آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

مغانم الشمال.. مغارم الجنوب!
بقلم/ علي الظفيري
نشر منذ: 14 سنة و 9 أشهر و 9 أيام
الأحد 21 مارس - آذار 2010 12:24 م

كان الأسبوع الماضي بالنسبة لي يمنيا بامتياز. ولأسباب أعرف بعضها تم تداول مقال كتبته الأسبوع الماضي على نطاق واسع في اليمن، وأسعدني أن المقال قرّبني بشكل مضاعف من أهلنا في اليمن. وأزعم اليوم أني أكثر التصاقا بالقضايا المطروحة هناك، وهذا مفيد لنا كصحافيين بشكل عام، ومفيد لنا بشكل خاص في الخليج أن نكون على تماس مباشر باليمن وشؤونه. لكن، لماذا تلقيت ما يزيد على ألف رسالة خاصة من يمنيين تعليقاً على المقال الماضي؟ ولماذا كانت الدموع حاضرة بقوة في تلك المراسلات؟!

هناك احتقان كبير في اليمن، هذا أمر لا علاقة له بكتابة مقال وُصِف بالجريء، أو بإغلاق مكاتب تمثيل المؤسسات الإعلامية، فالاحتقان أصبح مسلّما به لليمنيين وغيرهم، وهو أمر مركّب تدخلت عوامل عدة في تكوينه طوال العقود الماضية. إلا أن الأهم في نظري يعود إلى التحول الكبير الناتج عن الثورة وبعدها عملية الوحدة بين شطري اليمن، فهاتان المحطتان مفصليتان في التاريخ اليمني الحديث، ولا يمكن فهم اليمن وما يجري فيه إلا من خلالهما. ولا خلاف أبداً في أن الثورة والوحدة مكسب يمني لا نزاع حوله، لكن هناك خلافات كبرى حول ما حملته الثورة والوحدة للحياة اليمنية.

عقدان من الزمن على توحيد اليمن بشطريه الجنوبي والشمالي، تخللتهما حرب طاحنة عام 1994 انتهت بتكريس الوحدة عبر قوة السلاح ودحر الانفصاليين، لكن شيئا في النفوس لم يتوحد بعد، رغم آلاف الانتهازيين والمتكسبين من الطرفين، ورغم آلاف الشرفاء والوحدويين الحقيقيين من الطرفين، فحتى اليوم يعرِّف ملايين اليمنيين أنفسهم بالجهة التي ينتمون لها، ويدافع الجميع عن وجهة نظره ورأيه في القضايا المطروحة من منطلقات جهوية، عجزت المؤسسة الوحدوية الحاكمة عن طيّ النقاشات حول وحدة اليمن، ما زال الموضوع معلقا وقيد التداول، وظهر الحراك الجنوبي مؤسسة فاعلة وقوية تحرك الشارع الجنوبي وتهيّجه ضد مؤسسة الحكم «الشمالية» كما تصفها، لكن الرئيس اليمني يقول في لقائه مع قناة العربية: إن المشكلة في «مؤسسات إعلامية» تبالغ وتضخم من التظاهرات في مدن الجنوب!! المشكلة في اليمن ليست بنظام الرئيس وأتباعه والفساد الذي أزكمت رائحته أنف «المجتمع الدولي» الداعم لصالح ولحكمه، المشكلة ليست إفقار الجنوب وتشريد مثقفيه وسياسييه، المشكلة في قناة الجزيرة!

الرئيس اليمني على قدر عالٍ من الشجاعة، وهذا ليس بغريب على يمني أياً كان. فهو رجل يواجه الإعلام بشكل دائم ويتحدث إلى وسائله، لكن حديثه العام وتكذيبه لكل شيء وتصويراته المثالية للأوضاع ينطلي على إعلاميين بعينهم وليس على الجميع. بعض من يحاورونه مبهورون بالأجواء الرئاسية، لكن ذلك لا يغطي على الأوضاع والحقائق المأساوية، وبعض اليمنيين الذين لم يرق لهم توصيف تلك الأوضاع على ما هي عليه، فإما هم خارج تلك الأوضاع لأسباب غير صحية، أو أنهم متواطئون معها. اليمن يا سادة ليس بحال جيدة، وقد نجح الرئيس اليمني في تسكين الأوضاع وشّد حبال النظام عبر أخطر لعبة.. الإرهاب والمد الشيعي!

الوحدة ليست غنيمة لأحد، لكن النظام اليمني جعلها على هذا النحو. أصبحت مغرما على الجنوبيين للدرجة التي بدأ الناس هناك يستعيذون منها، وتحولت الوحدة إلى مغانم يجنيها النظام وأتباعه من الجنوب والشمال، وعمّت الإساءات كل الوحدويين والوطنيين من الشمال، لكن لا أحد ينسى ما تعرض له الشمال من اليد ذاتها، ومعارضة الشمال أقوى وأشد مما يجري في الجنوب، بيد أن رمزية القضية الجنوبية كانت هي الطاغية.

بقيت الدموع، تلك التي كانت مقدمة لكثير من رسائل الأحبة الجنوبيين في كل مكان.. إندونيسيا، وبريطانيا، وأستراليا، والولايات المتحدة، والسعودية.. فلا أملك إلا تقديرها والتأكيد على أنها حالة مشتركة وإن باعدت بيننا المسافات والمواقع، لكن في الوحدة والدعوة لها موقف لا يمكن أن أحيد عنه قيد أنملة، فبالحق يا إخوة يُعرف الرجال، وليس العكس كما قال سيدنا علي بن أبي طالب، ودولة مدنية ديمقراطية هي المخرج من كل هذه الأزمات، وهذا أمر لم تتوفر اشتراطاته بعد بكل أسف!