آخر الاخبار

أول تعليق لـ«طارق صالح» عقب رفع العقوبات عن عمه «صالح» ونجله «أحمد» لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن تصدر بياناً حول رفع العقوبات عن الرئيس الأسبق صالح ونجله احمد مليشيات الحوثي تلغي حكماً بإعدام ناشطة يمنية اتهمت بالتخابر مع تحالف دعم الشرعية حزب الإصلاح : اغتيال إسماعيل هنية جريمة بشعة وفعل مدان بكل الأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية نجاة رئيس مجلس القيادة عبدالفتاح البرهان من محاولة اغتيال في أقوى رد وأعمق تعليق توكل كرمان: في أول يوم لتنصب رئيسها الجديد إيران تقدم رأس إسماعيل هنية هدية ثمينة لاسرائيل لماذا أوقفت إيران نظام دفاعاتها الجوية وكيف قطع الصاروخ الذي استهدف هنية مئات الكيلومترات فوق الأراضي الإيرانية دون استهداف ..تفاصيل منظومات الدفاع الإيرانية ؟ حركة حماس تكشف أين ومتى سيدفن جثمان اسماعيل هنية وفد رفيع المستوى يصل الرياض لبحث تسوية يمنية مرتقبة.. تفاصيل بعد اغتيال هنيّة في طهران.. تعرف على أبرز المرشحين لرئاسة حماس وكيف تتم عملية الإختيار؟

المشاورات اليمنية اليمنية، و سلوك الحوثي المستفز
بقلم/ فخري العرشي
نشر منذ: سنتين و 4 أشهر و 9 أيام
الثلاثاء 22 مارس - آذار 2022 07:34 م

نعي جيدًا، ويعي معنا الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وايضاً المجتمع الدولي، بأن الحوثي يمارس سلوكًا عدائيًا مدفوعًا بتغذية وتعبئة ايرانية بحتة، للاستمرار في الحرب وتعميق جذورها، وتهديد امن المنطقة العربية، والملاحة الدولية في البحر الاحمر، خدمة لمشروع إيران المعادي للعرب، وتقويض جهود السلام الذي ينشدها اليمنيين، والعالم والاقليم، بأستثناء جماعة الحوثي وإيران.

مع ذلك، تجاوزت الشرعية الدستورية ومعها الاشقاء في تحالف دعم الشرعية، كل هذا الكم الهائل من العداء الفاضح ، وانحازت لرؤية خفض التصعيد، و عليه منحت الأمانة العامة لمجلس دول التعاون الخليجي، الموافقة الشاملة للسعي في إيجاد أرضية مناسبة لإحلال السلام التدريجي، و كما هو متعارف عليه دوليًا في عملية بناء الثقة، واعادة رسم مسار تسوية تدريجية، هدفها الأساسي والأولي إيقاف الحرب في اليمن، بعد ان فشلت كل المساعي الأممية والمبعوثين الدوليين في تحقيق ذلك.

و على الفور، عملت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، على وضع آلية بروتوكولية سليمة للتهيئة، و دعت علناً من خلال الأمين العام الدكتور نايف الحجرف، إلى مشاورات يمنية يمنية، مزمنة، في مقر الأمانة العامة لمجلس دول التعاون الخليجي، في حي السفارات، في العاصمة السعودية الرياض، للفترة من 29 مارس ، حتى 7 أبريل 2022، برعاية وإشراف الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي.

فهمت جماعة الحوثي هذه الرسالة بصورة خاطئة، وذهبت خلال اليومين الماضيين إلى التفسير والتأويل، و تقديم أعذار ومبررات واهية، ليست من صناعتها ولا افكار منتسبيها، بل موجهات إيرانيه، عرفانها، وعرفنا مضامينها من وقائع سابقة في حروب صعدة السته، وخلال مشاورات مؤتمر الحوار الوطني، وكذلك اللقاءات الدولية والاتفاقيات التي أفشلها الحوثي اثناء وعلى امتداد سنوات الحرب.

لم تكتفي جماعة الحوثي بإرسال رسائل الرفض غير الصريح لحضور المشاورات اليمنية اليمنية،كما ورد في بيانها الصحفي، بل ذهبت إلى التصعيد بتوجيه ايراني اذا لم يكن التنفيذ ايراني صريح، بقصف محطة توزيع المنتجات البترولية التابع لشركة أرامكو بجدة، ومحطة توزيع المنتجات البترولية في جازان، وقصف معمل ينبع للغاز الطبيعي، ثم مرافق شركة ينبع ساينوبك للتكرير، وسيرت زوارق مفخخة لاستهداف الملاحة في البحر الاحمر، في 20 مارس 2022.

كل هذا السلوك الاستفزازي، قابلته المملكة بضبط النفس، ومزيد من الحكمة، والاستمرار في مساندة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، لإنفاذ وإنجاح ، التحضيرات الجارية ، للمشاورات اليمنية اليمنية، دون اسناد حقيقي دولي يثبت نوايا الدول العظمي لإحلال السلام في اليمن. وفي تقديري أن المملكة العربية السعودية، والتي سعت إلى خلق توازنات بين صد هجمات الحوثي العدائية، و صواريخها الايرانية وطائراتها المفخخة، وسعيها الدؤوب للتهدئة من خلال الوساطات الاممية والاقليمية، وآخرها مع الاشقاء العراقيين، بل كانت السعودية الداعم الأكبر للمواقف الدولية و مؤتمرات الاستجابه الإنسانية، ودعم المساعدات المالية واللوجستية لليمن، ومساهمة بصورة فاعلة في باقي ملفات الأمم المتحدة، التزامًا أخلاقياً، و بروتوكولياً، وحفاظاً على علاقات التبادل الثنائي الذي تتمتع فيه المملكة مع بقية دول العالم. كل هذه الاشارات الودية والدعم السعودي السخي تحت مظلة الأمم المتحدة، لم يغيير للأسف من موقف المجتمع الدولي لتصويب المواقف تجاه الحرب الذي تشنها ايران عبر مليشيات الحوثي، ضد الشعب اليمني، والاشقاء في السعودية والإمارات. إن التعاطي السلبي لإدارة بايدن، و رفع الحوثي من تنصيفه كجماعة ارهابية، وارسال هذه الإدارة لإيران اشارات ايجابية بامكانية رفع الحرس الثوري الايراني من قائمة "الإرهاب" لتسهيل الاتفاق النووي، ضاعف من شهية المليشيات في اليمن، وخلق حالة احباط لدى اليمنيين، في تخبط السياسة الاميركية تجاه حلفائها في الشرق الاوسط، وتخليها عن دورها المنظم لإدارة الازمات بل افقدها هيبتها كصانعة قرار عالمي. ومع كل هذه القراءات السلبية، كان رد الاشقاء في السعودية والإمارات دبلوماسي وكذلك الجمهورية اليمنية الواقعة تحت البند السابع، ومن هذه الردود الموقف العربي من الحرب الروسية الاوكرانية، وكذلك الاحجام عن المساهمة في دعم مؤتمر الاستجابه الإنسانية في اليمن الذي انتهى بخيبة أمل في الاسبوع الثاني من شهر مارس الجاري، لان عوائده المالية تذهب للمنظمات الأممية.

واليوم يأتي الرد الثالث من الاشقاء في المملكة، بإعلان اخلاء السعودية مسؤوليتها من أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية، بسبب الاستهدافات الحوثية الايرانية، التي تراها امريكا وبريطانيا بمستوى سطحي عقيم، السعودية حليف مهم للعالم ولا يمكن ان يكون ضعيفاً، السعودية التي تدعم الشرعية في اليمن هي محور العرب والعالم، والسلام يبدأ بتبني موقف داعم لها لاحلال السلام في اليمن. هذه حقائق قصيرة، الاخذ بها يساهم بصورة جلية في اعادة التوازن للمنطقة والعالم، فهل تعي امريكا انها ستخسر مكانتها اذا استمرت في ممارسة سياسة الكيل بمكيالين، في ظني لم يعد هذا ممكنًا، وامريكا تعرف كيف تستعيد قدرتها وقوتها والاعتماد على حلفائها وليس كما تفعل في ارضاء ايران على حساب العرب واليمنيين.