آخر الاخبار

واشنطن تكشف عن أخطر إمرأة في العالم وترصد 5 ملايين دولار لمن يدلي معلومات عنها الناشطة النوبلية توكل كرمان تشارك في مؤتمر دولي بتبليسي باستضافة رئيسة جورجيا البنك المركزي يوقف عمليات التحويل الداخلي .. تعرف على البدائل والانعكاسات على أسعار الصرف .. خبراء الاقتصاد يتحدون العميد طارق صالح يعلن موبفه من إختطاف الحوثيين لـ 4 من طائرات نقل الحجاج مليشيا الحوثي تصعد عسكريا بمحافظة تعز ومصرع قيادي حوثي رفيع بنيران الجيش الوطني .. تطورات المشهد العسكري عاجل : مجلس القيادة الرئاسي يعقد اجتماعا استثنائيا لمناقشة الطائرات المخطوفة ويتخذ جملة من القرارات والتدابير منفذ الوديعة يتصدر كواحد من أكثر المنافذ البرية تخلفا وفسادا في العالم .. ارباح بالمليارات لا يعرف مصيرها والعابرون يحترقون بلهيب الشمس خلال إجراءات العبور تحذير عاجل من خفر السواحل للمواطنين في 4 محافظات يمنية رواية الحوثيين حول سبب احتجازهم 4 طائرات لليمنية والاجراءات التي ستتخذ بحق الشركة في صنعاء مباحثات مع الإتحاد الأوروبي بشأن اليمن

سح الدموع
بقلم/ د.عسكر بن عبد الله طعيمان
نشر منذ: 5 سنوات و 10 أشهر و 25 يوماً
الجمعة 03 أغسطس-آب 2018 09:54 م
 

بكيتك يا شيخي ومثلك كم يبكى؟!

ففقدك في الدنيا هو الخبر الأنكى

تذكرت أمجادا بنتها رؤاكمو

وهمت على وجهي بسيرتك الأزكى

فأنت بدنيانا الضياء وأنت في

نحور عدانا السيف إن نشروا الإفكا

رعى الله أياما رأيناك بلسما

وكنت لنا الريحان والعود والمسكا

كلامك يهدي العالمين إلى الهدى

ويمحو الردى والزيغ والريب والشكا

أمأرب يا ويحي عليكِ من الأسى

وقد دهمتكِ اليوم داهية حلكى

فراق نبيلٍ ما له من مشابهٍ

على مثله الأحزان طول المدى تُنكا

ففي كل شبرٍ من ثراك حكايةٌ

له في هداكِ للعلا دائماً تُحكى.....

21/ 11 / 1439 / هجرية، موعد الرحيل الميمون والسفر المبارك، للمربي الصالح أبو محمد سعيد بن عبدالرحمن سهيل،

 انقضت اللحظة الكونية العابرة لفضيلة متع بها من تحلقوا على موائد التربية، ونفذ الوعد الحق، ونحسب شيخنا رحمه الله في نزل كريم بين يدي بر رحيم، وإنما تتحسر أنفسنا على ظل كان ممدودا فقبض، وبقينا على أثره الدليل الذي يروي بقية الحكاية إن تجاوزنا آفة النسيان.

تتألم أنفسنا أن ذهب المربي قبل أن تطمئن قلوب المستضعفين ويسر المحزونون، وتقر أعين المظلومين.

تغشانا الرهبة لموت العلماء والمصلحين قال ابن عباس رضي الله عنهما خراب الأرض بموت علمائها وفقهائها وأهل الخير منها، نسأل الله اللطف والخلف بخير.

رحل سهيل وفي ميزانه شهداء كثر ودعاة وطلبة علم ودروس وخطب وتزكية وعلم وهدى.

في اختلاط مشاعر الأسى والحزن تتداعى صور كثيرة لا تخلوا من غبش الصدمة وعثار الذاكرة،

 تنسكب العبرات كلما طاف الخيال بفصول معهد الصديق بحصون آل جلال ومعهد الفاروق بكرى والشيخ يرعانا براعما صغارا عام تسعين وواحد وتسعين للميلاد وما بعدها، بدروس تحفة الأطفال للجمزوري وشرح العقيدة الطحاوية والآجرومية وغيرها ،

بغرس العقيدة الصحيحة، وقواعد التجويد وبساتين الترتيل،

 بنسائم التزكية ومعاني الإيمان وبلحظات النعيم التي لا تمحى..

تخرّج الشيخ من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة واقتبس من أنوار ساكنها الأعظم صلى الله عليه وسلم فتمثّله قدوة في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة طوال حياته.

 

في مطلع ثمانينيات القرن المنصرم مع إخوانه من الدعاة والمشايخ الفضلاء منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر بدأوا مسيرة الإحياء لأرض قاحلة كانوا لها كالغيث النافع الذي وقع على أرض طيبة فآتت أكلها خيرا كثيرا شهده اليمن وشهد له اليمانيون حين انفجر بركان الكهنوت الملعون يحرق البلاد ويدمرها، فكانت مأرب كهفاً آمناً وملاذاً رحباً لكل اليمنيين بلا منٍّ أو أذى، ونتيجة لآثار التربية الإسلامية والوطنية الصحيحة كانت مأرب ركنا وثيقا أمسك بنيان الجمهورية بعد أن آل للسقوط وكاد أن يتداعى..

يجف المداد وينكسر القلم حسيرا لا يفي بتصوير ركام الحزن ولوعة الأسى على فراق الوالد الداعية الرباني المربي، وقد يخفف عنا ما نرجوه له من الراحة في ظلال رحمة الرحمن الرحيم، ثبت في الحديث المتفق عليه أن الموتى على قسمين مستريح ومستراح منه، فالعبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب.

والحمدلله على كل حال وإنا لله وإنا إليه راجعون.