|
مأرب برس - خاص
قال الطرطوشي (ليس فوق السلطان العادل منزلة الا لنبي مرسل وملك مقرب)
قالوا كان يا ما كان في قديم العصر والأوان سلطان من العظام ،ابتنى له قصرا وشيد ،ونافس به الإنس والجان ،وكان إلى قربه دشمة ذميمة لعجوز تعيسة تشبه في حالها الست أنيسة ،فكان مولانا يساومها بان يضم دشمتها إليه حتى يتوسع ويزيل من تشويهها للمكان ،لكن تلك العجوز التعيسة وهي بحالها عزيزة أنفة ترده دوما بالخذلان ،فحصل أن خرجت ذات غداة تبغي من الله رزقها عاجلها السلطان وخرب الدشمة وضم إليه المكان ،ولما عادت العجوز على عصاها تتوكأ وجدت دشمتها في خبر كان ...
رفعت بصرها واكفها إلى من لا بعده ولا قبله سلطان ،وقالت يا ملك كل زمان ومكان ،يا حكيم يا منا ن ،يا خالق الفيلة وصغير الديدان وصاحب هذا القصر بقوته وصاحبت الدشمة ضعيفة بلا صولجان ..
غبت عن دشمتي بعجزي ،فأين كنت أنت يا ولي الإنس والجان ،فانشقت الأرض في الساعة والآن وابتلعت القصر ومولاي السلطان ..
فلا اله إلا الذي وسع الزمان والمكان ..
ولا اله إلا الذي خلق الفيلة بحجمها وخلق الصغير من الديدان..
ولا اله إلا الذي لا يترك مثقال ذرة إلا بميزان..
ولا اله إلا الذي يلبي دعوة المظلوم في أي مكان واّن ..
ولا اله إلا الذي يسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء في الصخرة الصماء ..
ولا اله إلا الذي ينتصر للجلحاء من القرناء..
ولا اله إلا الذي جعل للظالم يوما اشد عليه من يومه على المظلوم الآن ..
ماذا لو جلست على سجادتها أنيسة في الثلث الأخير ومدت يدها ودموعها تسيل قائلة مولاي ..ياعدل ياحكيم ،ياحنان ،يامنان ،يا من لا أجد عليهم ناصرا الاكا ..باسم الوالي وجاهه هتكوا عرضي ،وغصبوا مالي ،فاجلها يا الله على رأسه وحرثه ونسله ،وانتقم يالله للمال من المال ،والحرة من الحرة ،والعرض من العرض ،وفجيعة الصغار بفجيعة الصغار ،يا من تداولها بين الناس ،ومن العين تقتص للعين ،فاقتص اللهم للفرج من الفرج ...
ماذا لو وقف المرتعش حمدان في صبيحة يوم عرفة ،وجثا بركبتيه في رمضاء تهامة وهي تلتهب ممرغا وجهه في التراب ثم يرفعه وبصره إلى السماء مادا كفيه صائحا بأعلى صوته في صحراء مترامية لايراه اويسمعه احد الاهو ..قائلا مولاي ..عبد نفسه والهوى اقتحم العقبة وهتك عرض عبدك وعزتك ما فعلها إلا بريح سيده ،فاحمي اللهم حماك واثأر لعبدك ..مولاي العجل العجل لو فعلها الفاشق بواحد ممن دخل في حمى على مقصع لجيش المقصع جيوشه واتى بأعلاها أسفلها نصرة لمن في حماه ..فكيف بمن احتمى بحماك ..يا أكرم وأعظم وأغير ..يا أعظم من عبد وأرجى من سئل ..
مولاي عبد نفسه والحصان ما جرها علي إلا بريح سيده فاجلها ياسيدي على سيده ..
يا من لا يظلم ذرة اجعل السن بالسن والقهر بالقهر والجزاء من جنس العمل .
بالتأمل يرتعش الجسد ويضطرب القلب..
اقسم بلا اله إلا الذي فطر السموات والأرض ومالك اليوم ويوم الدين ،انه إن بلغهم ما حل بالاثنين ولم تتمعر الوجوه وتصفر خوفا وحياء من الله ثم في عجالة إلى المسارعة في الانتصاف ممن بغى وظلم بما يرضي الله سبحانه ويعود للمظلومين السكينة فان نازلة ستكون لا تبقي ولا تذر ..
وأنا لازلت مسكونا بثقة وإجلال كبيرين لفخامة الرئيس الصالح حفظه الله ووفقه ،أدعو الله بان يمده ببطانة الخير التي لا تحجب عنه رؤية ،تبصره وتمده بالحقائق لا تلك التي تفلتر كل شيء ومن خلاله تتحكم بمصير البلاد والعباد،لا تسلمه من أذاها اليوم ،ولن تحول بينه وبين الحساب أمام الله تعالى يوم القيامة على ما ارتكبت وتسببت ..
فخامة الرئيس ..اقسم بمولاي ومولاك أني أرجو لك الخير والتوفيق والعافية في الدنيا والآخرة لك ولأهلك وعشيرتك وكل مقربيك ومن تحب ،فانتم حكامنا ومن بيوتات ومنابت طيبة وأصيلة ،لنا عليكم حقوق ولكم علينا واجب السمع والطاعة ما فرطنا ولن نفرط ..
ننظر إليكم بعين الإكبار والفخر في الكثير من جهودكم ،لا ضير أنا اختلفنا معكم فيما يتعلق بالحزبي السياسي ،فتلك سنة إلهية جبل الله عليها بني البشر وقد باركتم انتم وفتحتم الباب وأنستم بذلك ..
في ظل هذا الجو العاطفي... لا بد أن نصدقكم :..
إن لم تسارع شخصيا وتجيب أنيسة وحمدان إلى مظلمتهما..أخشى إن تأخرت أن يسبقك حكم الله إن كان عاجلا وهو للمظلوم أعجل ،فيقع عليكم سيدي من الله ما لم تكونوا تحتسبون ...حينها (ومن يهن الله فما له من مكرم ) (فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا )
ما حل بالبيض وصدام وغيرهم في الغالب لم تكن سوى دعوة خافتة في ليلة ظلماء من مظلوم يرتعش مرقع الثياب مدفوع بالأبواب لا يأبه له احد..
أما نحن فنسأله سبحانه أن يهبكم رحمته وغفرانه وتوفيقه و يرزقكم الفضل في الدنيا والآخرة على أن يلين لنا نحن الرعية قلوبكم وان يرزقكم محبتنا والرحمة بنا ،والانتصاف لضعيفنا من قوينا وإدخال البهجة على فقيرنا قبل غنينا ..
ولينا ووليكم الله ،موعدنا وإياكم يوما يجعل الولدان شيبا نسال الله لنا ولكم المخرج منه برحمته وعفوه
في الأربعاء 27 ديسمبر-كانون الأول 2006 08:52:33 ص