آخر الاخبار

الخارجية الإيرانية تكشف عن مفاوضات سرية مع أمريكا بوساطة عمانية .. تفاصيلها في الوقت المناسب اتساع ثورة المقاومة والموجهه.. مارب برس يرصد ابرز عمليات المواجهه ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم .. مقتل وأصابة 28 حوثياً بينهم قيادات توجيهات ملكية بمنح «الجنسية السعودية» لعدد من العلماء والباحثين والمبتكرين في عدة مجالات تركيا تغزو العالم بساراتها الفارهه وتتسجل صادرات بأكثر من 17 مليار دولار أربعة أسباب أفقدت العملات المشفرة لمعانها في صدارتها البيتكوين رئيس البرلمان التركي يلتقي ممثلي الجاليات الإسلامية بواشنطن دولة خليجية تعلن تمديد مدة سريان جواز سفرها من 5 إلى 10 سنوات بيان ناري من منظمة صحفيات بلا قيود موجه للنظام الإيراني و سبع مطالب عاجلة بين يدي الرئيس الإيراني الجديد وتحاصره ب100 يوم من العاصمة عدن.. رسائل عسكرية لوزير الدفاع محسن الداعري وتدشين المرحلة الثانية من العام التدريبي 2024 جمارك دولة أوروبية تضبط في أحد مطاراتها كميات كبيرة من القات كانت قادمة من إسرائيل وتعتقل المهربين

أسبوع في الفردوس
بقلم/ محمد السياغي
نشر منذ: 16 سنة و شهر و 3 أيام
الثلاثاء 03 يونيو-حزيران 2008 07:16 م

مأرب برس - خاص

 إلى قبل زيارتي الأخيرة لماليزيا، وحتى بعد أن مكنني حسن الحظ من زيارة أكثر من مكان وبلد في هذا العالم، كنت أظن أنني لن أرى بلد أجمل مما سبق وأن رأيت، ولا أن ثمة بلد مسلم مثل ماليزيا، يتمتع بكل ذلك السحر والجمال الطبيعي الأخاذ، ويحقق ذلك القدر المذهل " وغير المزيف" من خطى التقدم الوثابة والواثقة، ويعيش ذلك التطور والنهضة العلمية والاقتصادية والحضارية والصناعية الرهيبة، بما جعله أحد نمور الشرق الأسيوي الخمسة القادمة للعالم بقوة لتنافس غيرها من المجتمعات الأوروبية والغربية تكنولوجيا وعلميا واقتصاديا، في وقت يعيش فيه العالم العربي في غربة بعيدة جدا عن كل شيء، وتشتعل فيه وغيره من العالم الإسلامي حرائق وحروب، وتحتدم نزاعات وصراعات ما أنزل الله بها من سلطان، ليبقى الخراب والدمار والفوضى، وجميع إشكال الفساد والتخلف والعوز والقهر هو واقع الحال المعاش!!

 بحق لم أكن أتصور مجيء الفرصة بهذه السرعة، ولا أنني سأعيش يوما ما فيما يشبه الحلم الجميل، والحياة الأسطورية التي تلامس الخيال في فردوس من فراديس الأرض قاطبة.. فمثل غيري كثيرين، سمعت كثيراً عن ماليزيا، وشاهدت الكثير من الصور التي تحكي عن سحر طبيعتها الخلابة، ونهضتها الحضارية والصناعية والاقتصادية المذهلة، وكان الشوق لزيارتها يتزايد ويتعاظم كل يوم، إلى أن جاءت الفرصة التي طالما انتظرتها بشوق متراكم..

 

 لم يكن "مثلي" يتصور أن ثمة بلد في العالم بهذا الجمال والروعة، والأناقة، ومنذ اللحظة التي وطأت فيها قدماي تلك الأرض(الجنة)، وحالة من الدهشة والذهول لا تفارقني، لم أفق منها إلا في مطار الرحبة على وقع حالة الضوضاء والضجيج والفوضى للأصوات المتضاربة في بعضها.

 

 فعلا لا أدري من أين ابدأ بالحديث عن هذا البلد، لكن النصيحة المجانية التي أسديها للجميع بدون استثناء ودون أدنى مبالغة، هي إذا ما تسنى لأحد الفرصة بزيارة ماليزيا، فلا يترد كثيرا، حيث سيتعرف على آسيا الحقيقية, وعالم الألوان الحقيقي، وسيكتشف الفرق الشاسع بين عدد الخطى والأشواط التي قطعها هذا البلد المسلم على طريق تحقيق ثورة نهضته وتقدمه، والتي طالما سمعنا وقرأنا وشاهدنا وكتبنا عنها ولا نزال نكتب، لكنا أبدا لن نتمكن من تقديم التوصيف الحقيقي والكامل لملامح تلك النهضة والتطور التي غادرنا إليها المجتمع الماليزي منذ وقت مبكر وفي أقل من مئة وخمسين عام فقط!

 

 حتى اليوم وأنا بصدد استجماع واستحضار انطباعاتي عن هذا البلد، لكن لا أخفيكم أنني عجزت عن الإلمام بها كاملة، وأنها المرة ألأولى التي أسجل فيها أول انطباع من المطار ونحن نقطع المسافة من المطار إلى مقر السكن في مدينة كوالالمبور العاصمة، وأتذكر الكثير من الانطباعات التي تبادرت إلى ذهني من قبل، حين زرت الكثير من البلدان الأوروبية، بتشبيه بعضها وكأنها مدن خططت كغابات إسمنتية توحي بالتقدم العمراني المذهل، وأخرى خططت وسط بستان كبير لكنه يفتقد للجمال والإتقان والجاذبية.

 

 ما اختلف في الانطباع هنا أن مدن العالم الأخرى إذا كان بعضها خطط في وسط بستان، والبعض الأخر على شكل خرسانات وكتل وأبراج إسمنتية فإن ماليزيا جمعت بين الاثنين معا جمال الطبيعة الساحرة والنهضة العمرانية والحضارية المذهلة، وأنها دولة خططت في وسط غابة وليس مجرد بستان، لكنها غابة جميلة ومنظمة أجمل ما فيها النظافة وأعمق ما في فلسفة أبنائها منحهم لك الابتسامة.

 

 أما ما ترسخ لدي على طول المسافة الشاسعة نسبياً التي يقطعها المسافر من المطار إلى وسط المدينة العاصمة كوالالمبور، والتي تصل إلى ساعة من الوقت تقريباً، مع قيادة هادئة تعكس طبع الهدوء والاتزان المتجلي بوضوح كبير في شخصية الإنسان الماليزي، مع ما تتصف به الشوارع الخارجية من مساحة عريضة تتسع لأكثر من أربع سيارات وما تتميز به من نظافة وبنية تحتية مذهلة، وإتقان فريد من نوعه في البناء والأعمار قلما تجده في مدن أوروبية وغربية من الوزن الثقيل، وأن ماليزيا هي جنة الله في الأرض والأجمل من بين كل ما رأيت على الإطلاق.. وللكلام بقية.

.....................//