، حتى ولو كان من خلال السيطرة على السوق العالمية وعقد صفقات خيالية مثيرة للجدل؛ وهذا الاهتمام يتجلى في إحدى رؤاه في متحف الفن الإسلامي، وهو المشروع الذي تم إنجازه تحت مظلة هيئة متاحف قطر والذي يجسد رؤية الأميرة الشابة الأشمل في ربط الماضي بالحاضر وربط الشرق بالغرب.