آخر الاخبار

نيويورك تايمز: لهذا لن تهزم حماس في الحرب "عبر الأفق"..واشنطن تدشن خطة عسكرية جديدة لمواجهة تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر ينتحل رتبة عميد.. مصرع قيادي ميداني في مليشيات الحوثي خلال تنفيذه مهمة خارج اليمن بيان عاجل من السفارة السعودية في دولة عربية.. ودول عدة تطالب رعاياها بالمغادرة فوراً المليشيات تتلقى تهديدات إسرائيلية عبر طرف ثالث بتصفية كبار قادتها .. عنتريات الحوثي تختفي من البحر الأحمر مجلس شباب الثورة : جريمة إختطاف عشال تعد امتداداً لسلسلة طويلة من جرائم الإخفاء القسري التي ارتكبتها أجهزة أمن المجلس الانتقالي وندعو الى الكشف عن مصير كل المخفيين توقعات بموعد الرد الإيراني على إسرائيل وواشنطن تحشد تحالفا للدفاع عنها يديعوت أحرونوت ترعب اليهود .. 10 آلاف جندي إسرائيلي بين قتيل وجريح في غزة صحيفة عبرية تتحدث عن الطريقة التي ستستخدمها إيران لتقويض الدفاعات الإسرائيلية؟ الفاتيكان يخرج عن صمته مكرها و يعرب عن موقفه من افتتاح أولمبياد باريس

حتى لا نهلك جميعا
بقلم/ كاتبة - صحفية/رحمه حجيرة
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 4 أيام
السبت 29 يناير-كانون الثاني 2011 10:43 م

كنت أتمنى أن ألتزم بقراري في عدم العودة إلى الكتابة حتى عام 2012 لكن اخبار غضب الشعب التونسي الذي خلع أحد أكثر الانظمة العربية ديكتاتورية وتداعياتها في العالم وفي اليمن تحديدا جعلني أقرر العودة للتعبيرعن افكاري .فأنا شخصيا لايعنيني ماذا يحدث في اي بقعة من الارض طالما واليمن بخير أولا لكن الاحداث الاخيرة لم تبشر بخير على الإطلاق ,رغم الامان الذي شعرت به بسبب مواقف حكومات العالم وخاصة السويسرية والكندية من تجميد أرصدة الرئيس المخلوع وعائلته ورفضها استقبالهم أواقاربهم وهويجعل أمام نظام الرئيس صالح أحد طريقين إما إصلاحات سياسية واقتصادية عاجلة تتيح المجال أمام كل اليمنيين, الخصوم قبل الاصدقاء المشاركة في الحكم ,أو إراقة الدماء وإحتقان أكبر سيؤدي إلى نهاية اكثر قسوة مما يتوقعون . ولا يعني هنا أن هناك تشابه بين ماكان ويحدث الان في تونس وبين اليمن, ففي تونس كان زين العابدين يحكم بعائلة غيره ولا ابناء له أوأخوة يثق بهم ويضحي لاجلهم ويقاتلون لاجله بالاضافة إلى سياسته المستبده والعنيفة بلا مهادنة أو توازن مع خصومه الذين كانوا كلهم في سلة واحدة ويحملون نفس الموقف تجاهه, أكثر حقدا وإصرارا في مواجهته بلا مهادنة ايضا, بعكس الرئيس صالح الذي يسيطر على المواقع السيادية في الدولة مثل الأمن والجيش من خلال عائلة كبيرة تتفرع إلى عشرات الاسر التي تنتمي اليها بالنسب وعشرات أخرى أصبحت جزء من تركيبة النظام وتعيش على استمراريته. كما أن سياسة الرئيس صالح مختلفة جدا عن زين العابدين فهو يوجع ويراضي ..يعادي ويصادق ..يقدم ويؤخر.. فتارة يحتفل مع المعارضة في ذكرى توليه الحكم العام وتارة يظهر حليفا للجماعات الاسلامية, ويهاجم الاحزاب أحيانا بينما يقضي أوقات صفاء مع قيادتها في الوقت نفسه وهو ما جعل مواقف قيادة المعارضة وخصومه ضعيفة في مواجهته ,وغابت مصالح الناس لدى الطرفين في هذه العلاقة.

وحول أهمية إسقاط نظام الرئيس صالح لتحسين وضع اليمنيين كما حدث في تونس فأعتقد أن الشبه بين الضرورتين هو تماما مثل الشبه بين شجرة الياسمين وشجرة القات! .فالثورة لا تندلع إلا بإرادة الاغلبية وأغلب اليمنيين أميين, مسلحين, قبائل, ينتمون لاكثر من مذهب ديني أبرزها متقاتلو (الشيعي والسني) يحتفلون بالرصاص ويختلفون ويتفقون بالسلاح وعلى السلاح حتى في قلب العاصمة صنعاء ,فمن سيكون الضحية إذا لوخرج اليمنيون للتعبيرعن غضبهم ؟ لن يكونوا سوى قادة وقوى التحديث والمجتمع المدني بنساؤهم واطفالهم الرافضين للعنف برغم اتساع حضورهم مؤخرا لكنهم مازالوا أقلية. ومهما يكن حجم الاحباط والمعاناه الذين نعيشهما بسبب هذا النظام إلا أن تقليد اليات مجتمع أخر في التغيير قد تضيف لليمنيين مشكلات أخرى ..وتبقى السعودية ودول أخرى في انتظارهم وليس لنا حتى دولة أو معارضة مؤثرة تعيد ترتيب الوضع بشكل أفضل وتجنب اليمن كوارث تقضي على مابقى من استقراره ولنا في المحافظات الجنوبية مثلا فالظلم الذي تعرض له الجنوبيون وهم الاكثر تعليما تحول إلى أعمال عنف فاقمت من سوء أوضاع المواطنيين هناك وأراقة دماء مواطنيين أبرياء بينما لم يتضرر النظام بل حصد معونات خارجية أكثر.

للرئيس علي عبد الله صالح :-

أعتقد أن المظاهرات التي أندلعت في بعض المحافظات مؤخرا بالاضافة إلى احداث العنف الاخيرة في الجنوب وحتى لوأعتقدت بأنها تحت السيطرة , تحتاج إلى تعامل مسؤول وجراءة منك في اتخاذ القرارات بعيدا عن مشاعرك الخاصة تجاه خصومك فهؤلاء يمنيون ومن حقهم المشاركة في الحكم وتنفيذ مطالبهم حتى لو أساءوا أو لم تحبهم أما الاقالة والتوقيفات والقرارات الاخيرة التي تمت على استحياء مؤخرا ليست كافية . فالتغيير الجاد مهم بقدر أهمية وجود نظامك واستقرار اليمن بدون عناد خاصة وأن المطالب ممكنة فماذا لو تم دعوة قيادة الحراك الجنوبي والحوثيين والقيادات الطلابية وقيادة المعارضة لحوار صادق ومسؤؤل تحت اشراف اصدقاء اليمن لتشكيل حكومة ائتلاف تجمع خصومك وتبقى الوزارات السيادية لك ولا أظن بأن الحكومة بوزاراتها قد تجمع على الإضرار باليمن ,وأظن أن الوقت حان لأن يخضع المنتمون لنظامك لأنظمة وقوانيين حكومة مشتركة خالية من افراد عائلتك وأن تضرب الطالح بالصالح وتضع منتقديك في مواقع القرار لترى ونرى كيف يستطيعون تحسين اوضاع الناس ..فعندما يحكم الاشتراكي والاصلاحي والناصري -وهذا حقهم-ستجعلهم في مرمى الناس,فإما وفوا وأصلحوا وهو في صالح الجميع, وإما أخفقوا وحينها يستبدلون,وفي كلا الحالتين أوفيت بعض ماعليك ووجدت الفرصة والوقت لإعادة تأهيل وتنظيم نظامك وانصارك بصورة مدنية وديمقراطية لاعلاقة لها بخزينة الدولة !ومن ذا الذي سيرفض حكومة تمثل جميع اليمنيين و شخصيات مهنية تثق بها أنت ويتفق الاخرون عليها مثل د.عبدالكريم الاريأني وأمة العليم السوسوة ومحمد سالم باسندوة ومصطفى نعمان وعبد الوهاب الكبسي ورؤفة حسن ورشاد العليمي ....الخ أنها ستخفف من غضب الناس واحتقانهم وستمنحهم أمل في قدرة قيادتك على التغيير وستساهم في تخفيف العنف الدائر في اليمن ..وياليتك تصغي فلا نهلك جميعا !

Rahma.hugaira@gmail.com