انفجر الوضع عسكرياً ومقاتلات إسرائيلية تقصف مواقع لـحزب الله جنوب لبنان
شركة أرامكو السعودية تواصل تصدر قائمة أقوى 20 علامة تجارية في آسيا
اليابان تبدأ تداول أول أوراق نقدية جديدة منذ 20 عاما.. تفاصيل مذهلة
مفاوضات مسقط تقترب من صفقة النهاية .. شبكة حقوقية تطالب بضغط دولي
اشتعال الموجهات من جديد وقوات الجيش تفشل هجوماً حوثياً على مأرب وتقتل قيادياً
تعرف على ثروة أغنى أغنياء العالم.. إيلون ماسك في المقدمة
أردوغان يكشف عن فخ خبيث.. وتركيا تعلن غلق حدودها مع سوريا
10 أشياء في الحياة إياك أن تبوح بها للآخرين
بعد مظاهرات عارمة محكمة كندية قرارات مخزية بحق مخيم مؤيد للفلسطينيين بجامعة تورونتو
صفقة مفاجئة وغير متوقعة بين تركيا والسعودية
كنت حتى الأمس القريب ضد الغربة ، لقد جربتها سنوات في مصر فكانت مريرة بطعم العلقم.!
كانت لدي قناعة بقضاء ما بقي من عمري في الوطن رغم أنه لم يبق لنا منه إلا رائحته ، لقد صار الوطن لغيرنا ونحن فيه أتعس من اللاجئين ، على الأقل اللاجئ هناك منظمات تهتم به وتوفر له أساسيات الحياة .
الآن تحطمت قناعتي وبت أسعى للهجرة واللجوء الإنساني إلى أي دولة حتى موزمبيق ، وقضاء من بقي من العمر في المنافي الباردة طالما سيتوفر لي الحد الأدنى من أساسيات الحياة ، وهو على كل حال لن يطول لأسباب كثيرة أولها صحتي التي تدهورت كثيرا ولن أتحدث أكثر من هذا .
سنترك التغني بالوطن للشعراء وللحالمين ، ولمن ذاقوا خيره وعرفوا نعيمه.
لقد قررت منذ فترة أن لا أكتب عن مرضي ، رغم أني أعتبرها فضفضة أخوية أشعر بعدها بارتياح معنوي ، تذكرني بتلك القصة التي رواها الكاتب الروسي الشهير أنطون تشيخوف عن " حوذي " سائق عربة يجرها حصان ، مات ولده الوحيد ولم يجد من يستمع إليه فجعل يحدث حصانه عن ولده وكيف مات .!
نحن بشر ونحتاج من يستمع إلينا ونحن نحكي.
سأروي لكم قصة سأتحدث عنها لأول مرة :
قبل سنوات ألفت كتابا قضيت فيه عدة أشهر بلياليها وأيامها وأنا غارق بين الكتب والمراجع والمصادر ، وضعت فيه عصارة ذهني وخلاصة جهود مضنية ثم وجدتني مضطرا لبيعه لينشر باسم شخص آخر .!
لقد كنت في حاجة ماسة للمال وبعت الكتاب بثمن بخس مقارنة بما فيه من الجهد الكبير .
بعد ذلك طبع الكتاب في الخارج ونال صاحبه من الشهر والامتيازات والأموال ما زاد حزني وحسرتي عليه رغم اني كنت في حالة من الضرورة حيث أغلقت أمامي كل الأبواب وبقيت لأشهر عاجزا عن شراء قرص علاج ناهيك عن غيره من أساسيات الحياة.
أن تبيع كتابك كأنك تبيع ولدك ، تخيل ترى ولدك الذي صار باسم شخص آخر وقد نجح وصار يشار إليه بالبنان بينما أنت تنظر إليه من بعيد ولا تجرؤ على الاقتراب منه ، ترمقه بنظراتك وتذرف الدمع وتعض بنان الندم .
والله إنه نفس الشعور وقد عشته وعصرني الحزن حتى أشتعل الرأس شيبا .
بعد ذلك حدثت بعض الإخوة عن قصة الكتاب فقال لي أحدهم :
- لماذا لم تخبرني ؟!
في بعض الأحيان يفضل المرء أن يبيت على الطوى على أن يحفظ ماء وجهه أمام إخوانه .
ولأنه ليس لي حصانا كذلك الحوذي في قصة تشيخوف هانذا أروي لكم وأخبركم أنني مضطرا لبيع كتابي الثاني الذي يعز علي بيعه ولدي يقين أنه سينجح وسيصبح شيئا مذكورا بإذن الله ، وبأنني سأحزن عليه ولكن المضطر يأكل الميتة ويركب الصعب والحمد لله على كل حال.
أجدني مضطرا للتوقف عن الكتابة لفترة الله وحده يعلم كم ستستمر .