أردوغان والسيسي يوقعان اتفاقيات استراتيجية كبيرة بمناسبة اليوبيل الفضي لتوليه مقاليد الحكم...زعيم خليجي يصدر عفوا عن مئات المحكومين كويكب يضرب الأرض خلال ساعات.. والعلماء يحددون بأي دولة سيسقط الحوثي يسرق اليمنيين بأسم النبي.. هذا ماحدث في مديريتين من مديريات صنعاء فقط كارثة غير مسبوقة.. انفجار وشيك للناقلة النفطية (سونيون) في البحر الأحمر وزير في الحكومة الشرعية يوجه نداءً هاماً لجميع اليمنيين في الداخل والخارج مسؤول حكومي يعري الاعترافات المُفبركة التي تنشرها مليشيا الحوثي لنخبة المجتمع في صنعاء إغلاق مصانع وإلغاء وظائف.. ما الذي يحدث في قطاع السيارات الأوروبية؟ الكشف عن أكبر صفقة فساد جديدة في دولة عربية بقيمة 18 مليار دولار ضربة موجعة وغير متوقعة… مانشستر سيتي يقطع الطريق على ريال مدريد
عندما يتضخم إحساس الشخص بأنه مقدس إلى درجة التأليه في وسط إجتماعي مشحون ضده بالكراهية كما هو واقع حال عبدالملك الحوثي, فلا غرابة في اصطباغ نظرته وسياسته وإدارته الخاصة لشئون البلاد والعباد بروح عدائية مفرطة إزاء كل صاحب حق ومظلوم. ليس له من إدارة الحكم والعلاقة بحقوق الناس سوى الدوران حول مشروع ذاته الأنانية المفرطة باعتبار نزواته وطموحاته غير المشروعة محور كل شيء. ما الذي يستدعي محبة الناس لمن لا يقدر آدميتهم وكرامتهم.
وعلى أعتاب المولد النبوي يستجدي عبدالملك الحوثي وعصابته قبول الناس به لا كراهيته, ولم يعدم توظيف هذه الحيلة الدينية وعواطف الناس الجياشة في محبة رسول الله ليعمل على تشويه بيت النبوة ويسقط أكثر فأكثر في مستنقع فضائح التناقضات, وأنه بنظر الناس لا يمكن لمدعي شرف الإنتماء الرفيع سوى الإنحطاط الأخلاقي المريع إلى هذه السفالة والتمادي في ظلم الناس وسحقهم. فالنبي محمد صلوات الله عليه كان رحمة للعالمين وليس نقمة على عباد الله. ولعل المسلم البسيط النقي والتقي الذي لم تخالط نفسه مظلمة لإنسان آخر في مسلكه وتعاملاته أقرب إلى هدي النبوة وأصولها من مدعي انتساب كاذب يفضحهم سلوكهم المخزي كشاهد على بعدهم عن الإنسانية, ناهيكم عن أخلاق وصفات النبوة.
وعلى الطريقة الأمريكية المفتعلة يقول عبدالملك وزمرته لماذا يكرهوننا ??.
فيعتبرون كل المظالم والقهر والسطو والنكبات اليومية وإذلال الناس في معيشتهم وحياتهم وسرقة اللقمة من أفواه أطفالهم جائزة إلهية عظمى.
* أزمة شرعية وشعبية *
عندما يفتقد مغتصب السلطة إلى شرعية شعبية عبر صناديق الإقتراع يلجأ الطاغية إلى خيار تحسين سمعته عند الناس لامتصاص نقمتهم وغضبهم, أما في وضع مناطق سيطرة الإنقلابيين فالحالة أكثر تعقيدا, فلا شرعية صناديق الإقتراع ولا رضى شعبي لاحق ما بعد اغتصاب الحكم, بما في ذلك أيضا تفكك دائرة التأييد التقليدية التي كانت محيطة برأس الإستبداد واكتشفت بشاعة استغلالها لاحقا. وقصة رواتب الموظفين هي واحدة من وسائل انتقام غاصب السلطة من الشعب, يفترض التضرع إلى الله بشكر ولي الله عبدالملك وإخوته وأعمامه وأصهاره وذيولهم وتكرمهم وتنازلهم الكريم بأكل ونهب رواتب الموظفين وأموال الشعب.
فالحق الإلهي لا يقوم على تمليك السلطة والحكم فقط بل وإلحاق البشر والشجر والبقر والأموال بمن زعموا الإصطفاء. وبالأمس كان تجريم وتخوين من لا يقول بحقيقة وجود عدوان خارجي أبرز الذرائع لملاحقة وتصفية وقمع المعارضين لعدوان وحرب الحوثي الداخلية.
واليوم كل من يقول في مناطق سيطرة الإنقلابيين ان الحرب انتهت أو سوف تنتهي, فهو مجرم ومدسوس وخائن ومرتزق وعميل تستوجب محاكمته وشنقه..
ويكفي أن الهدنة العسكرية المؤقتة فرضت عليهم الإنصياع بتسليم المرتبات يدا بيد, وبالشروط التي تحفظ للموظف والعسكري والأمني كرامته بعد استماتة طرف السلطة الشرعية بقيادة الرئيس رشاد العليمي في رفض تسليمها عبر قنوات الحوثي العابثة. فانتهاء الحرب يعني لهم تسليم السلطة والسلاح وأدوات الدمار والخراب والإستقواء, وكل ممكنات بقاء واستمرار مشروعهم العنصري العائلي..
والذين فاجأوا الناس مؤخرا من قيادات الصف الأول للجماعة من رموز قبلية وسياسية بانخراطهم في مطالب المظلومين وضرورة التزام من يحكم ويجبي الأتاوات والضرائب ويسرق أموال الدولة والتجار والمنهوبات بصرف مستحقات الموظفين وغيرهم قد يعودون كذلك إلى رشدهم في فرض عدالة مفقودة وحقوق مهدورة لتبرئة ذممهم من طغيان همجي فاحش ساهموا في تتويجه وتتصيبه وصناعته بالباطل على رقاب الناس, وفقدوا معه سمعتهم ومكانتهم الإجتماعية والسياسية ومصداقيتهم بين القبائل والعشائر والنخب السياسية كوجاهات محترمة دفنت رؤوسها في الرمال حين كان عليها قول كلمة حق في وجه سلطان جائر كانت عماد حكمه وعصاه الغليظة. لا سلام في أولوياتهم ولا وئام, فبالحرب المستمرة التي يخططون لها إلى ما لا نهاية لن يتكشف للناس بنظرهم مدى فشلهم الإداري والأخلاقي الذريع وقبح مشاريعهم الثقافية الشاملة.
ولكن بديهيات حركة وصيرورة التاريخ الإنساني لا تبقي فراغات مناسبة لمشاريع حكم الطغيان والتخلف مع تطبيع الحياة السياسية والإحتكام إلى صناديق الإقتراع كبديل لشرعية اغتصاب الحكم بالقوة. حسم معركة الحل السياسية والإنتقال إلى السلام الشامل والمتوازن في اليمن لا يبدو قريب المنال وإن كان تسليم وصرف المرتبات أقرب كثيرا هذه المرة.