أسماء الأسد تحتضر والأطباء يضعونها في عزلة وصحتها في تدهور نتائج مذهلة يكشفها الطب عن تناول زيت الزيتون يوميا- ماذا يفعل بجسمك؟ تعرف على تشكيلة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية بعد خلع الأسد شرطة المنشآت بمحافظة مأرب تختتم العام التدريبي 2024م وتكرم منتسبيها تزايد السخط الشعبي ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم ومتحدث جبهة الضالع يتوقع سقوطهم القريب محافظة إب تغرق في جرائم القتل والاختطاف في ظل هيمنة مليشيا الحوثي عاجل: مطار صنعاء يخرج عن الخدمة وسقوط ضحايا مدنيين وتدمير واسع في غارات شنها طيران الاحتلال ايران تهدد رسميا بنشر الفوضى والطائفية في سوريا وابتعاثها خلال أقل من عام عاجل: انفجارات عنيفة الآن تهز صنعاء والحديدة والإعلان عن سقوط قتلى ''فيديو والمواقع المستهدفة'' اللواء العرادة يشدد علي تعزيز التعاون بين اليمن ومصر لتأمين الممرات المائية وأهمية باب المندب بالنسبة لقناة السويس
لا ينكر أحد الدور العظيم الذي لعبته قناة سهيل في الثورة الشبابية السلمية، فقد حفرت لنفسها مكانة كبيرة في نفوس اليمنيين، وضمنت لنفسها مساحة محترمة في تاريخ الثورة، لكن تلك المكانة لم تكن لتحصل عليها لولا الثورة، إذ كانت قناة باهتة لا يلتفت إليها أحد، وفجأة وجدت نفسها في الواجهة بفعل الثورة ، فكان لابد أن تواجه، وحدها، إعلام السلطة، فقد كانت، حينها، القناة المحلِّية الوحيدة التي تعبِّر عن الثورة، فتعامل معها الناس على أنها لسان حال الثورة. وقد كانت، بالإضافة إلى بعض المواقع الإخبارية الالكترونية، المصدر الأول للمعلومة، خاصة في ظل التعتيم الذي مارسه نظام علي عبدالله صالح الذي لم يستطع إغلاق الفضاء في وجه الصورة والخبر فعمد إلى قطع الكهرباء ليقطع عنا الفضاء كله.
لكن النجاح الذي حصلت عليه القناة نجاح مرتبط بالظرف والموضوع، وليس نجاحاً ناتجاً عن أدائها المهني، وعلى القناة أن تحوٍّل النجاح المكتسب من الموقف والظرف التاريخي إلى نجاح يستند إلى أسباب مهنية، وبإمكانها استغلال رصيدها الثوري والعاطفي في تطوير أدائها المهني إن أرادت الاستمرار والنجاح.
إن أهم الملاحظات التي أسجلها على هذه القناة هو أنها لم تستطع أن ترسم لنفسها شخصية واضحة ومحددة، ولم تستطع أن تحتفظ بطاقم عمل منسجم، خاصة فيما يتعلق بالمذيعين. فكل القنوات الإخبارية تقدم نفسها من خلال مجموعة من المذيعين المنسجمين والمتقاربين في المستوى، بحيث أنك عندما تذكر واحدة منها تربطها ذهنياً بتلك الشخصيات. فالجزيرة تمثل في ذهن المشاهد أحمد منصور، فيصل القاسم، محمد كريشان، خديجة بن قنة، جمال ريّان، وغيرهم من المذيعين والمذيعات الذين أصبحوا من أعلام الجزيرة، وهكذا بالنسبة لبقية القنوات.
أما قناة سهيل فلم تستطع أن تتمسك بمذيع واحد. كثير من الوجوه تأتي وتذهب، يأتي أحدهم ليقدم حلقة واحدة ثم لا يعود أبداً، وكأن أيّ واحد له علاقة بفلان وأراد أن يجرِّب حظه في أن يكون مذيعاً يأتي إلى قناة سهيل ليقدم حلقة أو حلقتين ثم لا نعلم أين يذهب. وكثير منهم لا يبدو أنه يصلح للعمل الإعلامي أبداً، فليس من يستطيع أن يخطب في جمعة قادراً أن يكون مذيعاً، وإن كان مثقفاً أو فقيهاً أو خطيباً مفوّهاً، فالخطابة شيء والعمل الإعلامي شيء آخر، إنه علم له قواعده وأصوله، وله رجاله (ونساؤه) أيضاً.
حتى المذيعين المحترفين الذين انظموا للثورة و اتُّخِذَتْ في حقهم قراراتٌ مجحفة من قبل الإعلام الرسمي آنذاك، حتى هؤلاء لم تستطع القناة أن تكسبهم وتستفيد من خبراتهم وسمعتهم، فتكسبهم وتكسب معهم متابعيهم. إذ لم نشاهد علي صلاح والمسيبلي (في حدود علمي) إلا في حلقة أو حلقيتين لكل منهما ثم اختفيا.
إنك في كثير من الأحيان، وأنت تشاهد قناة سهيل، لا تدري مَنْ المذيع ومَنْ الضيف، فكلاهما وجه جديد عليك، وتراه لأول مرَّة، وربما لآخر مرَّة. كيف تستطيع القناة التي لم تحتفظ بطاقم إعلامي أن تحتفظ بالمشاهد؟ والمذيع، في القناة التلفزيونية، هو كل شيء بالنسبة للمشاهد، مثل الصحفي في الصحيفة. فالمتلقي لا يسأل مَنْ يدير تلك القناة أو الصحيفة، أو من يملكها، ولكنه يسأل، بكل تأكيد: مَنْ يقدِّم في هذه القناة، ومَنْ يكتب في تلك الصحيفة.
إن المذيع يحتاج إلى وقت حتى تصقل صورته، يحتاج كل مذيع أن يكوِّن علاقة ألفة ورضا و قبول مع المشاهد، وليس من السهل أن يحدث ذلك دون أن يكون هناك علاقة حميمية متواصلة تؤدي في النهاية إلى كسب الثقة، وهي أهم ما تسعى أي وسيلة إعلامية إلى الحصول عليها. فالمصداقية، على أهميتها القصوى، لا تكفي وحدها لكي تكسب ثقة الناس، لأن المشاهد يثق بمن يعرف أكثر من ثقته بمن يجهل. أليس السبب الذي كان يدفع الناس إلى ميدان السبعين هو أنهم يعرفون علي عبدالله صالح، ولهذا فهم لا يتصورون رئيساً لليمن غيره. ألم يكن خطباؤهم، وإن كانوا قليلي الخبرة في الخطابة والإقناع، يقنعونهم بمجرد ذكرهم للمثل الشعبي:" جني تعرفه ولا أنسي ما تعرفه". فالناس يثقون بمن يألفون، والألفة تقتضي التواصل والاستمرار. أليس الهدف الذي ترمي إليه الإعلانات من وراء تكرار عرض مادتها هو أن تجعل المُنْتَج مألوفاً لدى المستهلك، فأنت عندما تذهب لشراء سلعة معيّنة تطلب تلك التي تشكّل حضوراً ولا تطلب منتجاً غير معروف إلا إذا كنت مضطراً، كأن يكون الذي تبحث عنه غير موجود. فمن يستطيع أن يذكر لي اسم مذيع/ة واحد/ة من مذيعي قناة سهيل؟
آمل، ألا يضيق صدر القناة بهذا النقد، وأن تأخذه مأخذ الجد، وتراجع نفسها، وتبحث عن السبب الذي يطرد الإعلاميين منها، ما جعلها ساحة تدريب لكل من أراد أن يسجل حلقة تلفزيونية للذكرى، يضيفها إلى سيرته الذاتية ثم يذهب.
كل خوفي، أن يكون الطاقم الإداري لهذه القناة، يمرُّ بنفس التجربة، أي تتناوب عليه الشخصيات الإدارية كما يتناوب عساكر شرطة المرور على مواقع العمل. فإذا كان الحال كذلك فعلى القناة أن تتأهب للعودة إلى ما كانت عليه قبل الثورة، قناة مهجورة لا يشاهدهاحتى أصحابها، وإن لم يكن، فنأمل أن تتدارك الخطأ لا أن تتأهب للدفاع عنه.