الشرنوبي : الإعلام العربي نعامة تدفن رأسها في رمال الواقع
بقلم/ فضل المنهوري
نشر منذ: 14 سنة و أسبوعين و يومين
السبت 30 أكتوبر-تشرين الأول 2010 04:01 م
- اعتقال العاملين في الإعلام الإلكتروني يزيده قوة .

- لا يوجد مغلق على الإنترنت ومحاصروه واهمون .

- بعض إعلاميونا تستخدمهم الأنظمة لعمل ديكور حرية .

- الإسلام هو الحل عنوان مشروع إصلاحي و ليس شعار انتخابي .

موقع إخوان أون لاين نافذة جماعة الإخوان المسلمين الرسمية المعبرة عن رؤاها و أطروحاتها و خلال زيارته لليمن التقى " الإصلاح نت " بعبد الجليل الشرنوبي رئيس تحرير إخوان أون لاين محاولاً رسم صورة عن واقع الإعلام الإخواني و الإعلام المصري خاصة و العربي بصفة عامة . 

والشرنوبي صحفي – عضو نقابة الصحافيين المصريين – أول إسلامي يحصل على عضوية اتحاد نقاد السينما المصريين – عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمي - رئيس تحرير إخوان أون لاين – رئيس المركز الدولي للإعلام بالقاهرة – كاتب و قاص صدر له "حبي الأول و الأخير" قصة طويلة و نشر قصصه و اعماله في العديد من الدوريات المصرية و العربية.

حوار : فضل المنهوري

• خطوات إلى الوراء

- كيف ترى واقع الإعلام المصري ؟

- الإعلام المصري شأنه شأن الإعلام العربي يسير بخطوات متسارعة إلى الوراء، فللأسف لاتزال قيادات الإعلام يتعاملون بعقلية الإعلام الشمولي في عهد السموات المفتوحة و الإعلام البديل، و ما يمكن أن تراه من فضائيات مصرية خاصة أو صحف مستقلة لا تعدو كونها مجرد ديكور للحياة الإعلامية المعاصرة، فالكل يسير في ذات الفلك الحكومي، و الكل لديه من الخطوت الحمراء ماليس لدى وسائل الإعلام الرسمية للدولة ... و من يغرد خارج السرب سريعاً ما يخرج عن السرب بل عن السماء سواء أكانت مرئية أو مسموعة أو حتى مقروءة .

- ولكن هناك أصوات معارضة في بعض وسائل الإعلام المصرية ؟

- هذه الاصوات عادة ما تكون مرحلية و مؤقتة و ليست مستدامة، و بعضها للأسف يتم استخدامه بطريقة غير مباشرة ليلعب دور صافرة الضغط في طنجر البخار، إنها نظرية الـ "فس" التي تهدىء خاطر الجماهير المحتقنة، فيما هناك فريق يستحدث معارك في الهواء إدعاء أنه يعرض الرأي و الرأي الآخر و عادة ما تكون قضايا "دون كيشوتية" يصارع فيها الإعلامي و ضيوفه طواحين الهواء !

• إعلام النعام !

- هل يمكن اعتبار الصحافة الإلكترونية هي المتنفس في ظل هذا الواقع ؟

- ليس فقط الصحافة الإلكترونية بل الإعلام البديل ذلك الذي يتجاوز قيود الرقابة التي تتعامل مع واقع إعلام القرن الحادي و العشرين بعقلية القرن التاسع عشر فيتحول الإعلام في أوطاننا إلى نعامة تدفن رأسها في الرمال حتى لا ترى إلاذاتها و لا تسمع إلا صوتها و تمسي و تصبح تتشدق بالريادة و التحرر، إنني أعتقد أن مستقبل الإعلام البديل يصنعه الآن مدونون يرسمون بكلماتهم صحفاً و مجلات تعبر بصدق عن آمال و طموحات الناس و يرفضون كل صور الهيمنة السلطوية و الاستبداد السياسي و على امتداد خطواتهم تأتي المواقع الإلكترونية التي تعبر عن وجهات النظر الأخرى أيا ما كانت . و يتطور الأمر ليشمل سينما الديجيتال و حتى أغاني التحرر و نقد الأنظمة و السياسات التي صارت من خلال الإنترنت ضميراً حيا يقض مضاجع الظغاة .

- ولكن مثل هذه الاتجاهات يمكن تطويقها عبر السلطة ؟

- إطلاقاً من يظن أن الحجب أو حتى الاعتقال يمنع صوتاً واهم . فلا يوجد محجوب أو مغلق على الإنترنت الأصل في الشبكة العنكبوتية الإتاحة و حال اعتقال مدون تبقى مدونته متاحة للجميع و حتى و إن تم إغلاق مدونة أو اعتقال محرر موقع سرعان ما يكون هذا سبباً لانتشار وعائه و تجد آلاف يبادرون للوقوف إلى جانبه .

• محو الأمية الإلكترونية

- في اوطاننا العربية و الإسلامية نعاني من الأمية الإلكترونية وهو ما يحول دون استخدام الإنترنت الاستخدام الأمثل ؟

- هذه مسؤلية العاملين في مجال الإصلاح و أصحاب الدعوات التحررية لأن حريتنا لن تأتينا على طبق من ذهب، المشوار طويل و أولى خطواته هي نشر الثقافة الإلكترونية عبر كل المؤسسات الإصلاحية و الإخوان في مصر كانوا أول من استخدم الإنترنت في إعلامهم و ذلك مع نهايات العام 1998 و بدأوا بحملة أسموها " محو الأمية الإلكترونية للصف " فلا يعقل أن نعتبر الإنترنت و سيلة لنشر رؤانا و أفكارنا و نحن و لا نجيده و لقد ضرب فضيلة المرشد العام السابق محمد مهدي عاكف في ذلك أروع المثل فرغم سني عمره المثقلة بالجهاد و هموم أمته قال لي فور أن سلم الراية للأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام الحالي لقد أصبح لدي الآن متسع من الوقت لأتعلم الإنترنت و بالفعل لم يمض شهر واحد حتى بات يتابع الإنترنت مباشرة بعد أن كان سكرتاريته يطبعون تقريراً للمتابعة عنه . ما اريد أن أوأكد عليه هنا هو أن التفاعل مع الإنترنت ليس إختراعاً للذرة لنبدأ بصفوف العاملين في حقول الإصلاح ثم لنطالب كل منهم بنشر ثقافة الإنترنت بالتدريج عبر 5 أفراد و هكذا بالتدريج تتسع الدائرة و عندما يجد الجمهور أوعية الإنترنت تلبي احتياجاته سيسارع إليها باعتبارها لغة العصر التي لا تحدها قيود و لا تحاصرها قوانين بطش أو لوائح استبداد .

• قرار مؤسسي

- أعلن الإخوان في مصر المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة في الوقت الذي أعلن فيه البعض من القوى السياسية المصرية مقاطعتهم لهذه الانتخابات فهل هذا خروج عن الإجماع الوطني ؟

- من قال ذلك ؟ أولاً لا يوجد إجماع من المعارضة المصرية على المقاطعة . ثانياً قرار المشاركة في الانتخابات هو قرار يعتمد على الشورى المبنية على المؤسسية داخل نسيج الجماعة . ثالثاً ما يُثار حول الانتخابات و الإخوان و المعارضة أو حول أي قرار له علاقة بالإخوان هو محل انتقاد من وسائل الإعلام حتى و إن تماشى مع دعوات كل الدنيا لأنه و ببساطة هناك من يسعى لإخراج القضية عن مسارها الأصلي عبر إداخلنا في جدل سفسطائي عقيم . و اخيراً أريد أن أقول هناك فرق بين يكون هناك إجماع و طني مصري على المقاطعة و يخرج عنه الإخوان و بين أن تترك المساحة لكل القوى لاتخاذ القرار الذي تراه متناسباً مع أولويات المرحلة أليست هذه هي السياسة "فن الممكن" و الإخوان يرون في الواقع السياسي المصري الحالي مساحة تسمح لهم بأن يعبروا عن رؤاهم و افكارهم في الإصلاح و في التواصل مع الجماهير التي انتخبتهم و ناصرتهم و تحملت البطش لمؤازرتهم

- لكن إخوان الأردن قرروا المقاطعة ؟

- هذا قرارهم و فق ظروفهم و ملابسات واقعهم السياسي . فلكل مِثل و أهل مكة أدرى بشعابها و هم يسألون عن دوافع هذا القرار .

• ويبقى الإسلام هو الحل

- ورغم كل تهديدات النظام المصري لا تزالون مستمسكون بشعار " الإسلام هو الحل " أليس هذا نوعاً من أنواع التحدي الغير مبرر ؟

- " الإسلام هو الحل " ليس مجرد شعار بالنسبة للإخوان بل عنوان مشروع إصلاحي شامل يرنو لبناء دولة مدنية ذات مرجعية إسلامية و هو شعار بحسب القضاء المصري ليس مناقضاً للدستور و لا للقانون و لا يثير فتنة و لا يزدري مواطناً و بالتالي فما المانع منه خاصة و أنه يمثل بالنسبة للإخوان شعاراً تاريخياً .

- أمام التضييقات و الاعتقالات هل من الممكن أن تديرون حملة للدعاية الانتخابية بنجاح ؟

- الإخوان لا يعتمدون على الدعاية الانتخابية التقليدية عادة قدر ما يعتمدون على رصيد كبير من قواعدهم التي تمثل أبواق دعاية مجانية لهم في دوائرهم المختلفة و هي بالدرجة الأولى دعاية قائمة على الالتحام المباشر هذا إضافة إلى رصيد غير متناهي من الثقة و الحب و الاحترام في قلوب جمهور سئم من داعية الصفقات و إعلام الترهيب الحكومي و مرشحي شراء الأصوات الذين لا يراهم الناخب إلا في كل موسم انتخابي و بعد ذلك يختفون .

• شكراً وحيد حامد

- "الجماعة" المسلسل الأكثر جدلاً في رمضان الماضي كيف تقيمونه ؟

- "الجماعة" عمل يستوجب دوماً أن نشكر عليه مؤلفه و منتجه المنفذ وحيد حامد، و يدعوا في الوقت ذاته للأسى على صانعيه في أجهزة الدولة المصرية الذين أرادوا أمراً فكان لهم عكسه و لك أن تتخيل أنه المسلسل الوحيد الذي لم تتم إعادة عرضه من رمضان حتى اليوم لا لشيء إلا لأن موجهوه استشعروا أنهم أوقعوا أنفسهم في كارثة .... فلقد أرادوا تشويه الإخوان و الإمام الشهيد حسن البنا و أمام حالة السخط المتزايد و فقدان الثقة من قبل الجمهور فيما تقدمه الدولة و فيمن تعاديهم راح من لم يكن يعرف الإخوان و حسن البنا يفتشون في تاريخهم ليصلوا للحقيقة ... إنه عمل رائد فرض الإخوان على الدراما المصرية بعد سنين من الحظر الدائم .

• رسائل لا بد منها

- بمناسبة زيارتك لليمن ... و إطلالتك على موقع " الإصلاح نت " مالذي تحب أن تقوله لإخوانك في اليمن ؟

- هناك عدة رسائل أود أن أوصلها:

فأولاً لليمنين عموماً أقول لهم كل الدنيا تسير صوب الاتحاد و التحالف فلا تفقدوا بممارسات الساسة وحدة دفعتم ثمنها من دماء أبناءكم جنوباً و شمالاً و اجعلوا من حرصكم على وحدة صفكم حائط الصد الذي يحول دون وصول سهام الفتن إلى بدنكم الواحد .

وثانياً أقول للقائمين على اللقاء المشترك لقد بدأتم مشروعاً وطنياً رائداً في عالمنا العربي فكونوا الدائرة التي تتسع كل يوم لتضم للحوار من أجل الوطن أطرافاً جديدة يولد بها غد اليمن الواحد و تقوى بها ساعده ليستعيد اليمن مكانته التاريخية و مجده العريق .

وثالثاً أقول لأساتذتي و إخوني في الإصلاح تمتلكون من مقومات صناعة مشروع إصلاحي رائد الكثير فكونوا المعين بمشاريعكم و جديد رؤاكم و أطروحاتكم الذي يروي بدن اليمن و تمتد روافده لتنهل منها كل الحركات الإصلاحية في عالمنا العربي و محيطنا الإسلامي .