أول عضو في مجلس القيادة الرئاسي يكشف عن إنعكاسات عودة ترامب الى واجهة المشهد الأمريكي وخيارات الحرب ضد الحوثيين المركز الأمريكي للعدالة يدين محكمة في شبوة أصدرت حكماً بسجن صحفي على ذمة منشور على الفيسبوك السفير اليمني بدولة قطر يزور معسكر منتخبنا الوطني للشباب بالدوحةضمن استعداداته لنهائيات كأس آسيا بالصين من نيويورك.. رئيس الوزراء يؤكد للأمين العام للأمم المتحدة تمسك الحكومة بمسار السلام وفق المرجعيات الثلاث ويطالب بضغط دولي تجاه المليشيا بعد دعوات تشكيل لجنة من المحايدين لزيارة الأسرى.. حزب الإصلاح يعلن موافقته ويضع شرطا صغيرا يحرج الحوثيين ويضعهم في زاوية خانقة الحكومة اليمنية تؤكد التزامها بالمسار الأممي لحل الأزمة وغوتيريش يقول أن ملف اليمن أولوية الحوثي يوجه البوصلة باتجاه السعودية ويهدد بضرب اقتصادها ويقول أن المعركة قادمة أسعار الصرف في اليمن مساء اليوم اسقاط طائرة مسيرة في مأرب تحول في الشراكة بين الحكومة اليمنية والأمم المتحدة.. من الإغاثة إلى التنمية
أُصِيبَ والدُهم بداءِ النسيانِ، فاستفتى أبناؤه شيوخَ وطنِهم(الجزائر): "والدُنا مريضٌ بالزهايمر، وفي رمضانَ يأكلُ ناسيًا، فماذا يجبُ عليه؟". أجابَ الشيخُ موسى إسماعيل "أبوكم قد زالَ عقلُهُ، وهو مَنَاطُ التكليفِ، وبالتالي فلا شيء عليه". وأجابَ الشيخُ الطاهرُ آيت علجت "أطعموا عن كل يومٍ مسكينًا، فلئن تعامِلُوا أباكم معاملةَ المريضِ أحبُ إليَّ من أن تعاملوه معاملةَ المجنونِ". ولما سمعَ الشيخُ موسى بهذا بكى، وقال: "حفظ اللهُ الشيخَ الطاهرَ، فالفتوى قبلَ أن تكونَ فتوى يجبُ أن تكونَ تقوى". قلتُ: نظرَ الشيخُ موسى في النصوص فأفتى بموجبها فتوىً شرعيةً صحيحةً، وتعمقَ الشيخُ الطاهرُ إلى رَوحِ الإسلامِ، فأفتى فتوى شرعيةً معتبرةً. وهذا الفهمُ الدقيقُ هو ما أبكى الشيخَ موسى.
فأينَ عُلَمَاءُ ودُعَاةُ الأمةِ من هذا الفهمِ والأدبِ والتآلفِ، عند الاختلافِ والخلافِ فيما بينهم، أو مع غيرِهم؟. لماذا لا يتَحْلَّون بما يُرَسِخُ تكامُلَهم، ويسِدُ فَجوةَ الشقاقِ بينهم، ويحفظُ مكانتَهم بين الناس؟. ولماذا يحترفُ بعضُهم التنابزَ والتسفيهَ تجاه من خالفَهُم في اجتهادٍ شرعي، أو رأي علمي، أو ثقافي، أو غيرِه من شؤونِ الحياةِ. فيُشَكِكُون في إيمانِه، ويقذفون فِكرَه بالضلالِ، ومناشِطَهم العمليةِ بالبدعة، ومَحَاضِنَهم العلميةِ بالجهلِ؟.
ولعلَ التكفيرَ أحدُ قذائِفِهم نحو قلبِ مَنْ خَالَفَهم. قذيفةٌ مباشرةٌ، كان يَجِبُ أن يَسبقَها حوارٌ شفافٌ، ودعوةٌ بالحكمةِ، وجدالٌ بالتي هي أحسنُ، لبيان ما خفِيَ على الطرفين من مصالحٍ وعللٍ. هذا هو ما أمرَ اللهُ به رسولَهُ في دعوة الناسِ من كل مِلَّةٍ ونِحلَةٍ، فكيف لا يكونُ ذلك هو سبيلَهُم مع رجلٍ مسلمٍ، وإن خَالَفَ اجتهادُهُ قولَهم وعارضَ فِكرُهُ نهجَهم. "ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ". ونهى اللهُ عن سبِ أصنامِ الكفارِ، كي لا يكونَ ذريعةً لهم فيسُبوا اللهَ عزَ وجلَ. "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ".
فكيف لا يكونُ هذا النهيُ واجبا شرعيا في خلافِ الفقهِ والفكرِ بين أهلِ الإسلام؟. أيُّها العُلَمَاءُ/ أنتم الموقعون عن ربِ العالمين، فعلامَ التنابزُ والتشهيرُ بما لا يرضاهُ أرحمُ الراحمين؟. ألا تُدْرِكون أنَّ شقاقَكم هذا ينحرُ ثقةَ الأُمةِ فيكم كمرجعيةٍ مؤتمنةٍ في دينِهم ودنياهم، وأنَّه يؤدي إلى كسْرٍ لا يَجْبُرُ في اتباعِ ما تُقَرِرُونَه عليهم ولهم من الأحكام، وإلى انفصامٍ في أخلاقِ المجتمعِ وآدابِ المعاملات. وإن كنتم ترون قذائفَ القدحِ تلك دفاعا عن الدين ومصدرَ فخرٍ لكم.. فأيُ أُسْوَةٍ لطلابِ العلمِ والأُمةِ أنتم؟.
هَلَّا كنتم على قلبِ رَجُلٍ واحدٍ، نبضُهُ الفهمُ السديدُ، وسلامةُ الصدرِ، ولينُ الجانبِ، ونبذُ التعصبِ المذمومِ للإنتماءِ، وأنَّه مهما كان حجمُ اختلافِ الفهمِ، فلا يجبُ أن يصلَ بكم إلى تضادٍ وهَجْرٍ. إنَّ انشغالَكُم ببعضٍ يَخدمُ أعداءَ الملةِ والعروبةِ، ليمزقُوا الصفَ، ويَبتَغُوا الفتنَةَ، ويُؤَخِرُوا التمكينَ... وإنَّكم ما بين(قِيلَ وقَالَ) تَغْرِسُون في الناسِ تعصبا، قد يؤدي بكم وبهم إلى سُوءِ المآلِ. فهل أنتم مُنتَهُون؟.