مدير مؤسسة المانية يوجه نقدا حادا للحوثيين ويشبههم بحركة طالبان أبرزهم عم عبدالملك.. الكشف عن تهريب أكثر من 300 قيادي حوثي عبر مطار صنعاء الكشف عن معلومات جديدة حول الهجوم الحوثي على ناقلتي النفط في البحر الاحمر اشتعال حرب الإنترنت..و إيلون ماسك يواجه تحديًا جديدًا في البرازيل روسيا تشعل الحرب وتمطر كييف بالصواريخ.. وتعلن السيطرة على منطقة سكوتشني في شرق أوكرانيا حافلة مدرسية تصدم حشداً وتقتل 11 شخصاً بينهم تلامذة أغرب عملية سرقة ..سيدة تغافل صاحب محل مجوهرات وتبتلع خاتما سنتكوم تعلن تدمير نظامين صاروخيين جديدة للمليشيات في اليمن السعودية تعلن تعليق الدراسة في مدارس جدة الجيش الأمريكي يؤكد إصابة ناقلة سعودية في البحر الاحمر
مأرب برس - خاص
بشكل غريب ومفاجئ لكنه متكرر تحضر الثورة اليمنية في الخطاب السياسي الرسمي المسكون بهاجس الخوف من الماضي وليس بعقلية التطلع للمستقبل الذي يجب أن تشد الخطى باتجاهه حضور الثورة المتكرر كهدف تسعى العديد من الجهات الانقضاض عليه،أمر يخالف المعروف والمألوف سياسيا لان مرحلة الثورة يفترض أنها انتهت بقيامها وترسيخ جذورها وتغير النظام السياسي من الأمامية الى الجمهورية التي تعاقبت سنونها حتى صار عمرها خمسة وأربعين عاما ، ولم تعد هواجس ومخاوف اندحارها تعشعش سوى لدى المسكونون بنظريات المؤامرة ، فتعاقب الجمهوريات وتناقص أعداد جيل ما قبل الثورة إن كان ذلك ما يقلق قد خلق قناعات للناس بأنهم بحاجة لنظام سياسي قائم على الشراكة الكاملة في الحكم والموارد والثروات ، وبالتالي فإن الخطاب السياسي للمتخوفين على الجمهورية لم يعد ذا جدوى عملية ،وما يواجه اليمن من تحديات تتعدى ذلك الجانب لان الظروف السياسية المحلية والإقليمية تفرضه نوع من الخطاب المتقدم المستند على قاعدة من الحلول والمبادرات الرامية للحاق بالمحيط الإقليمي على الاقل في مجالات التنمية البشرية والاقتصادية ،هناك أجيال تتعاقب وتكبر احتياجاتها ومعها تكبر تساؤلاتها حول مستقبلها ولا تهتم بما كان لان الماضي يهتم به المؤرخين والأكاديميين بينما المستقبل هو سلعة الشباب والباحثين عن حياة أفضل وعيش رغيد.
المجتمع اليمني فتي يمثل فيه الاطفال والشباب أكثر من 59% من اجمالي سكانه وتصوراتهم للحياة لا مجال فيها لخزعبلات السياسة ، هم مسكونون بالتعليم والصحة والمياه النظيفة والكهرباء والطريق وهذا ما تقدمه الثورات التي تعني بتحقيق ما فشل الائمه في تقديمة لعامة الشعب خلال فترة حكمهم ، وبالتالي فإن الاجيال الشابه ستنحاز بالضرورة لما يلبي إحتياجاتها، كما أن شركاء العمل السياسي بالتاكيد ليسوا سعداء بالانقلاب على الجمهورية والتأمر عليها ، وهناك بالتأكيد فرق كبير بين ممارسة العمل السياسي والتنافس على الحكم لان ذلك حق مشروع ومكفول دستوريا وقانونيا لجميع الاطياف السياسية ولا يوجد حزب يمني معلن يحمل في أجندته السياسية أهداف تدعو للعودة لما قبل خمسة واربعين عاما .
الاماميون ، الانفصاليون ، الظلاميون ، الرجعيون ...الخ من الصفات التي يتم إستحضارها عند كل أزمة سياسية تمر بها اليمن أو عند ارتفاع حمى التنافس السياسي ، تهدف لاخراس الصوت الاخر ، وأداة لتخويف الشارع السياسي وتعبير عن عجز في اليات الخطاب والحوار بين الفاعلين في الساحة السياسية اليمنية ،واستخدام تلك المصطلحات كفزاعة يؤثر سلبا على مستوى الاداء واللغة التي يجب أن تكرس لخدمة قضايا الوطن والمواطن ، وهو تكريس لاستمرارية الخطاب الاتهامي الاقصائي ، ويتناقض مع الفعل اليومي الذي يفترض استنادة على التساوي بين جميع المواطنين أمام القانون ، والغريب ان يتم الحديث عن تحالفات بين عدد من القوى السياسية ضد النظام الجمهوري ، على الرغم من أن التحالفات بين القوى السياسية من أدوات الاداء السياسي المتعارف عليه.
إن استمرار استخدام واستحضار اللغة المهترئة والتخوينية قد تنعكس أثاره على قدرة الفعل السياسي المطلوب، ومن شأنه تعطيل قدرات يمكن الاستفادة منها في مجالات البناء السياسي وليس الهدم وهو خطاب استعدائي يهدد السلم والامن الاجتماعيين ، وكيف يغيب عن صانع الخطاب الاثر المدمر لتلك المفردات التي قد لا تظهر تأثيراتها على السطح ما يجعلها تتنامي تحت الارض وعاقبتها لن ترضي أحد.
الذكرى الخامسة والاربعين لقيام ثورة 26 سبتمبر هي مناسبة جيدة لمراجعة الخطاب وتغييره حول هذه المناسبة التي مثلت تحولا هاما في تاريخ اليمن ، وهذا ما نتمنى ان يدركه الجميع ، وهي فرصة لفتح صفحة جديدة في تتناسب مع الدعوة لبناء مستقبل جديد في يمن يتسع لجميع أبنائه.
Alzorqa11@hotmail.com