أمريكا تكشف عن صفقة مع خالد شيخ محمد ومتهمين بتفجيرات 11 سبتمبر تعرف على أبرز وأهم الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل بإيران أحدها أطلق رصاصه قمر صناعي خوفاً مـِْن استخدامها عسكرياً ..الصين تحظر تصديرها بفارق ملايين الأصوات.. مادورو خسر الانتخابات الرئاسية في فنزويلا الكشف متى تكون آلام الظهر علامة على الإصابة بالسرطان ؟ أول تعليق لـ«طارق صالح» عقب رفع العقوبات عن عمه «صالح» ونجله «أحمد» لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن تصدر بياناً حول رفع العقوبات عن الرئيس الأسبق صالح ونجله احمد مليشيات الحوثي تلغي حكماً بإعدام ناشطة يمنية اتهمت بالتخابر مع تحالف دعم الشرعية حزب الإصلاح : اغتيال إسماعيل هنية جريمة بشعة وفعل مدان بكل الأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية نجاة رئيس مجلس القيادة عبدالفتاح البرهان من محاولة اغتيال
- تلقي الثورات بأعباء كبيرة على كاهلها، حينما تقرر أن تختار طريق الحرية والتحرر..أي ثورة متحررة، قدرها أن تصبر، وتصمد، في مواجهة الضربات، واللدغات، التي توجه لها، لأنها اختارت أن تضع نفسها منذ اليوم الأول في قلب المخاطر.
-قامت الثورة،على واقع فرضت فيه خيارات عيش قاسية على الناس"الاستبداد"و"الاستعمار"،وعلى موروث معقد،ومتشابك،مورست فيه لعقود طويلة، صنوف من الإقصاء،والاستعباد، والحرمان،ومثقل بأخطاء،وآلام،وجروح عميقة، وغائرة.
-جاءت الثورة من خارج كل هذه التعقيدات،متخففة ومتحررة، بالقدر الذي يمكنها من إيجاد حلول جذرية للواقع الذي قامت عليه، وهي تعي جيدا صعوبة المهمة،وحجم المسؤولية،في بلد مكبل بالعصبيات،ومثقل بالصراعات والحروب.
- إن أي قوى مسكونة بعقلية المؤامرة، أو عاشت تحت نير الاستبداد، أو الاستعمار، من الصعب أن تتفهم بسهولة إمكانية أن تكون هناك ثورة حرة، أو متحررة،إلا إذا كانت طوع أمرها أو رهن إشارتها.
- يريد البعض للثورة أن تكون حرة، بينما هو يكبلها بقيود مختلفة،ويحاصرها في زوايا ضيقة، فارضاً شروطه وخياراته عليها، التي تشبه إلى حد قريب خيارات المستبد الذي ثارت عليه.
- إن الثورة التي عانت كثيرا، في تفكيك حلقات الاستبداد، بأدواتها الحضارية والسلمية،لم يخطر لها في بادئ الأمر أن حلقات مماثلة تنتظرها داخل العملية الثورية نفسها،إلا حينما تبرز إلى السطح ممارسات غير حضارية، تتخذ طابع العنف، في تعاملها مع مواقف، أو أراء، ليست تعبيرا – بالضرورة- عن توجهات قوى ثورية مماثلة..!! بالقدر الذي تحاول فيه البحث عن حل مستقل، أو مشروع حضاري جديد، يصلح لمعالجة أو جاع البلاد، ويمنع إعادة إنتاج الماضي.
- إن الأحكام المسبقة،قيود تكبل الثورة،وتضع العقبات أمامها، في الوصول إلى أهدافها، المحققة لتطلعات الناس،والمؤسف أن من يطلق الأحكام، ويضع القيود، هو نفسه الذي ينبري محملا الثورة مسؤولية القصور أو الإخفاق.
- إن حالة التمرد، التي تتسم به الثورة، لا ينبغي نزعها من سياقها وتوظيفها بصورة تخل بوظيفتها، في صناعة التحول، والتحرر، إلا إذا كان البعض يضع هذا التوصيف منطلقا من إيمان عميق، بأن القوى السياسية لم تكن مؤهلة بما يكفي للتعاطي مع حدث من هذا النوع، فبدلا من دعمه، وإفساح المجال أمامه، كبلته بقيودها العتيقة،تمهيدا لإسقاطه، أو القفز عليه،أو اختطافه كلية في نهاية المطاف.
- إن تفضيل العمل من خارج الأحزاب وليس من داخلها، في إطار العملية الثورية، ناتج عن حرص شديد على الاستقلالية، التي تكون قدرتها على الحشد فاعلة، ومؤثرة، أكثر مما لو كانت تمارس دورها من داخل بنية مغلقة،في ثورة يفترض بها أن تكون متحررة لتكون أكثر جذبا،وقد رتب هذا الدور فهما مغلوطا لدى الأحزاب...كما هو الحال، حينما أرادت الثورة الإفصاح عن مشروعها الإسلامي المدني الحضاري،فوصمت بالتبعية والانحياز لقوى ثورية معينة دون غيرها(فأحرقت ساحات...) وهو فهم قاصر لا يستقيم مع طبيعة المرحلة وحساسيتها، التي تفرض القبول بكل قوى الثورة،وحشد طاقاتها للانخراط في بناء اليمن الجديد، ضمن مشروع وطني وسياسي طموح يحقق أمال وتطلعات الجماهير، في شراكة عادلة، وحياة كريمة،ومواطنة متساوية.
- لم يعد الفقر عائقا أمام تفجير الثورات أو قيادتها،ويعد اختزالها في الخلاص من وضع اجتماعي معين تشويها لفكرتها، وظلما يمارس على الشباب الذين أوقدوا جذوتها ليجدوا أنفسهم هدفا للإيذاء ممن هم شركاء فيها،وممن أصبحوا خارج المعادلة بسببها.إن إيذاء الثورة هو إيذاء للحلم الوطني الكبير..!!
- الثورة بما هي فرصة أخيرة لإنقاذ البلاد من التفكك والانهيار،هي بمثابة فرصة أخيرة للأحزاب أيضا،عليها أن تلتقطها بصورة حسنة،والتعامل معها وفقا للحظة التاريخية التي ولدت فيها، والتي بدورها تهيئ فرصا حقيقية للانتقال بالبلاد إلى واقع جديد، يفتح أفاق واسعة أمام تقدمها وتطورها،بدلا من إثقال كاهلها بالأعباء والضغوط،والاكتفاء بالركوب على موجتها للظفر بأنصاف حلول..!!
- إن"إرضاء الناس غاية لا تدرك" مع ذلك تبدو رسائل التطمين مهمة، في بيئة مستفزة، ومشحونة، بكون الثورة التي انطلقت تحمل هموم وأوجاع شعب بأكمله، لن يهدأ لها بال مهما كانت القيود التي تكبلها، والغبار الذي يثار حولها،حتى تنجز حلا يرتضيه الشعب،في صورة مشروع وطني فيدرالي يجسد مفهوم"يمن واحد" ويعيد الحقوق لأصحابها، ويذيب أية انتماءات مناطقية، أو عصبوية،ويقيم دولة مدنية،ويؤسس لمشروع إسلامي مدني وحضاري طموح.
-ثورة"الأمل"، مسؤوليتها كبيرة، في إعادة الأمل لبلد منهك،وشعب خائف من المستقبل،ويبقى علينا أن ندرك أن طريق الثورة إلى تحقيق أحلام الشعوب ليست مفروشة بالورود، لاسيما في بلدان مفخخة بالمخاوف، والشكوك، والضغائن، والمصالح الضيقة.