آخر الاخبار

الجزائر تعلن عن تقديم مساعدة عاجلة وضخمة إلى لبنان بعد أزمة كبيرة ضربة البلاد مأرب: جمعية الأقصى تقيم مهرجانا جماهيريا نصرة لغزة تعرف على العناصر الغذائية الأساسية لنمو الطفل.. مفتاح الصحة والتطور شركة العملاق الصيني هواوي تطلق جهاز التلفاز الذكي V5 98 بتقنية عالية ومذهلة الذكاء الصناعي يدخل في شركات التجارة الإلكترونية للبيع بتجزئة والجملة لتحسين عملياتها هيومن رايتس ووتش تكشف ما لحق باليمنيين جراء اغلاق المقرات الأممية في مناطق المليشيا وتدين قمع الحوثيين لموظفي الأمم المتحدة مدارس مأرب تفتح أبوابها ونائب وزير التربية يدشين العام الدراسي الجديد وصف الوضع في مأرب بالكارثة.. تقرير حديث يكشف بالأرقام خسائر وأضرار الأمطار والسيول التي اجتاحت المحافظة يوم 11 أغسطس نجم ريال مدريد السابق قريبا في الدوري السعودي وخبر سار بالنسبة لرونالدو إحصائية جديدة بضحايا الأمطار الغزيرة والفيضانات المفاجئة التي ضربت اليمن مؤخرا

أين يذهب موتى الوطن
بقلم/ الشاعر/نزار قباني
نشر منذ: شهرين و 19 يوماً
الخميس 30 مايو 2024 10:07 م
  

1

نموت مصادفةً ..

ككلاب الطريق .

ونجهل أسماء من يصنعون القرار .

نموت ...

ولسنا نناقش كيف نموت ؟

وأين نموت ؟

فيوماً نموت بسيف اليمين .

ويوماً نموت بسيف اليسار ..

نموت من القهر

حرباً وسلماً ..

ولا نتذكر أوجه من قتلونا

ولا نتذكر أسماء من شيعونا

فلا فرق – في لحظة الموت –

بين المجوس ..

وبين التتار ...

بلادٌ ..

تجيد كتابة شعر المراثي

وتمتد بين البكاء .. وبين البكاء

بلادٌ ..

جميع مدائنها كربلاء ...

3

بكعب الحذاء تدار ..

فلا من حكيمٍ ..

ولا من نبيٍ ..

ولا من كتاب .

بلادٌ ..

بها الشعب يأخذ شكل الذباب !!

4

بلادٌ ..

بلادٌ يسيجها الخوف ،

حيث العروبة تغدو عقاباً ..

وحيث الدعارة تصبح طهراً

وحيث الهزيمة تغدو انتصار ...

5

مبادئ .. بالرطل مطروحةٌ

على عربات الخضار ..

تكفل حرية الرأي .. تعرض كالفجل

في عربات الخضار .

قصائد .. ليس عليها إزار

تضاجع في الليل كل خليفه ..

وترضي جميع جنود الخليفه ..

وترمى صباحاً كأية جيفه

عل عربات الخضار ..

6

بلادٌ .. بدون بلاد

فأين مكان القصيدة

بين الحصار ، وبين الحصار ؟

فعل انتحار ..

7

بلادٌ ..

تحاول أشجارها

من اليأس ،

أن تتوسل تأشيرةً للسفر ..

بلادٌ ..

تخاف على نفسها من قصيدة شعرٍ ..

ومن قمر الليل ،

حين يمشط شعر المساء .

وتخشى على أمنها

وعيون النساء ..

9

أفتش عن وطنٍ لا يجيء ..وأسكن في لغةٍ

ليس فيها جدار ...

10

بلادٌ ..

تعد حقائبها للرحيل

وليس هناك رصيفٌ

11

إلى أين يذهب موتى الوطن ؟

وكل العقارات فيه

ومن يدلكون بزيت البنفسج صدر الرئيس ..

وظهر الرئيس ..

وبطن الرئيس ..

ومن يحملون إليه كؤوس اللبن ..

إلى أين يذهب ؟

وما عندهم شقةٌ للسكن !!

12

ولو موتنا ..

كان من أجل أمرٍ عظيم

لكنا ذهبنا إلى موتنا ضاحكين

ولو موتنا كان من أجل وقفة عزٍ

وتحرير أرضٍ ..

وتحرير شعبٍ ..

سبقنا الجميع إلى جنة المؤمنين

ولكنهم .. قرروا أن نموت ..

ليبقى النظام ..

وأخوال هذا النظام ..

وتبقى تماثيل مصنوعةٌ من عجين !!

13

يموت الملايين منا

ولا تتحرك في رأس قائدنا

شعرةٌ واحده ..

ولم أك أعرف أن الطغاة

يضيقون بالآلة الحاسبه ..

14

أحاول بالشعر ..

أن أستعيد مرايا النهار .

وعشب الحقول ،

وضوء النجوم ،

وأستنبت القمح من تحت هذا الدمار .

15

أحاول بالشعر ..

إنهاء عصر التخلف ،

حتى أؤسس عصراً جديداً

من الورد والجلنار .

أحاول بالشعر ..

تفجير عصرٍ

وتغيير كونٍ ..

وإشعال نار ..

17

بحثت طويلاً عن المتنبي

فلم أر من عزة النفس

بحثت عن الكبرياء طويلاً

ولكنني لم أشاهد

بعصر المماليك

إلا الصغار .. الصغار ...

من الورد والجلنار .

16

أحاول بالشعر ..

تفجير عصرٍ

وتغيير كونٍ ..

وإشعال نار ..

17

بحثت طويلاً عن المتنبي

فلم أر من عزة النفس

إلا الغبار ..

بحثت عن الكبرياء طويلاً

ولكنني لم أشاهد

بعصر المماليك

إلا الصغار .. الصغار ..