الشيخ/ الزنداني:من يستهدفون مصالح دول أجنبية يعطونها ذريعة لاحتلال البلاد
بقلم/ مأرب برس - متابعات
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و يومين
الثلاثاء 24 إبريل-نيسان 2012 05:15 م
 
 

عبر الشيخ عبدالمجيد الزنداني – رئيس هيئة علماء اليمن- عن استيائه واستنكاره الشديدين لانتشار أعمال العنف والقتل من قبل الجماعات المسلحة في المناطق المتفرقة من اليمن والاعتداء على المواطنين وأفراد الجيش والأمن ومؤسسات الدولة والمصالح العامة ومصالح الدول الأخرى.

وقال رئيس جامعة الإيمان – في حوار مطول مع صحيفة "أخبار اليوملا يجوز حمل السلاح على أبناء الشعب ولا يجوز قتل المسلم، فالمسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، مستشهداً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "من حمل علينا السلاح ليس منا".. داعياً الدولة والحكومة إلى ضرورة التحاور مع كافة القوى والجماعات شريطة أن يقوم هذا الحوار على أسس واضحة أبرزها الامتناع عن حمل السلاح.

نص الحوار

* نظام صالح فتح الباب لمن يحمل السلاح فقط:

 ابدأ معكم شيخ عبدالمجيد من قضية ملحة تفرض نفسها على الساحة اليمنية ألا وهي انتشار أعمال العنف والقتل من قبل جماعات مسلحة استباحت الأرض والعرض، وما يحدث في أبين وحجة وصعدة ماثل للعيان وغيرها من المناطق وتهجمت على المواطنين ومؤسسات الدولة، كيف تنظر إلى هذه الأعمال؟!

 عند ما تفشل الحكومة ويسود الاستبداد والظلم وتبدأ الانحرافات في عمل الدولة وأجهزتها يبدأ الشعب يضيق ويتألم ويعبر عن سخطه هذا بصورة مختلفة، فقد ترى بعض التعبير يكون عن طريق المظاهرات أو الاعتصامات، أو عن طريق الوقفات والاحتجاجات السلمية، لكن في بعض الأحيان تبالغ الدولة في مصادرة حق التعبير، أو حق الشكوى، أو حق الانتقاد وتضع من القوانين ما يجعل الناس لا يجدون طريقاً، وعند إذا يفتح الباب على مصراعيه لبعض التصرفات العنيفة والتي منها من يخرج ويحمل السلاح على المجتمع، كما هو حاصل الآن.. النظام الذي كنا نعيشه طوال 33 سنة كان يهتم بشخص الحاكم وكرسي الحكم وكما عبر هو، وسخر كل إمكانيات الدولة لهذا الغرض، وسخر الجيش والأمن وسخر الإعلام، بل تحكم في أعضاء مجلس النواب الذين يمثلون الشعب، فقام بتزوير الانتخابات حتى أصبح هؤلاء النواب أغلبية مريحة مع الحاكم.. فصدت الأبواب من كل اتجاه ففتح الباب لمن يحمل السلاح.

لا شك أن هذا خطأ، حمل السلاح على المجتمع وعلى الدولة وقتل الأنفس بغير حق وبغير أحكام شرعية صحيحة، لا شك أن هذه مصيبة كبيرة.. ففي ديننا أن المسلم الذي يعش في أمان الله وأمان رسوله هو كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه البخاري "من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله" ورأينا في بلادنا من يحمل السلاح، على أبناء الشعب المسلم، بأي حق؟ الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الذي رواه مسلم "من حمل علينا السلاح فليس منا"، وهذا أمر يجعل الإنسان في حزن شديد من أن تصل الأمور في بلادنا إلى هذا الحد".

* غياب المعالجات

وأكثر من ذلك ألا يوجد وسيلة أو طريقة لعلاج هذا الحال، فتزداد الأزمة تعاظماً ويزداد سفك الدماء انتشاراً.

الأمر الثاني: الجيش والأمن والسلطة الدولة ، التي واجبها أن تحمي هؤلاء المواطنين وأن تحمي الوطن في حدوده الخارجية والداخلية، وأن تحمي المواطن داخل هذا الوطن.. تصبح في بعض الأحيان جزءاً من العدوان، جزء يعتدي على الناس ويظلم ويقتل ويسفك ويستبيح الدماء، كما حدث في الآونة الأخيرة عندما خرج الناس لكي يعبروا عن احتجاجاتهم واعتصموا اعتصامات سلمية، وإذا بهؤلاء يواجهون بالقتل من قبل السلطة والجيش، وكما قال الرئيس السابق إن الحكام العرب يعدون الجيوش لحماية الكرسي وقمع الشعوب، فعند إذاً تتعاظم المشكلة الأمنية ويستباح سفك الدماء وتزداد المشكلة تعقيداً أكثر، فبعض الجهات ممن يحملون السلاح لا يكتفون أنهم يحملون السلاح ضد إخوانهم من أبناء الشعب المسلم وضد الدولة التي ينتمون إليها، بل يحملون السلاح ضد دولة أجنبية يعطونها ذريعة لتدخل في بلادنا عسكرياً وتصل لإحتلال بلادنا، فتزداد الأمور صعوبة، بل أن هناك من يرفع السلاح لفرض أشياء. تمزيق البلاد، انفصالها، ممارسة الظلم بكل أشكاله وصوره على هؤلاء المواطنين.. هذا هو ما يجري اليوم في ظاهره..

 الموقف الشرعي من هذا كله؟!

أنت تسأل عن موقفي منها والموقف الشرعي، أنا أقول تعالج الأسس، ويبدأ الناس يسيرون في الطريق الصحيح.. والطريق الصحيح لهذا هو أن تقوم الدولة برسم سياسة لعلاج الأمر.. كنا نشكوا من الدولة السابقة والرئيس السابق والأوضاع السابقة، الآن الحمدلله أنتخب الشعب باختياره وبدون تزوير رئيساً.. وهي بمثابة بيعة للرئيس، الآن البيعة إظهار الرضى والقبول بأن يكون في هذا المكان والسمع والطاعة له.. الشعب اليمني اليوم اجتمعت كلمته على هذا الرئيس الجديد، الذي تتوجه الانظار إليه لإصلاح الأمور.

 كيف يكون ذلك الإصلاح وكيف تحل مشكلة هذه الجماعات المسلحة؟

ـ أول شيء الحوار الذي رُفع شعاراً للدولة اليوم، وأن نتحاور مع الجميع، كي نرى مم يشتكون، إذا كنت تشتكي من شيء يعالج كما هو في المحافظات الجنوبية، نعالجها، إذا كان لديك شبهة ولديك فلسفة عوجاء، نناقش وتبحث معك..

 ثمة جماعات تبدأ استعدادها للمشاركة بالحوار ولكنها تمارس القتل بشكل يومي كما حاصل في زنجبار ولودر وصعدة وحجة؟

ـ يجب أن يكون هذا الأمر على وضوح كامل والشعب يكون على إطلاع كامل على ما فيه ومتابعاً لذلك، وأن يذهب للحوار المؤهلون الذين يستطيعون أن يتحاوروا، فقد حدث في زمن الصحابة رضوان الله عليهم، في زمن الإمام علي رضي الله عنه عندما خرج عليهم الخوارج، وحملوا السلاح على الصحابة وهم أفضل هذه الأمة، فماذا قال الإمام علي رضي الله عنه، قال: هؤلاء إخواننا بغوا علينا، وأرسل لهم من يحاورهم عبدالله بن عباس رضي الله عنه، وأخذ منهم جمعاً كبيراً حتى يعودوا إلى الطريق الصحيح، ثم بعد ذلك كان القتال مع من أبى..

أقول المسألة الأولى هي الحوار، فمن قبل الحوار فأهلاً وسهلاً، والذي أبى إلا أن يحمل السلاح فعلى الجميع حكومة وشعباً اتخاذ موقف موحد ضده، والدولة واجب عليها أن تحفظ الأمن والاستقرار في البلاد.. لكن علينا بالحوار أولاً، وإزالة الشبهات ونزع الإشكالات وعلاج الشكاوى.. وهذا ما يجب أن يتم أولاً..

الموضوع الثاني يجب أن يتم الاتفاق على أسس هي لا يجوز حمل السلاح على أبناء الشعب فهو حرام، لا يجوز لأي شخص أن يقتل مسلماً أبداً.. كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه؟

من حمل السلاح علينا فليس منا وهنا يجب أن يقال لمن تحاوره له هل أنت موافق على هذا ..

فلا يسعه إلا أن يقول أما: أنا موافق، وإذا قال: لست موافقاً أتخذ الناس منه موقفاً شعباً وحكومة، فهذه الحكومة والدولة أختارها الشعب، كنتم تشتكون من الدولة السابقة، الآن نحن في دولة جديدة، ورئيس جديد ووضع جديد، وحكومة تمد يدها لكم وتقول لكم تعالوا نتحاور معكم، تفضلوا تعالوا حاوروا..

نتمنى على الدول التي تبنت المبادرة وأليتها التنفيذية ان يساهموا في أن يوضحوا من الذي يعيق تنفيذ هذه المبادرة وقرارات الرئيس وان ينصحوه بأن يكف عن هذه العراقيل

لمَ تحاربون الجنود والضباط وتقتلونهم؟ لم تقتلون هؤلاء الذين هم من أبناء الشعب مكلفون بأوامر يأتون لتنفيذها.

وعند إذاً نسأل، فإن قبلوا ذلك، فهم منا ونحن منهم ولهم ما لليمنيين وعليهم ما على اليمنيين، وإذا قالوا لا نقاتل الحكومة نمتنع عن حمل السلاح على أخواننا وعلى الحكومة، يقال لهم بعد ذلك أنتم تقاتلون دول أخرى، وتستعدون دولاً أخرى من خلال الإعتداء على مصالحها، فهذه المصالح التي تعتدون عليها تدفع هذه الدول لتأتي اليمن وتقول سلموا لنا من يعتدون علينا، الذين خربوا بلادنا، فالحكومة والشعب ماذا يقول؟ نسلمهم لكم؟ فإذا قال لا أسلمهم لكم، قالت تلك الدولة إذاً هي الحرب بيننا وبينكم، وإذا بالشعب والحكومة والجيش يدخل في حرب مع قوى ودولة أجنبية، وقد جاء في كتاب الله الكريم أنه إذا كان هناك دول تعتدي على المسلمين في بلادها، تظلم المسلمين في بلادها، واستغاث المسلمون بنا فإن الله يقول عن هؤلاء المسلمين المستغيثين بإخوانهم من أهل الإسلام ((وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق)) والآن الدول بينها وبين بعضها مواثيق ومصالح مشتركة..

هذا يعني أن هذه الاعتداءات قد تسبب في تدخلات خارجية؟

ـ قطعاً، ليس تدخلات خارجية فقط، بل استعمار، إذا كنت أنت يأتي من يقتلك ويعلي عليك الحرب، ماذا تعمل؟ ستقاتله، فتقع البلاد في حرج.. هذا الكلام يجب أن يكون واضحاً، وهذا هو السقف الشرعي وخلاصة ما أقول لك" لا يجوز لمواطن ولا لمسلم في بلد مسلم يحكم بالإسلام ويحتكم إلى شرع الله جل وعلا، لا يجوز أن يحمل السلاح على أفراد الشعب، ولا على الجنود والضباط، ولا يجوز أن يُعتدي على دول بينها وبين المسلمين في هذه الدولة مواثيق وعهود، ولا يجوز الاعتداء على المستأمنين، فهو دخل مستأمن ما ذنبه، يجب أن يحمي هذا المستأمن.

امرأة كانت تأمن لمن شاءت من الكفار، والرسول صلى الله عليه وسلم ينفذ هذا التأمين فكيف هذا التأمين للذي جاء من دولة أخرى وهو واثقاً بك وآمن إليك..

لكن كل هذا لا يغني عن معالجة السبب، فإن كان السبب شرعياً، تصلح المخالفات وفق شرع الله وإن كان السبب وطنياً يجتمع أهل الحل والعقد وأهل الرأي ويعالج هذا السبب في سياقها الوطني والحوار سيوصلنا إلى النتيجة المطلوبة، لكن أن يختار طرف الاقتتال فهذا الكلام غير صحيح ومخالف لشرع الله..

* غياب العلماء عن معاناة الشعب من مصيبة الإعلام:

 أين أنتم كعلماء من المعاناة اليومية التي يأن منها الشعب مثل قطع الطرقات واستهداف الكهرباء، وارتفاع الأسعار؟

ـ هذا سؤال وجيه، لكن أحيله إلى وزارة الإعلام،ماذا فعلت من البرامج مع العلماء حول هذه القضايا، وأسأل الذين بيدهم الإعلام وإليكم التوجيه، لا نراهم يحفلون ويهتمون بأن يقوم العلماء بدورهم وأن يقوموا ببيان أحكام الله وشرعه، وهذا من الأمراض التي أصابتنا، لكن مع ذلك، فالعلماء لهم بيانات ومؤتمرات متعاقبة ومتتابعة يحذرون فيها من الاختلالات الأمنية ويحذرون من استباحة الدماء، ويحذرن من أي سبب قد يؤدي إلى هذه الاختلالات وإذا رجعت إلى بيانات العلماء السابقة منذ حوالي سنتين ستجد منهم من يتكلمون باستمرار عن هذا الموضوع ويتحدثون باستمرار عن علاج قضايا الفقر، وعن معالجة شكاوى الناس.

 دعني أكون صريحاً معك يا شيخ يؤخذ على العلماء غيابهم عن الحديث عن الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطن وظهورهم في الجانب السياسي بشكل أكبر؟

ـ هذا كله من مصيبة الإعلام، أول من تكلم عن الجرع العلماء، وأرسلوا وفداً للرئيس السابق إلى عدن، وقالوا له الناس يشكون من الجوع، والبؤس والفقر الذي وصلوا إليه، والناس يأكلون من "الزبالة" ويبحثون عن الطعام من بقايا وفضلات الأغنياء، فهذا شعب يجب أن تعمل شيء، فغضب لأنهم قالوا إنهم يأكلون من "الزبالة" وتكلموا وبينوا ونصحوا، وصدر في ذلك الوقت تعميم إلى الجيش، ما دخل الجيش؟ عندما قلنا يجب أن توقف الجرعات ويوقف الغلاء.

الحوار هو الطريق للاصلاحات في البلد، ومن قبل بالحوار فأهلاً وسهلاً، والذي أبا إلا أن يحمل السلاح فعلى الجميع اتخاذ موقف موحد ضده.

العلماء سيفاجئون الجميع بمعالجة الفقر:

 الغلاء والجرع سياسات أجنبية تتم برضى الحكومات؟!

ـ اريد أن أؤكد أن الوضع الاقتصادي كان يشغل العلماء، وهناك مؤتمر قادم لعلماء اليمن ومن أهم البحوث التي ستقدم فيه نظرات جديد لمعالجة حالات الفقر وسيتفاجأون بهذه النظرات التي تأتي من العلماء، وهذه الحلول هي حلول شرعية، إذا ما طبقت واستجيب لها فسوف لن يبقى فقير في اليمن إن شاء الله. هذا الغلاء والجرع ما هي إلا سياسات أجنبية تريد أن تفقر شعبنا، كما فعلت في كثير من الدول التي استجابت لها.

* حكام بلا كرامة.. اضطروا الشعوب لأن تثور:

 لكن العيب على الأنظمة والحكومة فيها ليست ملزمة بها!!.

ـ الدول قائمة والتعاون قائم فيها بين الدول وهيئة الأمم المتحدة و العلاقات الدولية قائمة على رضى الدول، وليس هناك إكراه، لأن الإكراه معناه حرب، لكن ماذا نفعل؟ فقدنا الاستقلال في قياداتنا، وحكامنا، والاستسلام أصبح عند حكامنا هو البديل للعزة والكرامة، فأوصلونا إلى حال أضطر الشعوب إلى أن تثور، فجاءت هذه الثورات في البلدان العربية.

 وهل بدأ يتحقق شيء من هذه العزة والكرامة التي يبحث عنها الشعوب بعد هذه الثورات العربية؟

ـ لم نر شيئاً يتحقق من هذا إلا في هذه الثورات التي يأمل عليها الشيء الكثير، ولذلك هم يحاولون احتوائها ووضع العقبات في طريقها، بل ويحاولون تصفيتها حتى لا تبقى ولا تستمر، لكن الشعب إن شاء الله إذا استمرت ثوراتهم وخاصة قياداتها، وفهمت مصالحها إن شاء الله نمضي إلى الأمام.

* الشباب فازوا ببرأة الاختراع:

 برأيكم ماذا تحقق لليمن بعد نجاح الثورة الشبابية الشعبية السلمية؟

ـ أنا كنت أول من قال للشباب إنهم يستحقون براءة اخترع، والآن أؤكد أنهم قد فازوا ببراءةالاختراع، من كان سيزحزح من فوق ظهور الناس حكم استمر 33 سنة وكمم الأفواه وزرالانتخابات وإرادة الشعب، وفعل ما فعل والجميع يعلم، هل كان يخطر ببال احد أن هؤلاء الحكام العرب الذي وصلوا إلى هذه الدرجة من الاستبداد والتسلط سوف تغيرهم الشعوب في شهور وإن كانت امتدت إلى سنة في اليمن فهي سنة واجهت 33 سنة من التسلط، وباستمرار هذه الأنظمة والله أعلم سننتقل إلى مرحلة التوريث.

 الثورة جاءت بإنجاز كبير؟

ـ لا شك أن هذه الثورة جاءت بإنجاز كبير أوقفت الحاكم المستبد عند حده.

 مبادرة الخليج.. جهود مشكورة:

هل لنا أن نعرف ما موقف الشيخ/ عبدالمجيد من التسوية السياسية التي تتم وفق المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية قرار مجلس الأمن 2014!.

ـ جزا الله إخواننا في الخليج خيراً على المبادرة الخليجية، فقد رأوا إلى أننا سنصل إلى قاتل ومقتول، كنا نناشدهم لا تتفرجوا علينا، تدخلوا، وأرتفعت أصوات بهذا، وكانت من أوائل هذه الاصوات أصوات العلماء، لما سمعنا أنهم اهتموا فرحنا بذلك فرحاً شديداً، ولكن يجب إلا يفهم هذا التدخل غلط، ويحاول أن يصور الموقف غلط سواء في الخليج أو مجلس الأمن، هم قدموا اقتراحات وتعبوا وبذلوا جهوداً عظيمة في فك الاشتباك والدماء والقتل ويشكرون على ذلك، ومن لا يشكر الناس لا يشكره الله، لكن لا يفهم خطأ أن من حق كل طرف أن يأتي بأفكاره الخاصة ومبادئه الخاصة به ويفرضها علينا، وإن كانت مخالفة للدين، ويقولون لنا هذه الأمم المتحدة.. على الجميع أن يدرك أن الأمم المتحدة، لا تتدخل في الشؤون الداخلية، وكذلك مجلس الأمن، وإخواننا في الخليج يعرفون ذلك وهم مسلمون ولسنا خائفين مما سيأتينا منهم، ولا يمكن أن يكونوا يوماً من الأيام ضد الإسلام، لذلك نؤكد على التجاوب مع كل هذه الدول، وهذا شيء عظيم وطيب، لكن لازم نفهم أسس التعامل مع هذه الدول.. أو أن يأتي أحد ويقول يجب أن يعلموا أشياء تخالف الشرع والإسلام وفقاً لقوانين المتحدة، فيجب أن تقول لهذا: كذاب فالأمم المتحدة، في قوانينها وقواعدها لا تفرض على أحد شيء من هذا الباب.

 هناك مؤتمر قادم لعلماء اليمن ستقدم فيه نظريات جديدة لمعالجة حالات الفقر ستفاجؤون بها، وهي حلول شرعية متى طُبقت فلن يبقى فقير في اليمن.

 أفهم أنكم تؤيدون المبادرة الخليجية وآليتها؟!

ـ جداً نؤيدها في أنها فضت عنا مشكلة ونقلتنا من حالة فضيعة، جاءتنا برئيس جديد يكفينا منها هذا، وذهب الذي كنا نشتكي منه واصطدمنا معه وأصبح يتربص بالشعب والشعب يتربص به، وقسم الجيش قسمين، وكان يريد أن يقسم الشعب قسمين، ولا أريد أن ذكر ذلك فقد أصبحت من الماضي.

هناك قلق في الداخل والخارج من تعثر المبادرة لوجود طرف معرقل ظهر جلياً في مواقف القيادات العسكرية التي تمردت على قرارات الرئيس فكيف تنظرون إلى هذه العراقيل؟

ـ هناك حل سريع، وهو أن الدول التي تبنت هذه المبادرة، وأصبحت مضرب مثل في العالم، ويقولون نريد أن يتم في سوريا ما تم في اليمن، ونقل التجربة اليمنية، نقول لهؤلاء الذين ساهموا في هذا الحل عليكم أن توضحوا من يعيق تنفيذ هذه المبادرة وانصحوه بأن يكف عن هذه العراقيل وانصحوه بما يستحق، وبما يحقق أن يتوقف عن أن يكون عائقاً وهذا هو الطريق السريع، وأظن الأجواء اليوم السياسية تسير في هذا الاتجاه، لكن الشعب له دوره والجيش له دوره ورئيس الجمهورية له دوره والقيادات والحكومة لها دورها..

ما هو دور الشعب؟!

ـ أما دور الشعب فيجب أن يشعر الحكومة "نحن معكم"، وأي واحد يتمرد كلنا ضده، ولو عرف المتمرد كان من كان أن الشعب كله سيقف في وجهه سيتكلم كلاماً آخر، ويتعامل تعاملاً آخر.. أما أن تبيع الناس ويشترون ذممهم، ويشترون دماء المسلمين ويتلاعبون بها من أجل أموال، فهذا كله نقص في إيماننا وضعف فيه ولا علاج لإزالة هذه العراقيل إلا اجتماع الشعب حول الحكومة والرئيس يداً واحدة ضد من يتلاعب.

 قبيل اندلاع الثورة الشبابية كان ثمة مخاطر كبيرة تتهدد الوحدة اليمنية البعض يرى اليوم أنها قد تلاشت بفعل هذه الثورة خاصة والمجتمع الدولي يؤكد على موقفه المؤيد للوحدة وأمن واستقرار اليمن كيف تقيمون ذلك؟

ـ أخطر المخاطر على الوحدة اليمنية أنها انتقلت بطريقة ماكرة.. بحيث أنها حولت القضية من الانتقاد على السلطة التي ظلمتهم ونهبت أراضيهم، وصادرت كثيراً من حقوقهم في بعض الامور، وسرحت كثيراً من الموظفين وهم لا يمتلكون إلا مصادر رزقهم تلك الوظيفة مع الدولة ومارست الفساد بكل صوره وأشكاله، فمن الذي فعل هذا الحكومة والنظام طبعاً؟ ومن مكر هؤلاء المعارضين أن ذهبوا للقول أنه ليس عدونا النظام بل عدونا الشعب، وحولوها شمالية جنوبية وتعبئة كراهية بين أبناء الشعب الواحد المسلم، وإيقاع البغضاء بالنميمة.

إبراهيم الوزير لفق قصة الفتوى المزعومة لتكفير اخواننا في الجنوب في 94 فلجأت للمحكمة حينها فحكمت المحكمة عليه بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ ومنع الصحيفة من الصدور ستة أشهر وغرامة مالية.

 ولكن هناك مؤشرات تثبت تورط النظام السابق في تغذية هذه الكراهية؟

ـ هم يعرفون ذلك، أنه هو النظام وحده أما الشمال فهو يئن مثلما يئن الجنوب، إلا أن درجات الأنين مختلفة، وإذا بالنغمة المناطقية تتصاعد "شمالي، جنوبي" سبحان الله ما ذنب هذا المواطن لا شارك في الظلم ولا هو آلة في ذلك الظلم، ولكننا فرحنا عندما قامت الثورة رأى الثوار في المحافظات الجنوبية أن أخوانهم في المحافظات الشمالية يعانون كما يعانون ويقتلون ما يقتلون، ويعاملون معاملة واحدة من قبل ذلك النظام وعرف الجميع أن هذا حال الشعب في الشمال والجنوب، فخفت هذه الروح العدائية التي غرسها هؤلاء والحمدلله عن طريق الثورة وأنكشفت الحقيقة للشعب في الجنوب أن إخوانكم في الشمال ليسوا اعداءاً لكم، بل هم يعانون مثل ما تعانون وبعضهم في بعض المناطق معاناتهم أكثر والحمدلله بدأت تخف تلك الروح العدائية والبغضاء التي غرسها هؤلاء الناس، وحب اليمنيين لوحدتهم لأنها عزة وقوة لهم، كيف نحن نطالب بوحدة العرب والمسلمين، اليوم الاتحاد الأوروبي كم جمع من القوميات والديانات والتحالفات الدولية الكبرى القائمة اليوم، وعلى الجميع أن يدرك أنه لا مكان اليوم للكيانات الهزيلة الضعيفة، إلا أن تكون ذليلة مستعبدة من قبل كيانات أكبر، لذا فإن عزتنا واستقرارنا هو في وحدتنا، ليس على مستوى اليمن فحسب بل على مستوى العرب والمسلمين وتمثل استقراراً للمنطقة والمجتمع الدولي.

 حل القضية الجنوبية؟

ـ موقف المجتمع الدولي من الوحدة وحل القضية الجنوبية هي مواقف إيجابية تعيننا كيمنيين لحل هذه القضية، ويجب أن نسأل هل نحن شعب واحد وديننا واحد ولغتنا واحدة وقبلتنا واحدة، فلا شيء يفرق بيننا، والنظام الذي كان يحاول أن يزرع الفرقة بممارساته الخاطئة انتهى وزال، نحن ضد الظلم بكل صوره وأشكاله إينما كان وضد النعرات الجاهلية والمناطقية التي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال: "ليس منا من دعا إلى عصبية" ومن مات على عصبية فقد مات ميتة جاهلية، أكانت هذه العصبية مناطقية أو قبلية أو حزبية أو طائفية، وهي منبوذة.

بالحديث عن الوحدة والجنوب يأتي ذكر أسم الشيخ الزنداني حول فتوى اطلقتموها في 94 لمواجهة قرار الانفصال، هل لكم أن توضح للشعب ما كان موقفكم حينه وما تم طرحه من قبلكم؟!

ـ كانت لي أشرطة توزع، ومن كان يوزع شريطاً من أشرطتي يسجن ستة أشهر، وكان أبناء الشعب اليمني في الجنوب يرون في أشرطتي ودعوتي التي أدعو بها، أمل ويسمعون صوتاً قوياً يدافع عن حقوقهم وينتصر لهم، ولذلك درسوا كيف نفعل مع هذا ، وهؤلاء هم من كانوا يريدون بقاء الأوضاع على ما هي عليه، والتي كان يشكو منها شعبنا في المحافظات الجنوبية.. فقالوا هذا الشمالي الذي يجد حباً وتعاطفاً من أبناء الجنوب يجب أن نشوه صورته، هي أن نكذب عليه كذبة توصلنا إلى النتيجة المطلوبة لهم.

 دور إبراهيم بن علي الوزير في الفتوى المزعومة للشيخ الزنداني؟

ـ قصة هذه الفتوى المزعومة أن إبراهيم بن علي الوزير كان بيننا وبينه احتكاكات في قضايا فكرية وسياسية، وكان يريد منا شيء معلوماً، من الحركة الإسلامية في اليمن، ثم عرض الأمر على الحركة ولم توافق على مطلبه، فتحول إلى عداء وعداء شخصي، فلما أنتخبت عضواً في مجلس الرئاسة، رأها شيء كبير، فأراد أن يدس سماً ناقعاً بيني وبين أخواني في المحافظات الجنوبية، لأنه عندما أعلن الانفصال كنت من أنصار الوحدة وكنت عضواً في مجلس الرئاسة، فماذا فعل هو، قال الزنداني يكفر أبناء الجنوب في فتوى نشرتها صحيفة المانية، فقلت في نفسي وهل أنا أفتي للشعب الألماني، وهل الشعب الألماني مفتي لكنه أراد أن يفعل ذلك لكي لا يمسك ولا يتابع، وذكر صحيفة ألمانية، ولكي يوثق هذا قال وقد نشرت هذه الفتوى صحيفة الحياة اللندنية في عددها كذا وصفحة كذا، ومن خلال هذا الافتراء عمل فرية توحي للسامع والقارئ بأنها حقائق، واستجلب عوامل تأييدها في الخارج كي يصعب متابعتها حينها كنت في مجلس الرئاسة وقلت والله لن استعمل السلطة أبداً، وأنا وهو إلى المحكمة، فدارت المحاكمة بيني وبينه سنة، بعد أن قدمت الصحيفة التي استشهد بها إبراهيم الوزير للمحكمة ولم يكن يوجد فيها تلك المزاعم التي قالها عليَّ وقد طلبت من بعض الأخوة في السعودية صحيفة الحياة وذلك العدد وقرأته من أول كلمة إلى آخر كلمة في الصحيفة لم يوجد شيء مما ذكر ولا حتى اسمي، تم تقديمها للمحكمة فحكمت المحكمة عليه وأمرت بسجنه ستة أشهر مع وقف التنفيذ لمن أمر بنشر تلك الأكاذيب وتم منع الصحيفة ستة أشهر من الصدور وغرامة مالية، وألزمت بنشر نص الحكم وأن يقدم اعتذار، وفعلت الصحيفة ذلك.

وفي وقتها كان يفترض على من نشروا هذه الأكذوبة في الصحف الأخرى أن ينشروا نص الحكم، وأنا أدعوكم لنشر هذا الحكم في صحيفتكم.. كي تفضحوا هذا التزوير والكذب.

 السفير الأميركي أبدى مؤخراً مخاوفه من تواجد تيار تابع لكم داخل حزب الإصلاح ما هو تعليقكم على هذه المخاوف؟

ـ للأسف الشديد كان النظام في عهد علي عبدالله صالح، كان يتبنى سياسة التخويف مني والكذب والافتراء عليَّ، ليكون الأميركان أداة بيده تحجمنا من سعينا وعملنا، وأن نتحرك ضد أخطائه وما كان يمارسه، وعندنا وثيقة جاءت من الخارجية الأميركية تتحدث أن قضية الشيخ الزنداني ستعرض على مجلس الأمن، ويتساءل مندوب اليمن ماذا نرد على ما سيطرح أو ماذا نفعل، أو تعترض أو أريد جواباً لأن الموعد قد حدد فلم تفعل الحكومة شيء ولم تقول له حتى كذب هذا، بل أنه لم يحضر الجلسة كي لا يحرج، وقد جاء في حينه من كبار موظفي الخارجية وقال، عندما قدم اسمك إلى مجلس الأمن عرفت فرنسا ذلك وعرضت على الحكومة اليمنية رسمياً استعدادهم لاستخدام حق الفيتو ضد إدخال اسمك، ويريدون رأي الحكومة اليمنية، ومثل هذه الأمور لا تتم إلا عبر الرئيس السابق، وإلى يومنا هذا لم ترد الحكومة اليمنية على العرض الفرنسي، والشاهد أن أساليب الرئيس السابق هي هكذا يريد الناس أن يستسلموا له الذي لا يستطيع أن يشتريه بالمال أو لا يستطيع أن يهدده بالاغتيال بالسلاح، يعمل له قضية مع الدولة، وصرح بهذا، وأنه أتفق مع الأميركان، مع كوندليز رايس عندما كانت وزير الخارجية الأميركية في عهد الرئيس بوش الابن، أن يعاونوه على الشخصيات التي لا يستطيع عليه، لكن اليوم نقول إنه جاء الوقت لكي يتم توضيح هذا وبيانه، لكن والحق يقال إن الرئيس السابق كان يقول ويعلن بنفسه، رئيس الوزراء ووزير الخارجية، كانوا يقولون في الفترة الأخيرة للحكومة الأميركية: الزنداني على استعداد أن يمثل أمام المحاكم اليمنية، فإذا كان لديكم أي دليل أو دعوى وبرهان عليه، سلموها لنا ونحن سنحاكمه، وهم يعلمون أن كل الأكاذيب التي تم الاعتماد عليها جاءت من الداخل ولا تصمد أمام المحاكم لا الداخلية ولا الخارجية، وإلى يومنا هذا لم يقدم للحكومة شيء رغم مرور خمس سنوات..

 تهم وزارة الخزانة الأميركية؟

ـ التهم التي نشرتها وزارة الخزانة الأميركية وقد تم الرد عليها، ومعظمها مقالات صحفية نشرت في صحف الحكومة وحزب المؤتمر الشعبي العام، يستدلون بها عليَّ المهم لعبة بين الحكومة والسلطات

أيام بوش وعلي عبدالله صالح

 بالعودة على العملية السياسية أو التسوية التي تتم، هناك من يطرح الآن على الشباب أن يخلوا الساحات هل تؤيدون هذا الطرح؟

ـ إذا سألتني هل يملك الشعب وسيلة فعالة تغير أوضاعه السيئة أفضل من طريقة الاعتصامات السلمية والمظاهرات السلمية أقول لك:

لا.. لا...لا، لا توجد لا عندنا ولاعند الشعوب العربية الأخرى.. وأثبتت الأيام أن هذه الطريقة السلمية للاعتصامات والمظاهرات أنها أسرع وسيلة لتغيير المنكر وإزالة الظلم، وعليه فنصيحتي لأبنائنا أن يحافظوا عليها.. مع استمرار المعتصمين في حياتهم المعتادة..

 ولكن كيف؟!

ـ ستقول كيف يكون معتصماً ويستمر في حياته الاعتيادية التي يكمل دراسته فيها ويرعى وظيفته فيها، ويمارس عمله؟ نقول: إن شاء الله إخواننا في مصر قدموا لنا نموذجاً في ذلك، طوال الأسبوع كل واحد يذهب إلى عمله، خميس وجمعة يعودون إلى مكان الاعتصام، ويصلون الجمعة، فإذا كان هناك منكر كبير، وخطر عظيم قالوا مليونية وإذا كانت مساءلة معتاده، دعوا إلى صلاة الجمعة وانصرفوا بعد ذلك إلى أعمالهم. ووجود مكان يتنفس فيه الناس الصعداء، ويتكلمون بما يريدون من الحق، فهذا مكسب عظيم في حياة الأمة، وقد حصلنا عليه ويجب عليهم أن يعضوا عليه بالتواجد ولا يفرطوا فيه ولا يتنازلوا عنه لأنه إذا فقدنا هذا ، كم نحتاج مرة ثانية كي نجمع الناس ونقدم تضحيات للحصول على مكان، ولن نتخلى عن شيء بين أيدينا، والرئيس عبدربه منصور هادي مع حبنا له وتقديرنا له وثقتنا به وحب الشعب له، لكن فمدة رئاسته سنتين، والله أعلم ماذا سيكون المستقبل؟

فيجب أن يبقى هذا الميدان ميداناً للشعب، صوت الشعب، صوت الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، صوت الشعب لقمع كل ظلم وفساد وانحراف، لذلك أنا ضد تصفية هذه الساحات، بل تبقى هذه الساحات ويعرفها الناس أنها ساحات اعتصام، والناس يذهبون إليها للصلاة يوم الجمعة وينطلقون لأداء أعمالهم، يدرسون ويقومون بوظائفهم وتجارتهم ومصالحهم.. ثم يصلون الجمعة القادمة.

 مؤخراً تم تشكيل حزب للسلفيين كيف تنظرون لهذا الأمر في الحركة السلفية؟

ـ السلفيون قوة إسلامية، ومدرسة إسلامية، موغلة في التاريخ، يعني ليست وليدة اليوم، لها تاريخها وعلمائها ورجالهم، ومدرسة من المدارس العظيمة، ولكن كان اشتغالهم في العصر الحاضر بعيداً عن أمور الناس العامة، والأخلاق والقيم والاقتصاد، المثل والسياسة، وكانوا بعيداً عن هذا، ويركزون على العقيدة والإيمان ونواقضه، أخيراً وجدوا أنه لا مفر لهم من أن يتحدثوا عن واقع الأمة وديننا يأمرنا بذلك، ومن لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، بدأوا يكونوا حزباً، وبدأوا ينظمون أنفسهم، ويعّرفوا بأنفسهم، فلما بدأوا يعرّفون بأنفسهم وجدوا استجابة سريعة وواسعة..

الأخوان في مصر لهم مدة ثمانين سنة، وهؤلاء مدة ظهورهم، عشرين أو 25 سنة تقريباً، وجاءوا بهذا الترتيب بسرعة والقبول، وفي بلادنا لهم فترة وعندما أعلن عن هذا الحزب اجتمع عدد كبير.. ما أريد أن أؤكده هنا أنني ضد العصبية والعصبيات الحزبية والقبلية والعصبيات الجاهلية بكل صورها وأشكالها، والجميع مسلمون والمسلم أخو المسلم، إنما المؤمنون إخوة، أحب له ما أحب لنفسي، أحب له الخير وأكره له الشر.

وهكذا يجب أن يكون شعورنا تجاه بعضنا في الشعب اليمني، والعرب والمسلمين.

 الوجود للمنافسة!!

ـ لا ضير أن توجد هذه الأحزاب تتنافس، بل عندما يوجد اثنان متنافسان من التجار في شارع واحد، فالمصلحة تكون للزبائن..

 برأيك شيخ عبدالمجيد ما هي أبرز التحديات التي تواجهها الأمة، سيما في حالة الاستقطاب القائمة؟!

ـ "1 + 1 = 2" إذا بقي العرب على حالة التفرق التي هم عليها، فسيبقى حالهم من الضعف والعجز والهون والمذلة، وإذا غيروا الوسائل التي يرتبطون بها، وغيروا برامج الجامعة العربية وأصبح هناك اتحاد عربي، واتحاد إسلامي، عند إذاً سيكونون كياناً قوياً يحترمه الناس.

 مواقف المجتمع الدولي من الوحدة وحل القضية الجنوبية إيجابية تعيننا كيمنيين لحل هذه القضية، والنظام الذي كان يحاول أن يزرع الفرقة بممارساته الخاطئة انتهى وزال.

 

 ثمة نظرة إعجاب لتجربة حزب النهضة الإسلامي في تونس، كيف تنظرون إليها أنتم؟!

ـ كل حزب من الأحزاب الإسلامية، هو عبارة عن جهود إسلامية تصيب وتخطئ، مرت بهم فترات من الظلم والطغيان والاستبداد لدرجة أنك لا تصلي إلا ببطاقة، ولا تصلي إلا في مسجد معين، وإذا قمت واشعلت المصباح في الفجر فيتم التحقيق معك في قسم الشرطة، على أساس أنك ممن يصلون الفجر، إلى هذا الحد كان الوضع قد وصل في زمن بن علي، عوضاً عما كانت المحجبات يتعرض له من مطاردات، لأنهن يلبسن الحجاب، ووجد فساد كبير في تونس وظلم، لكن الشعب التونسي شعب رائد يكفيه أنه رائد الثورات العربية، وهو متمسك بدينه، وهناك تيار قوي جداً يستنكر بعض التصريحات التي نقلت، ولا ندري ما حصتها؟ وأنا أتكلم كلاماً عاماً وأقول: كل من أراد أن يقصي الشريعة عن الحكم فهو ضال ضلالاً بعيداً أيمنا كان.

 كيف يمكن للمسلمين إقامة علاقات مع الغرب قائمة على الاحترام المتبادل؟

ـ الدول العظمى تتعامل فيما بينها باحترام متبادل، كن قوياً تحترم، ولن تكون قوياً وأنت قزم ضعيف وهزيل وضحية، وهنا أريد التأكيد على ضرورة الاحترام المتبادل في التعامل بين الدول، فما تفعله أميركا من انتهاك للسيادة اليمنية عبر اختراق أجوائها وقتل مواطنيها، وهذا شيء مرفوض، وعلى الرئيس والحكومة أن تبلغ السلطات الأمريكية أن هذا الأعمال مرفوضة كونها تعد انتهاكاً وتعدياً على السيادة اليمنية.

الحوار مع الغرب منهج العقلاء..

 هل يؤيد الشيخ عبدالمجيد الحوار مع الغرب؟

ـ ليس مع الغرب فحسب، أنا أطالب بالحوار مع كل أبناء البشرية في الأرض لأن الحوار منهج العقلاء ومنهج من هو على الحق.

مؤتمر نوعي لعلماء اليمن..

 ما هي أبرز المحاور والقضايا الذي سيركز عليها مؤتمر علماء اليمن الذي تعدون له؟!

ـ سوف يشهد أبناء اليمن موضوعات قوية ومفاجآت كما قلت لك في القضية الاقتصادية وسيكون مؤتمراً نوعياً إن شاء الله.

قطع الكهرباء هو اثم وعدوان ولوعرف هؤلاء ان هناك مرضى حياتهم تتوقف على الكهرباء في المساشفيات لمافعلوا ، فهم يشاركون في قتل

من يقطع الكهرباء يشارك القتل!

 نصيحتكم لمن يقومون بقطع التيار الكهربائي والطرقات ويتسببون في معاناة الناس؟!

ـ هؤلاء الذين يقطعون الكهرباء، لو عرفوا أن بقطع الكهرباء، هناك مرضى حياتهم تتوقف على الكهرباء، فهم يشاركون في قتل ، خاصة في المناطق الحارة يكون الليل شيء شاق جداً على الناس، بدون وسائل التكييف، كماً يعاني الأطفال، والنساء والعجزة.. هذا الأذى أوصلوه إلى كل هؤلاء الناس، هناك مستشفيات ومصانع تتوقف، تمثل انتاجاً للأمة وللبلاد، وترقى باقتصادها، وتسبب في قطع معاش كثير من الناس بسبب هذه التصرفات والاعتداء والعدوان، والله يقول "ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" وهذا إثم وعدوان يرتكب صاحبه ظلماً وجوراً وقطعاً لأسباب الصلاح والخير..

أما قطع الطريق لقتل الأنفس ونهب الأموال والتعدي على المسافرين، فهذا من الفساد في الأرض ولا يجوز، وفي النهاية "سيضج" الناس من هذا الأسلوب ومن القائمين عليه ومن المشجعين له، ولا بد أن يأتي الوقت الذي يتحرر اليمنيون من هذا إن شاء الله.

 كلمة أخيرة

ـ أولاً أشكركم في "أخبار اليوم" وسعيد أنا بسياستكم في هذه الصحيفة التي تحرص على إظهار الحقائق، وتنبيه الشعب، وتبصيره بما يدور في الكواليس دون شطط وعصبيات مقيتة ونسأل الله لكم التوفيق..

وأقول لشبابنا ورجالنا المعتصمين في الميادين، إن ما يجري اليوم ابتداءً من رئيس الجمهورية فقد اجراه الله على أيديهم، وعلى التضحيات التي قدموها من شهداء وجرحى، ونقول لهم: كل ما يشهده الناس من خير إن شاء الله فلا شك أن لهم حظاً كبيراً فيه، وأوصيهم بأن يحذروا من الدعوات الضالة التي تريد أن تحارب الشريعة الإسلامية وتريد أن تحارب دين الله، فهي دسائين من الأعداء الذين يريدون هدم ديننا، ونقول إن ثورتنا هذه هي ثورة ضد الظلم والاستبداد وإنقاذ اليمن، وليست ضد الإسلام وضد الشريعة، ولم تأتي لطمس هوية اليمنيين، ودينهم وعقائدهم، وعليهم أن يحذروا ذلك حذراً شديداً، وعليهم أن يثبتوا في ميادينهم كما قلت لك وضحت سابقاً طوال الأسبوع في أعمالهم ويوم الجمعة يأتون يصلون الجمعة، فإذا كان هناك شيء يستحق فيدعوا إلى جمعة مليونية حتى يعرف كل من يريد بهذه البلاد شراً أن هناك ساحات جاهزة لتستوعب الملايين.