الصحة العالمية تنشر احصائية جديدة لضحايا السيول والأمطار في الحديدة ومأرب الأرصاد يتوقع أمطاراً غزيرة ورياح شديدة خلال الـ 72 ساعة القادمة في هذه المحافظات شاهد العليمي في تعز.. استقبال حاشد واصابات في انقلاب مدرعة نبات يقضي على الورم تماما وينمو في الشتاء ودواء سحري للسرطان عشبة ونباتة جبارة و متواجدة في كل مكان تخفض السكر التراكمي في الدم فوراً خلال 30 دقيقة سرقة القرن تعود للواجهة من جديد والمتهم الرئيس يتنقّل بطائرة خاص وصول 8 طائرات حربية صينية إلى مصر .. ومصادر تكشف التفاصيل جنرال أميركي يكشف عن اقتراح ضرب الحوثيين ورفض القيادة العسكرية اشتعال أعنف المواجهات لليوم الثاني.. أوكرانيا تحت القصف روسيا بالصواريخ والمسيرات السلطات الأوكرانية قصف إسرائيلي متواصل بأنحاء متفرقة بقطاع غزة
سأل أحدهُم الفارسَ العربي الشهير عنترة بن شداد عن سر شجاعته وقدرته على هزيمة الرجال، فقال عنترة للرجل: «ضع إصبعك في فمي، وخذ إصبعي في فمك، فعض كلٌّ منهما على إصبع صاحبه، فصاح الرجل من الألم، فترك عنترة إصبعه قائلا: «بهذا غلبت الأبطال» أي بالصبر والصمود والاحتمال.
احتمال الضربات والصمود أمامها يوهن كيد العدو، وهذا ما حدث تمامًا في المعارك الدائرة بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، معركة عض الأصابع، التي نجحت فيها المقاومة في الصمود إلى الآن رغم البون الشاسع بين القوتين من جهة العدد والعتاد لصالح الكيان الإسرائيلي.
صمود المقاومة حتى الآن واستبسالها في شن حرب العصابات، أدى إلى طول أمد الحرب، والذي قاد بدوره إلى عدة نتائج على الأرض.
أولاها: تفكك الداخل الإسرائيلي على صعيد مجلس الحرب وقادته، إذ إن الجيش الإسرائيلي حتى الآن لم يحقق نصرًا على الأرض يمكن أن يسمى نصرًا، فكل إنجازاته هي ضرب المدنيين وتدمير البيوت والبنى التحتية للقطاع، لذلك يتدافع الجنرالات الاتهامات بالوقوف خلف هذا الإخفاق، إلى درجة تقديم البعض الاستقالة من الجيش، إضافة إلى المعارضة التي تنتظر سقوط نتنياهو وتلعب على هذا الإخفاق.
ثانيًا: الاحتجاجات التي لا تنقطع من قبل الجماهير، اعتراضا على أسلوب إدارة نتنياهو لملف قضية الأسرى الإسرائيليين في غزة، ويطالب الشارع الإسرائيلي الثائر بإقالة الحكومة التي لم يعد يثق بها، وينادي بعدم عرقلة اتفاقيات تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية.
ثالثا: تدويل قضية فلسطين وجعلها همًا عالميًا، بعد أن ظهرت وحشية الاحتلال وبانت أكذوبة المحيط العربي المعادي لليهود، كما أدى إلى انتفاضة الجامعات الأمريكية تنديدا بالدعم الأمريكي للاحتلال، وتبعتها على إثر ذلك الجامعات الأوروبية، ما يدل على تهاوي الصهيونية ودخولها في عزلة دولية على مستوى الشعوب على الأقل.
هذه النتائج لم نكن لنشهدها إلا في ظل صمود المقاومة وحاضنتها الشعبية، هذا الصمود الذي ينبني على قاعدة مهمة في الصراع مع أهل الشر، هي قوله تعالى {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 104].
فعدوك يألم كما تألم، تلحق به الخسائر كما تلحق بك، لكن مع فارق جوهري، وهو البعد الإيماني وعدالة القضية، فأهل الحق يرتبطون بالجزاء الأخروي ويرجون مثوبة ربهم على ثباتهم وصمودهم من أجل نصرة الحق والدفاع عن المقدسات والأرض والأعراض.
هذا ما انتهجته المقاومة في معركة عض الأصابع، تتحمل الألم حتى يصرخ عدوها، ويتجلى ذلك أكثر ما يتجلى في عبقرية التفاوض التي ظهرت بها حركة حماس، وصبرها على تحقيق شروطها، ما يعطي موقفها قوة، أدت إلى تنازل تدريجي جزئي من قبل الاحتلال، والذي يقع الآن في ورطة كبيرة، فهو يريد أن يحرز نصرًا عسكريًا يعيد له هيبته، لكن بأس المقاومة وحسن إدارتها لملف الأسرى يعرقلانه ويضعانه في مواجهة الشعب الإسرائيلي.
تلك عاقبة الصمود، لابد وأن تعقبه مكاسب، فهكذا تورد الإبل، وهكذا تسترد الحقوق، لا عن طريق مفاوضات الخنوع وسلام الحملان، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.