آخر الاخبار

وصفهم بـ الصعاليك..مزيع بقناة المسيرة الحوثية يثير غضب قبائل البيضاء والنشطاء يردون :في قوانين المليشيات يُعدّ المدافعين عن كرامتهم صعاليك رئيس حزب القوات اللبنانية: على حزب الله أن يتحمل عواقب الحرب وحده و نحن جوهر وجود لبنان مصر تصعد من قضيتها حول سد النهضة الإثيوبي وتوجه خطابا لمجلس الأمن تقرير أمريكي يكشف كيف تلاعبت إيران بالحوثيين في معركة غزة وكيف حولتهم لأداة رخيصة لتعزيز النفوذ الإيراني ودعم استراتيجيتها البحرية تفاصيل لقاء ‏رئيس هيئة الأركان العامة برؤساء هيئات ودوائر وزارة الدفاع اشتعال حرب طاحنة ومسيرات أوكرانية تهاجم موسكو.. وروسيا تقترب من السيطرة على منطقة استراتيجية وهامة 5 مشاريع صينية عملاقة في أفريقيا قد تقلب الموازين وتغير الأحداث في عدة دول الهلال ينتزع متعب الحربي من النصر بمبلغ لا يصدق رابطة أمهات المختطفين تطالب بالافراج عن 549 مختطفاً و 199 مخفيا قسرًا وتستنكر الانتهاكات المستمرة بحقهم تدشين الورشة التدريبية لبرنامج المنح المدرسية بمأرب.

قناة المستقلة والحوار الصريح
بقلم/ د. محمد جميح
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و 28 يوماً
الجمعة 03 سبتمبر-أيلول 2010 01:40 ص

شيء عجيب.

قناة متواضعة الإمكانات، تدار من قبل طاقم محدود العدد تستطيع أن تجد لها موقعاً متقدماً في سماء الفضائيات العربية.

كيف استطاعت هذه القناة تحقيق كل هذا النجاح؟

اليمنيون يشاهدونها لأنها معنية بقضاياهم بشكل كبير. العراقيون يقولون إن لهم نصيب الأسد فيها. السودان ومصر كذلك. وهي كذلك حاضرة في المملكة العربية السعودية بشكل كبير.

المواطن في المغرب العربي يشعر بانتماء القناة إليه. وكذلك الحال في سوريا وبلاد الشام وحتى إيران.

سر نجاح قناة المستقلة كما يؤكد رئيس القناة الدكتور محمد الهاشمي الحامدي هو في أنها قناة مفتوحة لحرية التعبير عن الآراء المختلفة. العلماني فيها والإسلامي كذلك، السني والشيعي، الأصولي والحداثي، السياسي والشاعر والفنان والمفكر والمؤرخ كلهم هناك داخل العلبة السحرية التي تملك مفاتيحها بامتياز قناة المستقلة.

والغريب أن الذين يغضبون من القناة لا يلبثون أن يعودوا إليها خاطبين ودها. أذكر أن يحيى الحوثي أرسل عليها غضبة قوية، وقال عنها ذات يوم من على منبر قناة أخرى إنها "قناة أموية" بمعنى أنها معادية لآل البيت. لم استغرب هذا التصريح الغريب فمثل يحيى قادر على الإتيان به، لكنني فوجئت بيحيى يعود إليها مشاركاً بحماسة فائقة مادحاً برامجها الحوارية.

عزم مشائخ كبار من إيران والعراق على مقاطعتها ومنهم الشيخ علي الكوراني (الذي بشر بالثورة الإسلامية اليمنية وانخدع ببشارته هذه الكثير من الحوثيين)، ثم عاد إليها خاطباً ودها.

مشكلة المغتاظين من المستقلة أنهم لا يستطيعون زواجها ولا يتحملون تبعات طلاقها. يغضبون فيعقدون العزم على عدم العودة إلى "ذنوب" المشاركة في برامجها، ثم لا يستطيعون تركها وهم يرونها كل يوم تحتل جبهة أمامية وقلعة من قلاعهم الفكرية المحصنة أو التي يظنون أنها محصنة.

"أوقفوا المستقلة، اسكتوا هذا الصوت"، فتاوى صدرت بتحريم مشاهدتها ومحاكمات أنشئت للحكم عليها، تحذيرات من معممين كبار ومتطرفين تكفيريين يقتاتون على الأحقاد التاريخية، اجمعوا على ضرورة إيقاف القناة. ثم ماذا؟ لم يفلحوا في ذلك. ففي كل حملة تشويه ضد هذه القناة تخرج القناة أقوى وأقدر على الاستمرارية وشق الطريق نحو المعاقل المحظورة التي جاست خلالها هذه القناة بحرفية عالية واقتدار عجيب.

في برنامج الحوار الصريح لهذا العام كال أحد الضيوف في البرنامج تهماً كثيرة لمقدم البرنامج ورئيس القناة، وهدد وأوعد والقناة تصغي ورئيسها يحاور وكنت أظن الضيف لن يعود إليها. ولكنه طالعنا في الليلة الثانية متربعاً على أحد كراسي الضيوف ممتناً للقناة التي تتيح مثل هذه الفرص للحوار. شيء عجيب!

تقول القناة لأصحاب "الفكر المعلب" الذين لا يزالون يعيشون في سراديب الجهل والخرافة: تعالوا للحوار فيترددون ثم لا يلبثون أن يجيؤوا مرغمين، يوجعهم الحوار يهدم قلاعهم الفكرية، يقذف بالكرة في مرماهم، فيهربون منه إلى السب والفتاوى الدينية بحرمة مشاهدة القناة على أتباعهم. ثم عندما يعودون إليها مرة ثانية نكتشف نحن البسطاء أنهم كانوا طول فترة تحريم مشاهدتها لا تفوتهم حلقة من حلاقات الحوار الصريح. لماذا يحرمومن مشاهدتها ويشاهدونها في الوقت نفسه؟ شيئ عجيب!

برز في حلقات الحوار الصريح لهذا العام العلامة السيد على الأمين الذي لا أخفي إعجابي الشديد بطرحه المعتدل الذي جعل الدم يغلي داخل كثير من العمائم السوداء والبيضاء. لكنه سدد أهدافاً عدة في مرمى الأصوليين القابعين هناك في الكهوف القصية يمارسون شعائر اللطم وينتظرون خروج إمام الزمان.

نفد صبر "الحوزة الصامتة" في النجف على مشاغبات المستقلة التي وضعت الصامتين أمام المحك وسجلت سبقاً خطيراً بأن أرغمت الصامتين على الكلام واضطر مكتب السيد السيستاني لإرسال رسالة منَّ فيها على القناة والمشاهدين بأنه يعتبرهم من المسلمين وإن كان لم يذكر ما إذا كنا مؤمنين أم لا. لأن لفظ المسلم عند حوزاتنا "دام ظلها الشريف" يشمل المنافقين كذلك فالمنافقون مسلمون في الظاهر.

وإلى أن تستطيع المستقلة إرغام الحوزات على الحكم بإيماننا وليس بإسلامنا فقط فإنه يبدو أن مزيداً من الضغط يلزم لينطق الصامتون. وأنا على يقين بأن المستقلة أهل للمهمة الجليلة التي تجعل أهل السراديب يخرجون منها.

وإذا تجاوزنا البرامج الحوارية فإن الشعر حاضر بقوة في القناة وهي التي كان لها سبق إطلاق أول مسابقة للشعر الفصيح وبعدها توالت المسابقات في قنوات فضائية عديدة. وفوق ذلك فإن السياسة حاضرة، الفن، التاريخ، المسامرات، الطرف وغير ذلك من المواضيع التي تخوض فيها هذه القناة العجيبة.

شكراً للمستقلة على هذا الأداء، شكراً رغم شحة الإمكانات على هذا الحضور المتميز في سماء الإعلام العربي.

شكراً لك أيتها القناة من كل العرب والمسلمين. من الأهوازي المظلوم الذي تتبنين قضيته، ومن اليمني المكلوم الذي تحاولين بلسمة جراحه، من المصري الذي تشاركينه همه والسعودي الذي أنت جزء أصيل من برامجه. شكراً لك من العراق الجريح الذي تدكين معاقل أعداء عروبته شكراً ممتداً من الخليج إلى المحيط وما هو أبعد، شكراً بحجم أدائك بحجم الحوار الصريح.