عبد الملك الحوثي يتغزل بالكيان الصهيوني بتصريحات مشبوهة تكشف التناغم بين المشروعين
ترامب : آمل أن تمحو أميركا إيران عن وجه الأرض
الصين تطالب مليشيا الحوثي إلى نسيان الخيار العسكري والعودة إلى طاولة المفاوضات
«ترمب» يهدد بمنع «هاريس» من الترشح.. ويصفها بالليبرالية المتطرفة
وزير الأوقاف يترأس اللقاء التشاوري لقطاع تحفيظ القرآن الكريم ويناقش مستوى تنفيذ الخطط العامة
موظفو البنك المركزي والأهلي يلوحون بالإضراب تنديدا بالتراجع عن الإجراءات الاقتصادية
توكل كرمان تنسف حديث نتنياهو أمام الكونجرس وتخاطبه أنت إرهابي كبير ومرتكب حرب إبادة مكانك الطبيعي في السجن وأروقة المحاكم
أقوى 10 جوازات سفر في العالم لعام 2024.. ماذا عن جواز اليمن؟ وأين حلت السعودية؟
4 ناجين فقط.. حادثة غرق جديدة ضحيتها عشرات المهاجرين الأفارقة قبالة سواحل اليمن
بيان للإمارات حول موقفها من اتفاق الحكومة اليمنية مع الحوثيين
يبتلعه المساء، فيوغل في أحشاء الصمت، ومن ذا الذي يستطيع فراراً إذا عسعس الألم داخل النفس، وتوغلت الأحزان في حنايا الفؤاد، يتآكل قلبه.. تتساقط أشلاؤه.. يتمزق صوته على حدود الزمان، ولا من مجيب، تقوم جاهلية القرن الحادي والعشرين بوأد مشاعره وكرامته، بينما يتجمد القوم متفرجين على طقوس صلب بقايا إنسانيته.
أبعد هذا الموت موت آخر؟؟ أين الملاذ؟؟ يريد أن يفتح جناحيه ويهرب من ظمئه من حدود مشاعره، ومن عري أوجاعه، يريد أن يحلق حيث لا أحد.. لا أحد أبداً.
ووسط كل تلك البعثرة التي تنتابه لم يشعر بنفسه إلا وقضيب من النار الملتهبة يندفع من جوفه، فإذا به يفتح فاه حد التمزق، ويصرخ ملء صوته متقيئاً بكلمة واحدة: لا..
وما كاد يغلق فمه، ويبتلع الفضاء صوته، حتى وجد نفسه محاطاً بعشرات المسلحين، ببدلاتهم العسكرية، وملامحهم الجافة جفاف الصحارى، ترافقهم في هذا الحصار الكلاب البوليسية الضخمة، تمهيداً لاقتياده إلى (هناك).
وضعوا على عينيه منديلاً أحكموه جيداً؛ لكي لا يرى، و ُقيد معصماه، وأُُلصق شريط عريض فوق فمه، ومضوا به إلى (هناك).
و(هناك) قام أحدهم بنزع القيود التي كانت على حواسه، فتح عينيه ليجد نفسه في مكتب فاخر يشغله ضابط تتشاجر الشرائط على كتفه لتجد مكاناً كافياً لها، وهنالك من هو مثله انتزعت قيوده قبل صاحبنا بدقائق فقط..
قام أحدهم بطلي إبهامه بسائل قاتم لزج، ثم نزع يده، وألصقها على ورقة بيضاء، وأخذ يضغط عليها، ويحركها يميناً ويساراً، حتى حصل على صورة كاملة لبصمته، في هذه الأثناء كان الضابط ذو الشرائط الكثيرة يطابق بصمة المواطن الذي سبق صاحبنا إلى (هناك)، مع بصمة كبيرة تحتل وحدها صفحة من الورق المقوى، وقد كُبّرت حتى أضحت واضحة تماماً بكل تضاريسها. صاح الضابط بأحد العساكر مشيراً إلى المواطن:
- إنه هو... المتمرد... خذوه.
ثم التفت إلى صاحبنا، وسحب رسم بصمته الذي كان قد جف، وطابقه مع نفس البصمة المُكبّرة، وعاد يقول:
- إنه هو... المتمرد... خذوه.
وإذا بالعسكري يندفع إليه منقضاً، كما لو أن صاحبنا سبق وصفعه، والعسكري يريد الثأر لصفعة باغتت وجهه، انتابته الدهشة والحيرة في آن واحد معاً، قال للضابط بتأدب مفتعل:
- عفواً يا سيدي... ألم تتطابق ذات البصمة مع المواطن الذي سبقني؟!
أجاب الضابط وهو يرتدي ابتسامة تجمع بين التعالي والسخرية:
- نعم... وماذا في ذلك؟! بالتأكيد تطابقت مع بصمته... فهو الآخر متمرد.