آخر الاخبار

كيف تؤثر القهوة في الدماغ؟ "مهووس مثل رونالدو".. كاراغر يعلق على إمكانية انتقال صلاح إلى الدوري السعودي الموسم المقبل القسام تكشف مفاجأة بشأن الأسرى الإسرائيليين الـ6 وتوجه رسائل بالوثائق.. تقرير يكشف تفاصيل مسارات تهريب الأسلحة الايرانية للحوثيين - تمر عبر 4 دول وهذه مناطق إنزال الشحنات في اليمن حصاد ضربات واشنطن ضد المليشيات خلال الأيام الثلاثة الأخيرة وصفهم بـ الصعاليك..مزيع بقناة المسيرة الحوثية يثير غضب قبائل البيضاء والنشطاء يردون :في قوانين المليشيات يُعدّ المدافعين عن كرامتهم صعاليك رئيس حزب القوات اللبنانية: على حزب الله أن يتحمل عواقب الحرب وحده و نحن جوهر وجود لبنان مصر تصعد من قضيتها حول سد النهضة الإثيوبي وتوجه خطابا لمجلس الأمن تقرير أمريكي يكشف كيف تلاعبت إيران بالحوثيين في معركة غزة وكيف حولتهم لأداة رخيصة لتعزيز النفوذ الإيراني ودعم استراتيجيتها البحرية تفاصيل لقاء ‏رئيس هيئة الأركان العامة برؤساء هيئات ودوائر وزارة الدفاع

ماذا بعد إنقضاء رمضان ؟
بقلم/ أحمد عمر باحمادي
نشر منذ: 12 سنة و أسبوع
الجمعة 24 أغسطس-آب 2012 05:58 م

بعد أن تفيّأ المسلمون ظلال رمضان المبارك، وعاشوا في نفحاته شهراً كاملاً، ها هو قد ودعهم وودعوه، مستودعاً فيه ما قد اكتسبوه من أعمال صالحة، ولكن هل بعد رحيله يعود حالنا إلى الوراء ونرجع عن اجتهادنا القهقرى ؟، أم تُرانا يجب أن نستغل الشحنة الإيمانية التي تزودنا بها فيه، ومن المعلوم أن الدلالة البينة لقبول الحسنة؛ الحسنة بعدها، ولا ريب أن العمل الدائم من محبوبات الله عزّ وجل، إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل "، وقد جاء في صحيح البخاريِّ ومسلمٍ عن مسروق قال: سألتُ عائشة رضي الله عنها : " أيُّ العمل كان أحبَّ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قالت: الدائم "، كما جاء أيضاً عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته )، أي: داوم وواظب عليه،والعمل الدؤوب الاستقامة عليه هو مما حضّ عليه ديننا الحنيف، يقول ربنا تبارك وتعالى في محكم تنزيله :(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ( ، فقراءة القرءان وتلاوته وتدبره، والتسبيح والاستغفار، وقيام الليل، وحب النفس للصدقة والبذل والإنفاق، وصلة الأرحام وبر الوالدين، وترك صغائر الذنوب وكبائرها كلها أعمال جليلة استشعرنا لذتها في رمضان وآن لنا أن نواصلها بعده، وأن نترك الذنوب والخطايا ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، لأن من يعود إلى أسوأ حالاته كمن يضع ثمرة جهده وعصارة عمله الصالح في كيس مخروق! فتذهب حسناته للغير الذين يخطئ في حقهم ولا يتنزه عن غيبتهم وظلمهم وربما صار حاله كمن قال الله تعالى في شأنها : ( وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً ( والعياذ بالله .

وهكذا نجد الرعيل الأول والسلف الصالح من هذه الأمة أدركوا هذه الحقائق، فقد نـقل ابنُ حجرٍ عن النوويِّ قوله: " بدوامِ القليل تستمرُّ الطاعة بالذِّكر والمراقبة والإخلاص، والإقبال على الله بخِلاف الكثير الشاقِّ، حتى ينمو القليل الدائم بحيث يزيدُ على الكثير المنقطِعِ أضعافًا كثيرة "، وقال ابن الجوزي: إنما أحبُّ الدائم لمعنيَيْن: أحدهما : أنَّ التارك للعمل بعد الدُّخول فيه كالمُعرِض بعد الوصل، فهو مُتعرِّض للذَّمِّ؛ ولهذا ورَدَ الوعيد في حقِّ مَن حفظ آيةً ثم نسيها، وإنْ كان قبلَ حفظِها لايتعيَّنُ عليه، ثانيهما : أنَّ مُداوم الخير مُلازمٌ للخدمة، فليس من لازمِ الباب في كلِّ يوم وقتًا ما؛ كمَن لازَمَ يومًا كاملاً ثم انقطع" ، وهناك كثير من قصص السلف في حرصهم واجتهادهم على المداومة على الأعمال الصالح مما يطول بذكره المقام .

ومما يجب أن نعلمه في هذا الموضوع أن عدم التشدّد، ومراعاة التوسط والاعتدال هو مما يعين على مداومة العمل، فمن شدّد على نفسه وأتعبها ولم يعتدل في عبادته فسرعان ما سيجتاحه الملل، وسيترك العمل وينقطع عنه، ولو أنه رفق بنفسه ولم يفرّط لداوم على العمل واستمرّ عليه . 

مشاهدة المزيد