مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة: الحوثيون يجندون عشرات الآلاف من الأطفال ويرسلونهم لجبهات الحرب وغيروا المناهج الدراسية وغرسوا التطرف فيها الاجهزة الأمنية بمحافظة المهرة تضبط مواد تدخل في الصناعات العسكرية رئيس الأركان الإسرائيلي يكشف عن خطوات عسكرية للهجوم على دولة عربية قوات المجلس الانتقالي تختطف موظفا بالدائرة المالية برئاسة الوزراء بمدينة عدن السفارة الأمريكية في اليمن توجه طلبا للحوثيين وسفيرها يعلن تعهدا مقتل ناشطة أمريكية برصاص الإحتلال الإسرائيلي.. وحماس تدين في غياب ميسي.. الأرجنتين تقسوا على تشيلي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم رونالدو يعانق الهدف رقم 900 منظمة أممية تطلق نداء عاجلا لتوفير أكثر من 13 مليون دولار لإغاثة 50 ألف أسرة في اليمن تقرير يتحدث عن اليد الخفية لإيران التي تساعد الحوثيين في استهداف السفن التجارية
أثناء قيامنا بمونتاج تحقيقنا عن الحصار الإسرائيلي لكنيسة المهد في بيت لحم عام 2002، خرج تليفزيون BBC فجأةً بفيلم تسجيلي يروي رواية لحصار الكنيسة غريبة الأطوار. اتصلنا بال BBC قالوا إنهم لا يملكون الحقوق الفكرية. أحالونا إلى شركة "أفلام أكتوبر" البريطانية. هي أيضًا قالت لنا إنها لا تملك الحقوق الفكرية. أحالونا إلى شركة إسرائيلية اكتشفنا أنها شركة وهمية بأسماء وهمية. شركة الإنتاج في الواقع كانت ما يسمى جيش الدفاع الإسرائيلي IDF. طرحنا السؤال على المتحدث باسمهم، الجنرال غيرشون هاكوهين، فقال: "لقد أدركت أثناء سيري مع نائب رئيس هيئة الأركان كم هو مهم أن نقنعه بأن شيئًا كهذا ينبغي أن يكون محل وصف توثيقي من جانب BBC".
هذا مثال واحد فقط من آلاف الأمثلة التي يمكن رصدها في سياق الأنشطة الصهيونية لتزييف التاريخ و تلميع النفس و تشويه الآخر و خداع العالم نحو قبول الرواية الإسرائيلية. هذا ما يعرف في اللغة العبرية باسم הסברה أو hasbara أو خسبرة و أقرب ترجمة لها إلى الإنغليزية هي Explaining أو "شرح" بالعربية.
تبدو كلمة بريئة من على السطح لكن في حشاها تقبع الأفاعي، و الذي استحدثها كان أحد رواد الحركة الصهيونية التي تأسست قبل نهاية القرن التاسع عشر. كان هذا هو ناحوم بن جوزيف شموئيل سوكولوف الذي وصل إلى رئاسة حركة "المؤتمر الصهيوني العالمي" عام 1931 و هو صاحب الفضل على أبناء جلدته في تغيير اسم بلدة تل الربيع الفلسطينية إلى تل أبيب، من بين أمور أخرى كثيرة.
اليوم صار مشروع الخسبرة مشروعًا معقدًا يفضل الإسرائيليون وصفه ب "الدبلوماسية العامة" و تتغلغل أذرعه في تروس الآلة الإسرائيلية عسكريًا و دبلوماسيًا و ثقافيًا و فكريًا. من أبرز هذه الأذرع:
-وحدة المتحدث الرسمي باسم ما يسمى جيش الدفاع الإسرائيلي التي تضم أكثر من 400 ضابط بالإضافة إلى قوة احتياط تبلغ أكثر من 1200 ضابط و جندي. و بدءً من عام 2017 تم تخصيص عدد كبير من الضباط لممارسة الخسبرة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي إلى جانب أولئك المختصين بالصحف و وسائل الإعلام التقليدية.
-وحدة تنسيق الأنشطة الحكومية في الأراضي (الفلسطينية طبعًا)، اختصارًا وحدة COGAT.
-وحدة مكتب رئيس الوزراء و تضم المكتب الصحفي الحكومي و إدارة الدبلوماسية العامة (الخسبرة) و إدارة المعلومات العامة.
-إدارة الدبلوماسية العامة (الخسبرة) داخل وزارة الخارجية و تضم وحدة وسائل الإعلام و العلاقات العامة و وحدة الشؤون الثقافية و التعاون العلمي و مكتب الشؤون الدينية و العلاقات مع يهود الشتات.
-منظمات ما يوصف بالمجتمع المدني المؤيدة للأهداف الإسرائيلية و هي تتحرك بالتنسيق مع المخططات الرسمية تكتيكيًا و استراتيجيًا.
-حملة "ماسبيرين إسرائيل" التي تأسست عام 2010 لتحسين صورة الإسرائيليين أمام العالم من خلال أساليب الخسبرة الحديثة.
-برنامج "المنح الدراسية للخسبرة" و هو مصمم لتوظيف الطلاب و الدارسين لخدمة الأهداف الدعائية للإسرائيليين حول العالم.
وفقًا للمفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد فإن "وسائل الخسبرة أثناء الانتفاضة الثانية شملت موائد طعام و رحلات مجانية للصحفيين المؤثرين، و ندوات لطلاب الجامعات اليهودية، و دعوات لأعضاء الكونغرس، و منشورات و تبرعات للحملات الانتخابية، و تعليمات للصحفيين و الكتاب و المصورين، و محاضرات و حفلات موسيقية و إشارات متكررة إلى الهولوكوست (محرقة اليهود)، و إعلانات مدفوعة الأجر لاستقطاب الصحف التي تهاجم العرب و تمدح إسرائيل".
تعلم الآن من أين أتى المتخسبر الإسرائيلي دانييل خغاري و ماذا يحاول أن يفعل.