رئيس الأركان الإسرائيلي يكشف عن خطوات عسكرية للهجوم على دولة عربية قوات المجلس الانتقالي تختطف موظفا بالدائرة المالية برئاسة الوزراء بمدينة عدن السفارة الأمريكية في اليمن توجه طلبا للحوثيين وسفيرها يعلن تعهدا مقتل ناشطة أمريكية برصاص الإحتلال الإسرائيلي.. وحماس تدين في غياب ميسي.. الأرجنتين تقسوا على تشيلي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم رونالدو يعانق الهدف رقم 900 منظمة أممية تطلق نداء عاجلا لتوفير أكثر من 13 مليون دولار لإغاثة 50 ألف أسرة في اليمن تقرير يتحدث عن اليد الخفية لإيران التي تساعد الحوثيين في استهداف السفن التجارية وزير الدفاع اليمني يصل أبوظبي .. تفاصيل نتنياهو يتحدى مصر في جلسة عاصفة وموجة غضب إسرائيلية ضده
للزميل منير الماوري رأي في ضرورة انتخاب المعارض فيصل بن شملان رئيسا لليمن. سطر عشرين سببا قويا لانتخابه، من بينها انه مدني والناس ملت من العسكر، وانه مشهور بالاستقامة في حياته ودينه والناس ملت من الفساد، وانه زاهد والناس ملت من الحكم المستمر لرئيس واحد، وانه من الجنوب وانتخابه سيعزز الوحدة الوطنية.
ع هذا لم يحظ ابن شملان الا بنتيجة متواضعة، عشرين في المائة من الاصوات فقط. فهل كانت النتيجة مطبوخة سلفا؟
من حق المعارضة التشكيك، على اعتبار ان المنافس هو السلطة التي هي الحكومة، وهي الأمن، وهي المال، وهي عمليا كل شيء.
ومن حق الحكومة الجزم بصحة الفوز لأن مرشح المعارضة وجه غير معروف، نافس شخصية ألفها الناس ربع قرن من حياتهم، وهكذا.
كلا التفسيرين صحيح معا. فمن المتوقع جدا ان يعمد المحسوبون على الحزب الحاكم استثمار نفوذهم وحضورهم لتصحيح النتائج او تضخيمها، ولا نملك دليلا على ذلك سوى الشك المبرر والتاريخ الطويل لممارسات التزوير عند الانظمة العربية، والنتائج الصارخة بالموالاة دائما. كما أن الناخبين عادة يختارون المعارضة ليس حبا فيها بقدر ما هي رغبة في تغيير الحكومة التي عمرت كسلحفاة، وهذا هو سلوك الناخبين في كل مكان في العالم يريدون التغيير لمجرد الملل او الغيظ من الوضع القائم. لذا يبدو غريبا ان لا يحصل بن شملان على اكثر من عشرين في المائة.
في نفس الوقت لابد ان نقر بان هناك مبررات موضوعية ترجح هزيمة ابن شملان، أولها انه شخصية مجهولة الى حد كبير. وبدأ حملته الانتخابية متأخرا جدا. واليمن بسبب ظروف امكانياته لا يتيح الانتشار للمجهولين بسرعة بخلاف الدول المتقدمة. أيضا لا يمكن ان تقارن امكانيات بن شملان التعبوية بمنافسه الرئيس علي عبد الله صالح الذي يملك كل الحكومة التي يصل صوتها الى آخر متر في البلاد.
بعكس بن شملان الرئيس صالح يعرفه اليمنيون كبارا وصغارا، وهو جزء من حياتهم اليومية وتاريخهم لفترة طويلة، اما مرشح المعارضة فقد ظهر حديثا جدا ولم يكن معروفا الا لاهل الاختصاص عندما كان وزيرا للنفط. وهنا فالجزء الحاسم هو ما نسميه بالعلامة التجارية. فانت عندما تدخل بقالة غالبا تقرر في لحظة سريعة ما تريد شراءه من مشروب غازي فتختار كوكاكولا او شقيقتها البيبسي كولا، ولا تفكر في بقية المشروبات الغازية الأخرى لسبب واحد هو ما تعودت عليه، وتتعرف عليه سريعا، وله حضور طاغ في رأسك. لو ان ابن شملان بدا حملته قبل عام لصار علامة تجارية مقبولة لكنه اليوم لا يضاهي الرئيس صالح في الشهرة الميدانية.
ومهما يكن فان الانتخابات اليمنية، زورت جزئيا ام لا، كانت تجربة مثيرة وشجاعة والأهم هو مأسستها حتى تكون هي القاعدة لا الاستثناء في حياة اليمن.