الحراك السلمي اليمني من أجل التغيير.. يا عباد الله اثبتوا
بقلم/ احمد طه خليفة
نشر منذ: 16 سنة و 4 أيام
الخميس 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2008 06:45 م

شهدنا قبل أكثر من عام حالة من الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية وفي محافظة تعز بشكل خاص من المحافظات الشمالية وكان المناخ العام هو الحديث عن احتلال واستقلال وطرد مستعمر شمالي أو صاحب فوق وغير ذلك من تلك الشعارات. وكنت أنا وغيري الكثير من أبناء الجنوب اليمني نتفق مع هؤلاء في أمور ونختلف في أعظمها ..كنا نتفق في وجوب مقاومة الظلم والقضاء على حالة القهر الاجتماعي والسياسي التي تعاني منها معظم بقاع اليمن وليس الجنوب فقط وكنا نعتقد أن الوحدة هي مصيرنا الذي يجب أن نؤمن به وندافع عنه وليس الأنفصال إلا إهانة لتاريخ نريد أن نعيد كتابته وأرض نريد بناءها وشعب نريد له الرقي..

ولقد كانت ومازالت لي تحفظات كبيرة على كل ما كان يحدث أو يقال.. تحفظات منها ما يتعلق بالخلفية العلمية والثقافية للقائمين على الحراك ومستواهم الثقافي والفكري الذي لم يكن ينبئ بالكثير أو يبشر بالقليل على الرغم من أن فيهم من يحملون شهادات علمية عليا إلا أنها كانت من مناطق شهدت الأيام أنه لا يمكن الوثوق بها.. كما أن الخلفية الجهوية لمن يدّعون تمثيل الجنوب في الداخل والخارج كانت ولازالت تضع علامات استفهام كثيرة وتثير مخاوف كبيرة كونها تتركز في مناطق محدودة قادت الجنوب في السابق إلى مآسٍ عظيمة ليس أقلها إقصاء غيرهم من أبناء الجنوب من حياتهم وأعمالهم وممتلكاتهم واحتلال بيوتهم بل وأقصاء الآلاف من الأبرياء عن أرواحهم وفق تصرفات قبلية جاهلة ومؤدلجةمعاً مما أدى إلى إنتاج كل ذلك الغبن والظلم.
ولم يكن يبدو أنهم وهذا الأهم يمتلكون مشروعا واضحا لكنهم كانوا يصعدون ولا يلوون ولم تتضح رؤى جلية لهم أو حتى قيادة حقيقية تجمعهم بل كان يبدو أنهم يتحينون الفرص لإقصاء بعضهم بعضا.
ولقد كنت ولازلت أؤمن أن المصالح المفقودة لأبناء تلك المناطق وكونهم قد احتكروا لزمن طويل الوظيفة في الجيش والشرطة في الجنوب هي المحرك الأساسي لهذا الحراك بدليل أنه عندما عملت السلطة على إصلاح بعض مشاكل الإقصاء التي مارستها ضدهم عاد الكثيرون منهم إلى الجيش والشرطة وأصبح يطلق عليهم لفظ العائدين وما عادوا المتقاعدين قسرا أو المناضلين من أجل الحرية وهدأت الأمور وانقشع الغبار عن حقيقة أن الموضوع قد انتهى أو كاد..

ولقد عمل هؤلاء على مواجهة المعارضة – اللقاء المشترك – قبل الدولة وهاجموا توجهاتها ورموزها وشككوا في أهدافها وكانوا يقوم بالتحريض أما في المواقع الألكترونية والصحف والمهرجانات ووصل الأمر إلى حد الإيذاء البدني وما حدث في الضالع ليس ببعيد.

ثم ظهر الانقسام بين ممثلي تلك المناطق ومن كان يؤيدهم من محافظات أخرى وأصبح هناك أكثر من جهة تحاول قيادة هذا الحراك ثم جاءت الاعتقالات الأخيرة لتصب الماء البارد على ما بقي من الرماد الساخن ولم يعد هناك أي حراك وأصبح الركود هو الحالة الأخيرة التي وصلت إليها تلك الحركة.. لكنها سببت نوع من الصدمة لدى كل أبناء الوطن وأججت الرغبة في التغيير وإمكانية تحقيقه.. 

واليوم ونحن في معركة التغيير الحقيقية أطالب الجميع بالتوحد في إطار جبهة الحراك السلمي من أجل التغيير الذي تقوده أحزاب اللقاء المشترك والتي تبدأ بإقامة انتخابات عادلة ونزيهة أو رفضها وعدم إعطاء الشرعية لمن ينافس نفسه ولا يقر بحق الشعب في التغيير.. علينا جميعا سواء كنا من أبناء الجنوب أو الشمال أو الشرق أو الغرب,, سواء كنا مستقلين مؤدلجين أم غير مؤدلجين مخلصين حقا أو نسير مع الركب .. كبارا وصغارا ونساء ورجالا .. يجب علينا رفض الظلم والدعوة إلى التغيير..

إن لم يكن هناك دولة حقيقية نعيش فيها فعلينا أن نعمل على بنائها وإن كنا في دولة حقيقية لكنها تعاني من الفشل فعلينا أن نعمل على جعلها دولة ناجحة متفوقة.. وإن كنا نظن في بعض أجزاء اليمن أن الظلم يقع علينا من بني جلدتنا والانفكاك من ارتباطنا بهم هو الحل فعلينا العمل على رفع الظلم والمساهمة في البناء والوصول نحو المواطنة الكاملة.. على الصحفيين والكتاب والعلماء والطلاب والأدباء والمفكرين والسياسيين والقانونيين والعمال والفلاحين والرعاة و المهمشينوكل أبناء اليمن مهما اختلفت مشاربهم وتوجهاتهم حتى وإن كانوا في السلطة أن نعمل على إنجاح حالة الحراك السلمي التي تقودها المعارضة ممثلة بأحزاب اللقاء المشترك في هذه المرحلة المهمة والحاسمة من تاريخ أمتنا العظيمة التي أصبحنا نحن قبل غيرنا نسخر منها ونشكك في كل ما جاء عنها..

لا يجب أن ننس أن الأمة الكبرى في حالة مخاض طويلة عسرة ونحن جزء من هذه الأمة التي نكبت بحادثة الانقلاب الأخير في موريتانيا لتعيدنا إلى المربع الأول ولعلنا نحن في اليمن نكون من يخرج ونهائيا هذه الأمة من المربع الأول والذي لم تغادره إلا لتعود إليها..وعلينا أن ندرك أن دورنا قد حان لنعيد كتابة التاريخ كما يرضى الله وكما يجب أن يكون.. ونسير على خطى الحبيب العظيم وكل من ساروا معه أو تبعوه ممن نشروا العدل وأبطلوا الظلم وقدموا حياتهم رخيصة لدينهم وأوطانهم ولمستقبل أبنائهم..

يا عباد الله اثبتوا.. يا عباد الله اثبتوا.. يا عباد الله اثبتوا..

وعلى أحزاب المشترك أن تقدم للشعب برنامجا عمليا للتغيير وطرق الضغط وخطوات تنفيذها في حالة استجابة السلطة وخطوات الضغط في حالة رفض السلطة التجاوب مع المطالب العادلة ويجب أن تكون هذه الخطوات والإجراءات المتوقعة واضحة المعالم محددة الزمن وفق تراتبية متصلة ونظام مواجهة سلمية مستمرة تقدم الحب قبل الكراهية وتمد الأذرع بالأحضان قبل أن ترفع حجرا واحدا يمكن أن يؤذِ أخا لنا أجبرته الحياة على مواجهتنا .. فنضالنا من أجل ومن أجل أبنائها قبل أن يكون من أجلنا أو من أجل أبنائنا.. وتوقعوا حالة من سعار الاعتقال والتوقيف والتخويف وإلقاء التهم وتوزيع بقايا اللقم هنا وهناك والتخوين والتهوين وكل ما لا يخطر على بال..

لكن يا عباد الله اثبتوا.. يا عباد الله اثبتوا..

أحمد طه خليفة

asseraat.maktoobblog.com